الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تنفي وقوع انفجار في «فوردو» النووية

29 يناير 2013 00:33
أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - نفت إيران أمس تقارير إعلامية عن وقوع انفجار كبير في أحد مواقع تخصيب اليورانيوم، ووصفتها بأنها «دعاية غربية» تهدف إلى التأثير على المفاوضات النووية المقبلة، التي طلبت القوى العالمية من إيران إجراء جولتها الجديدة في فبراير، معبرة في الوقت نفسه عن شعورها بخيبة الأمل لإحجام طهران عن تحديد موعد للمفاوضات. فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أسفه «لنزوات» الدول العظمى و«مماطلة» إيران في تحديد مكان جلسة المفاوضات المقبلة حول البرنامج النووي الإيراني مما يؤدي إلى إرجائها. ولم يتسن التحقق من تقارير تتردد منذ يوم الجمعة عن قوع انفجار في منشأة فوردو المقامة تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، وقالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، إنه سبب أضراراً بالغة. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية عن نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية سعيد شمس الدين بار برودي قوله في ساعة متأخرة أمس الأول «الأنباء الكاذبة عن انفجار في فوردو دعاية غربية، قبل المفاوضات النووية للتأثير عليها وعلى نتيجتها». ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن القائد العسكري مسعود جزائري قوله «أنفي وقوع انفجار في موقع فوردو». وبدأت منشأة فوردو في أواخر عام 2011 إنتاج اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء نسبتها 20%، بينما تحتاج وحدات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية لدرجة 3,5%. وهي تقوم بتشغيل 700 جهاز طرد مركزي منذ يناير الماضي وفقا لما ذكره دبلوماسيون غربيون. وجاءت التكهنات عن وقوع انفجار في فوردو بعد تقرير بثته وكالة أنباء إيرانية عن «احتمال استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية يوم الإثنين أو الثلاثاء». ونفى الاتحاد الأوروبي الذي يقود المفاوضات في المحادثات النووية حدوث مثل هذا الاتفاق. وقال دبلوماسيون في فيينا، حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، إنه ليس لديهم علم بأي حادث في فوردو، لكنهم يتحرون التقارير. وقال دبلوماسي غربي، إنه لا يعتقد إنها صحيحة. ولم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعليقا بعد. وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، إن إيران لم توافق على اقتراحها عقد الاجتماع في نهاية يناير. وقال مايكل مان المتحدث باسم أشتون في بروكسل «إيران لم تقبل عرضنا الذهاب إلى اسطنبول في 28 و29 يناير، ولذلك عرضنا مواعيد جديدة في فبراير، نحن نعرض مواعيد مقترحة منذ ديسمبر ونشعر بخيبة الأمل لأن الإيرانيين لم يوافقوا حتى الآن». وكانت الجولة التالية من المحادثات مقررة أصلاً في يناير لكن الخلافات بين الجانبين حالت دون تحقيق تقدم. وقال مان، إن المفاوضين الإيرانيين وضعوا شروطا جديدة لاستئناف المفاوضات، لكن قوى الاتحاد الأوروبي تخشى أن يكون ذلك مماطلة. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية «إيرنا» عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله أمس «قلنا دائماً إننا مستعدون للتفاوض حتى التوصل إلى نتيجة ولم نقطع المناقشات قط». واقترح صالحي إجراء الجولة المقبلة من المحادثات في القاهرة، لكن الدول الست أرادت عقد اللقاء في مكان آخر. كما قال إن السويد وكازاخستان وسويسرا عرضت أيضا استضافة المحادثات. وإسرائيل أكد مصدر استخباري وقوع انفجار في محطة فوردو النووية الإيرانية، وفقا لصحيفة التايمز اللندنية أمس. ونقلت الصحيفة عن نفس المصدر قوله، إن «الانفجار وقع الأسبوع الماضي وخلف 200 قتيل وألحق أضراراً كبيرة بالمحطة»، مشيراً إلى أن «المعلومات المتوفرة حتى الآن في مراحلها الأولية، ولا نستطيع التأكيد أن هذا الانفجار ناتج عن عملية تفجيرية أو عن خلل داخلي في المحطة». من ناحيته قال وزير الدفاع المدني الإسرائيلي آفي ديختر لراديو الجيش الإسرائيلي إنه لا يمكنه أن يصرح بأي شيء بشأن انفجار فوردو «أكثر مما سمعته في وسائل الإعلام». وأضاف «أي انفجار في إيران لا يصيب الناس وإنما يصيب الأشياء، وهذه نعمة». وتقول حكومات غربية، إن تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى مستوى مرتفع، خطوة مهمة نحو تطوير قدرة إيران على صنع أسلحة نووية رغم أنه أقل من درجة نقاء 90% المطلوبة لصنع قنابل. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إن القوى العالمية وإيران يجب أن «تتوقف عن التصرف مثل الأطفال»، وتتفق على موعد ومكان لإجراء محادثات جديدة بشأن برنامج طهران النووي. وصرح لافروف في مؤتمر صحفي «تم إرجاء اللقاء، ولأسفي الشديد اعتبر أن سبب هذا الإرجاء غير مقنع على الإطلاق». وتابع «بعض شركائنا في مجموعة (5+1) والطرف الإيراني يعجزون عن الاتفاق على مكان اللقاء في أي بلد، في أي مدينة». وأضاف «نحن مستعدون للقاء في أي مكان وبأسرع وقت ممكن، ونرى أن جوهر مفاوضاتنا أهم بكثير من الأجواء التي قد توفرها هذه المدينة أو تلك». وأكد لافروف «نأمل تغليب المنطق والتوقف عن ممارسة النزوات كالأطفال». وفي شأن آخر، أطلقت إيران أمس كبسولة إلى الفضاء تقل قرداً استعادته معافى عند هبوطها. وقال تلفزيون العالم نقلا ًعن منظمة الصناعات الفضائية التابعة لوزارة الدفاع إن «إيران نجحت الإثنين في إطلاق كبسولة سميت بيشقام (رائد) أقلت قرداً إلى ارتفاع 120 كلم قبل استعادة الحمولة بلا أضرار». من جهة آخرى أظهرت بيانات من مصادر تجارية أن واردات الهند من النفط الإيراني زادت بنسبة 29% في ديسمبر بالمقارنة مع نوفمبر، لكنها تراجعت بنسبة 19% في الأشهر التسعة الأولى لعقود السنة المالية، وهو الخفض الذي مكنها من الحصول على إعفاء من عقوبات غربية. وأدت العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف حمل إيران على تقليص برنامجها النووي المثير للجدل والذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلى إنتاج سلاح نووي، إلى خفض صادرات النفط الإيرانية لأكثر من النصف في عام 2012. وخفض أكبر عملاء النفط الإيراني في آسيا وهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وارداتهم بدرجة كبيرة، للحصول على إعفاء من العقوبات واستمرار العمل مع النظام المالي الأميركي. وخفضت الهند وهي ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين، من أهمية إيران كمورد لها لتشكل إمداداتها 8,6% من إجمالي واردات الهند في 2012، وتوجهت بدلا من ذلك إلى بائعين من أميركا اللاتينية أصبحت الواردات منهم تمثل حاليا 15,5% من إجمالي مشتريات الهند من النفط. وقالت المصادر إن الهند تعتزم خفض وارداتها من إيران ما بين عشرة و15% في العقد السنوي التالي الذي يبدأ في أول أبريل، ثم تقليصها بدرجة أكبر إذا لم تخفض طهران أسعارها للمساعدة في تغطية التكاليف الناتجة عن العقوبات الغربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©