إعداد - عدنان عضيمة:
عندما أطلقت شركة (سوني) منصّة الألعاب الإلكترونية (بلاي ستيشن 3) مؤخراً، بات من الواضح أن العامل المؤثر الأكبر في حرب منصّات الألعاب أصبح يتعلق بما يمكن لهذه الأدوات أن تفعله على الإنترنت· ولقد كان من الواضح تماماً أن (سوني) كانت تدرك هذه الحقيقة حق الإدراك عندما طرحت النسخة الجديدة بحيث تبدو الصور المتحركة وفق درجات غير مسبوقة من الوضوح لأنها مجسّمة في الأبعاد الثلاثة؛ وابتدع خبراء الشركة تقنية جديدة تماماً تسمح للمستخدمين بابتداع وتصميم أبطال الألعاب التي يختارونها، وشراء وتوزيع أثاث الغرف والأروقة التي يتحاور فيها الممثلون، والدردشة مع لاعبين آخرين عبر العالم، وشراء وتحميل القطع الموسيقية والأفلام والألعاب الإلكترونية الأخرى على حواسيبهم· ويضاف إلى كل ذلك أن المنصّة تحتكم إلى تقنية رقمية عالية الفعالية تجعل عملية تحميل الألعاب والأفلام الجديدة بالغة السرعة والفعالية·
ويقول تقرير نشرته الفاينانشيال تايمز مؤخراً أن من الواضح تماماً أن (سوني) كانت تسعى من وراء هذه الابتكارات المتقدمة التي تضمها منصة (بلاي ستيشن 3) إلى منافسة شركة مايكروسوفت السباقة إلى إضافة خدمات التواصل مع اللاعبين الآخرين والدردشة معهم إلى منصة الألعاب المحمولة على الإنترنت تحت اسم (إكس بوكس)· وتمكنت مايكروسوفت حتى الآن من جذب أكثر من 6 ملايين مستخدم لمنصّتها· وتمتلك شركة (نينتيندو) بدورها منصة ألعاب محمولة على الإنترنت توفر لمستخدميها فرصة الدردشة على الإنترنت والحصول على تقارير تتعلق بحالة الطقس وتسمح لهم بتحميل الألعاب الإلكترونية على سطوح مكاتبهم بسرعة كبيرة·
ويأتي توجّه شركات الألعاب الإلكترونية لتوصيل العابهم بالإنترنت للاستفادة من بيع باقة من الخدمات الجديدة التي شاع تداولها على الإنترنت باستخدام الكمبيوترات· وأثبتت الإحصائيات التي أجريت مؤخراً أن سوق تحميل الألعاب الإلكترونية على مواقع الإنترنت تشهد ازدهاراً متواصلاً بحيث لم يعد من الحكمة إغفالها أو تجاهلها بالنسبة لهذه الشركات الطموحة· وأصبح من الشائع أن ترى امرأة متقدمة في السنّ وهي غارقة حتى الأذنين في حل لغز مطروح أمامها على أحد مواقع الألعاب الإلكترونية· وقدّر تقرير الفاينانشيال تايمز إجمالي العوائد التي تجنيها الشركات المتخصصة من نشر الألعاب الذهنية على الإنترنت عبر العالم أجمع بنحو 1,9 مليار دولار في عام 2006 ارتفاعاً من 713 مليون دولار في عام 2005 و228 مليون دولار عام 2002 وفقاً لتقديرات صادرة عن (مجموعة دي إف سي) المتخصصة برصد التطبيقات التجارية للذكاء الاصطناعي·
ويضاف إلى كل ذلك ما لاحظه الخبراء مؤخراً من أن الألعاب الإلكترونية على الإنترنت التي يشترك فيها مجموعة لاعبين عن طريق الدردشة عبر نظام البريد الإلكتروني، أصبحت صرعة جديدة تستهوي أعداداً كبيرة ومتزايدة من الناس· وحظيت هذه الألعاب بشعبية كبيرة في دول آسيا منذ بضع سنوات؛ وتثبت الأرقام التي نشرتها مجلة (سكرين دايجيست) مؤخراً أن عوائد ممارسة الألعاب الجماعية المحمولة على الإنترنت خارج آسيا تعدّت حاجز المليار دولار لأول مرة في عام ·2006
ويعزى الفضل الأكبر في تحقيق هذا النمو إلى نجاح منتج وحيد يدعى (فنون الحرب)، وهو من إنتاج شركة (بليزارد إنتيرتينمنت) التابعة لشركة (فيفيندي جيمز)؛ وهي اللعبة التي تمكنت من الاستئثار بأكثر من 8 ملايين مشترك لقاء رسوم اشتراك بلغ مجموعها 471 مليون دولار العام الماضي· وكان لهذا النجاح العريض أن يحثّ شركة (فيفيندي) على تحميل المزيد من الألعاب الإلكترونية الجماعية على موقعها على الإنترنت حيث فرغت مؤخراً من إضافة لعبة (فريستايل ستريت باسكيتبول) التي تسمح لفريقين يتألف كل منهما من خمسة لاعبين بلعب مباراة كاملة بكرة السلّة محكومة بالقوانين الحقيقية للعب بواسطة برنامج تطبيقي يتولى التنبيه إلى الأخطاء ومحاسبة مرتكبيها·
وأمام هذا التطور الكبير، انضمت شركة (إلكترونيك آرتس) والتي تعد أضخم شركة منتجة للألعاب الإلكترونية في العالم، إلى الركب حيث أعلنت مؤخراً عن خطط لشراء حصة تقدر بنحو 19 بالمئة من شركة (نيوويز) الكورية المتخصصة بتصميم الألعاب بمبلغ 105 ملايين دولار· وعندما أطلقت إحدى الشركات المتخصصة بابتداع هذه الألعاب، لعبة الـ (فيفا) الإلكترونية على الإنترنت شهدت إقبالاً كبيراً لدرجة أن عدد المشتركين فيها بلغ في كوريا الجنوبية وحدها 10 بالمئة من العدد الكلي للسكان خلال السنة الأولى لإطلاقها·
وقد يشير كل هذا إلى أن الإنترنت أصبحت بيئة مثالية لهواة الألعاب الإلكترونية والتي خلقت بدورها بيئة مثالية للشركات الطامحة للاستثمار في هذه الصناعة الترفيهية المزدهرة·
عدد اليوم
