تامر عبد الحميد (أبوظبي)- ينطلق مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون 2014 من 2 - 31 مارس المقبل، في دورته الـ 11 تحت شعار «روح الدار إبداع وابتكار» التي تركز على الإبداع والتعليم والفن، وتتميز عن سابقاتها بإقامة حفل موسيقي مسبق في شهر يناير المقبل، بمشاركة رموز موسيقية وفنية من الولايات المتحدة، ضيف شرف المهرجان، مثل بيل فونتانا، وهيربي هانكوك الذي يقدم عروضه للمرة الأولى في العالم العربي، وكذلك السوبرانو الأميركية رينيه فليمينج التي تقف على خشبة المسرح للمرة الأولى في الإمارات، إذ تعكس مشاركتهم التنوع الفني للدولة ضيف شرف المهرجان، بالإضافة إلى إبراز المشاركة العالمية الواسعة التي يتضمنها البرنامج الرئيس للدورة المقبلة.
شكر وعرفان
وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس في قصر الإمارات بأبوظبي، وجهت هدى الخميس كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، الشكر والعرفان للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رؤية سموه الثاقبة ودعمه المتواصل للمهرجان، وقالت «إن شعار الدورة الحادية عشرة من مهرجان أبوظبي هو «روح الدار إبداع وابتكار»، ولو أخذنا كل مصطلح في هذا العنوان بمفرده، لكان محفزاً وملهماً في حد ذاته، فما بالك لو جمعناهما معاً؟، وهنا يتجلى التحول الجذري الذي نأمل أن نؤسس له في نظرتِنا للعالم من حولنا».
وقالت كانو في المؤتمر الصحفي الذي حضره علي ليجليك المستشار الإعلامي للشؤون الثقافية في سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة، والفنان كمال القصار مؤسس ورئيس مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، والفنان العالمي بيل فونتانا، إن دورة هذا العام تعيد تأكيدها التام بتوافر فرص التبادل الثقافي وإبراز الدور المهم الذي تلعبه الفنون في إظهار الشغف الإنساني والمجتمعي بها، والاستفادة من القدرات الكبيرة للفنون في النهوض والارتقاء بالمجتمعات، وذلك من خلال تنظيمه لجملة من الفعاليات المتنوعة التي ستقدم استعراضات فنية، ومعارض وورش عمل وحلقات نقاش ومبادرات، تكون المشاركة المجتمعية جزءاً أصيلاً منها، لتمكين الجمهور والمهتمين بالفنون من استكشاف تلك العلاقة الفريدة بين الفنون والتكنولوجيا، وتأثير ذلك على الجيل الصاعد من الفنانين.
وقالت: احتفاءً بالدورة الحادية عشرة لمهرجان أبوظبي 2014 الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس وراعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وتأكيداً على مكانته المرموقة على الأجندة العالمية للفعاليات الثقافية السنوية، أعلنت إدارة المهرجان عن قائمة فعاليات البرنامج الرئيس لمهرجان أبوظبي 2014، التي تعتبر الأضخم والأكثر تنوعاً وثراءً في تاريخ المهرجان منذ انطلاقته في 2004.
«بلاد الخير»
وتحت عنوان «بلاد الخير» يستكمل مهرجان أبوظبي لهذا العام دوره التعليمي والمجتمعي عبر برامجه المتخصصة في هذا المجال، وأكدت كانو أن الفعاليات التعليمية والمجتمعية ستقام في عدد من مدن الإمارات السبع، وذلك عبر برنامج واحتفالية «بلاد الخير»، إذ من المقرر أن يقدم المهرجان أكثر من 100 فعالية تعليمية وتثقيفية، باعتباره الفعالية الثقافية الأضخم على مستوى المنطقة.
وتأكيداً على دعم مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون المواهب الإماراتية الواعدة وصقل إبداعاتهم، فقد استضاف المؤتمر بعض المواهب الشابة ليقدموا فقرات موسيقية خلال المؤتمر، منها عزف على آلة البيانو بأنامل سارة الكعبي، وشنفت الآذان بعزف خولة الرايحي التي قدمت مقطوعة موسيقية بمصاحبة آلة الكمان، كما حضر شخبوط الكعبي طالب بالجامعة الأميركية والفائز بجائزة الفنون التشكيلية من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
وأكدت كانو ضرورة تحويل المجتمع من استهلاكي إلى تكنولوجي وإلى مجتمع مبدع وقالت: نبدأ بالتعليم والفنون والابتكار، مؤكدة أن التحدي يكمن في دمج كل هذه العناصر لخلق منظومة متكاملة.
«إرث الإمارات»
وكشفت كانو أن مهرجان هذا العام يحتفل بـ 38 دولة، ويهتم بقضايا إنسانية، حيث يقدم ورش عمل لدار زايد للرعاية الإنسانية ودار البر، إلى جانب رحلات استكشافية، وينتهي البرنامج الإنساني بإحياء ساعة الأرض على كورنيش أبوظبي، إضافة إلى فعالية قرية «إرث الإمارات» مبادرة الغدير ضمن فعاليات المهرجان، وذلك بتنسيق مع إدارة المهرجان وتنظيم من الهلال الأحمر وجامعة الإمارات، لتعليم طلاب الجامعات الحرف اليدوية، مشيرة إلى أن المهرجان سيقدم هذا العام ثلاث جوائز هي: الإبداع، الفنون البصرية، كريستو وجون كلود.
وأشارت هدى إلى أن انطلاق فعاليات البرنامج الرئيس ستكون بحفل رسمي يفتتح الدورة الحادية عشرة للمهرجان مساء يوم الاثنين 27 يناير 2014 المقبل، يحييه الموسيقار العالمي المتألق غوستافو دوداميل الذي سيقود أوركسترا سيمون بوليفار السيمفونية الفنزويلية التي اشتهرت حول العالم ببصمتها المميزة في عزف أشهر السيمفونيات العالمية لكبار الموسيقيين، بينما يُفتتح البرنامج الرئيس للمهرجان في شهر مارس المقبل بمعرض للفنان التشكيلي العالمي بيل فونتانا يعرض من خلاله عمله الفني الرائع، الذي يبرز جماليات الصوت في البيئة المحلية بتقنيات تصوير الفيديو وتسجيل الصوت عالية الأداء، في عرض عالمي أول بعنوان «رؤى صوتية»، والذي سيستمر حتى 20 أبريل 2014، بينما يقدّم الفنان التشكيلي الإماراتي الرائد محمد كاظم العارض منفرداً ضمن جناح دولة الإمارات في بينالي الشارقة 2013، عملاً فنياً حصرياً مستوحى من شعار الدورة الحادية عشرة للمهرجان. وضمن إعلان الولايات المتحدة الأميركية، ضيف شرف المهرجان، في دورته الحادية عشرة، وجهت إدارة المهرجان الدعوة لكل من نجم موسيقى الجاز العالمي هيربي هانكوك، والسوبرانو رينيه فليمينغ، ومسرح الباليه الأميركي لتقديم عروضهم للمرة الأولى في الإمارات.
من جهته قال السفير الأميركي المعتمد لدى دولة الإمارات مايكل كوربن، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه علي ليجليك، المستشار الثقافي والإعلامي في سفارة الولايات المتحدة لدى الدولة: تعتبر مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المؤسسة الرائدة في مجال دعم الفنون والموسيقى في الإمارات، بما تقوم به من جهود للنهوض بالوعي المجتمعي تجاه الفنون والموسيقى عبر برامج ومبادرات متنوعة وواسعة، ويأتي هذا المهرجان السنوي الهام كدليل على حرص القائمين على المجموعة لبناء جسور التواصل الثقافي والفني بين الشعوب، فضلاً عن برامجه التعليمية والمجتمعية التي تصل إلى الآلاف على مستوى الإمارات.
وبالإضافة إلى رموز الفن والموسيقى من الولايات المتحدة، سينضم أيضاً إلى فعاليات البرنامج الرئيس لمهرجان أبوظبي، التي ستقام على مسرح فندق قصر الإمارات في أبوظبي الكثير من رموز الفن والموسيقى من شتى بقاع العالم مثل، عازف الجيتار ميلوش كاراداغليتش، أحد أبرع الموسيقيين الكلاسيكيين المعاصرين، وكذلك فرقة أوركسترا درسدن الفلهارمونية، وأوركسترا الاتحاد الأوروبي للشباب التي سيقودها المايسترو فلاديمير اشكينازي، يشاركهم الأداء غوتييه كابيسون أحد أشهر عازفي التشيللو المتألقين، في أمسية حافلة بروائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية.
وسيقدم مسرح الباليه الأميركي، عرض «كوبيليا»، الذي يعتبر أحد أجمل عروض الباليه المعروفة حتى يومنا، بينما يختتم البرنامج الرئيس بأمسية ساحرة لعازف البيانو اللبناني المتألق ميشال فاضل الذي سيبث الحياة في روائع الأغنيات من التراث الفني العريق لبلاد الشام، يشاركه في الأداء عازف الناي وأستاذ المزمار الأرمني بيدرو أوستاشي، وذلك ضمن سلسلة فعاليات بيت الفارابي، التي ستقدم أيضاً في 17 مارس عبر مجموعة «أصيل»، أعمالاً موسيقية معاصرة، مستمدة من أصالة التراث الموسيقي العربي العريق.
توثيق الموسيقى الكلاسيكية
أوضح كمال قصار، مؤسس ورئيس مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، أنه ستوزع أربعة أقراص مدمجة عن الموسيقى الكلاسيكية من عصر النهضة، وسيتم توزيعها لكل شركات التوزيع. ورداً على إمكانية تنويت الموسيقى الكلاسيكية، قال قصار إن معظم الألحان آنذاك كانت تتناقل بين الأجيال عن طريق السمع، وهي ليست منوتة، والموسيقى التراثية العربية هي موسيقى تخت مؤلف من ست آلات، وفي الحالين لا يمكن الاستفادة منها على صيغة الأوركسترا إلا في بعض الحالات.
بيل فونتانا.. يكشف الصوت الخفي للصحراء
كشف بيل فونتانا، خلال المؤتمر الصحفي، عن إبداعه للمرة الأولى في الإمارات الذي سيقدمه تحت عنوان «الصوت الخفي للصحراء»، وهو عبارة عن ابتكار منحوتة موسيقية للمرة الأولى في أبوظبي، بحيث يستخدم الصوت كوسيلة للنحت، التي سيقدمها في المهرجان وقال عن ذلك: عندما دخلت إلى الصحراء تبين لي أنه مكان صامت، لكن عندما اختبرت ذبذباتها وجدت أن هناك أصواتاً داخل الكثبان الرملية المتحركة والمتحولة، وهي تشبه أصوات البحر، وبالتالي فهو مشروع لا متناهي يضاهي أمواج البحر، وسأعمل على نقل تجربتي إلى طلاب جامعة نيويورك وجامعة زايد.
عدد اليوم
