السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نويل باركنسون.. عالم كرّس حياته لحل مشكلة نقص المياه النظيفة

نويل باركنسون.. عالم كرّس حياته لحل مشكلة نقص المياه النظيفة
21 مارس 2009 00:30
يندرج نقص المياه الصحية الصالحة للاستخدام البشري، ضمن أهم المشاكل التي ينتظر أن يتعرض لها العالم في العقود المقبلة وفقاً لما يقوله الخبراء والمحللون الاستراتيجيون· ويذهب بعضهم إلى حد التنبؤ بأن تكون مصادر المياه الصالحة للشرب بؤراً للصراعات العسكرية المقبلة· ولا تكمن مشكلة نقص المياه النظيفة الصالحة للاستخدام في ندرة مصادرها، بل في سوء استغلالها وتعريض منابعها ومكامنها للتلوّث· وهذا ما دفع بعض الخبراء إلى التفكير في تطوير تقنيات إعادة تدوير المياه المستعملة وتطهير مصادر المياه غير النظيفة كالبحيرات والمستنقعات والأنهار· ويعدّ الخبير العالمي البريطاني نويل باركنسون واحداً من الخبراء الذين كرّسوا حياتهم للبحث عن حلول تقنية عملية لمشكلة تطهير وتنقية المياه الملوثة، حتى تصبح صالحة للاستهلاك البشري من دون أضرار· وقام باركنسون خلال الأيام الماضية بزيارة عمل إلى الإمارات العربية المتحدة عرض خلالها لاكتشافاته وأجهزته الجديدة المخصصة لتطهير المياه من دون الحاجة لاستخدام المواد الكيميائية الضارة مثل الكلور وغيره من المواد· وخصّ ملحق (دنيا) بحوار شائق: يقول باركنسون في جوابه عن سؤال عن السرّ الذي جعل الماء النقي يمثل المحور الأساسي في اهتماماته العلمية، إنه كثيراً ما كان يشعر بالقلق من مشكلة محدودية مصادر المياه الصحية الصالحة للاستخدام البشري في العالم وخاصة في الدول الفقيرة والنامية· ويكمن البعد الأخطر للمشكلة في أن عدد سكان العالم في تزايد سريع ومتواصل· ولهذا فإنَّ الأولوية القصوى يجب أن تنصب الآن على معالجة الكميات الهائلة من المياه غير الصالحة للشرب· وبمعنى أوضح، أصبحت مشكلة المياه وتنقيتها من الأملاح والملوثات الضارة والجراثيم، أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للمجتمع البشري· وحول سؤال يتعلق بالحلول المقترحة لحل مشكلة نقص مصادر المياه العذبة، قال باركنسون: ''ينبغي التعامل مع الماء على أساس المبادئ والتقنيات التي تكفل الحفاظ على مصادره وذلك عن طريق تبنّي أحدث الابتكارات في مجال تدوير المياه المستخدمة بطرق علمية آمنة· ومن أهم شروط التنقية الآمنة للمياه عدم استخدام المواد الكيميائية في عملية التطهير كما يتطلب الأمر أن لا تنطوي عملية التطهير على أية أضرار يمكن أن تصيب البيئة· وأتوقع أن تتحول مشكلة نقص المياه في العالم إلى قضية بالغة السوء وسوف تتزايد تداعياتها الخطيرة على البشر أكثر وأكثر بمرور الوقت ما لم يتم اعتماد الطرق والأساليب الناجعة لحلها''· ويتحدث باركنسون حول طريقته الجديدة التي تدعى (آيونكلين) ionclean فيشير إلى أن (التأين) ionisation هو عملية كيميائية تقتل البكتيريا والفطريات والجراثيم· وذلك عبر تذويب بعض الأملاح التي تتأين، بمعنى أنها تنقسم إلى شاردتين إحداهما موجبة والثانية سالبة، وباتحاد الشوارد مع المخلفات المترسبة في المياه تتم تنقية هذه المياه· ويعتبر نظام التأيّن مفيداً كمبيد جراثيم فعّال لمياه حمامات السباحة والمباني السكنية والصناعية والمستشفيات وكذلك مياه الشرب؛ حيث يعمل هذا النظام على إضافة أملاح معدنية تحرّر في الماء أيونات موجبة الشحنة كأيونات الفضّة تكفي لقتل كافة أنواع الجراثيم والبكتيريا· وخلافاً للطرق الكيميائية في المعالجة، فإن طريقة (التأين) لا تتأثر بالحرارة أو مرور الزمن، بما يعني أننا سنكون قادرين على حفظ الماء صالحاً للشرب لمدة طويلة وفي مختلف الظروف الفيزيائية· ولهذا السبب فإن طريقة (التأين) تعد ثورة حقيقية في مجال معالجة وحفظ مياه الشرب· ومن المعلوم أن الأيون المعدني (أو الشاردة الكيميائية المعدنية) هو عبارة عن جزيء موجب الشحنة، حيث يؤدي ذوبان أملاح مختارة على نشر أيونات النحاس والفضة إلى التدفقات المائية التي تستهلكها البكتريا والطحالب فتموت على الفور إلا أنها لا تضر بالإنسان· كما تتبقى الأيونات غير المستهلكة بما يمنح حماية للمياه المتبقية· وكان المصريون أول من اكتشف أن حفظ المياه في إناء من الفضة يمنع تلوثها؛ كما اكتشف الإغريق الأثر الصحي (التعقيمي) لعنصر النحاس· وأشار باركنسون إلى أن نظام التطهير (آيونكلين) هو النظام الوحيد المعتمد بواسطة الحكومة البريطانية من بين الأنظمة التي لا تستخدم المواد الكيميائية في تعقيم المياه للأغراض الطبية والاستخدامات اليومية· كما أنه نظام لا يحمل أي مسببات لمرض السرطان ولا يسبب أي أمراض أو آثار جانبية· وحرص باركنسون خلال زيارته للإمارات على متابعة مهرجان سباق الهجن في منطقة المرموم بدبي، وقال معلقاً على هذا الحدث المهم في حياته إنه كان أول تجربة لمس من خلالها مدى تمسك شعب الامارات بتراثه وعاداته وتقاليده· وشرب في مزرعة للنوق والجمال حليب ناقة لأول مرة، بعدما سمع الكثير عن فوائده الصحية·· وأكد باركنسون أن الجهاز الذي ابتكره سوف يساعد في ترقية سباقات الهجن والخيل لأنه يؤمن المياه الطاهرة الخالية من الجراثيم والطفيليات للهجن والخيل، مما يزيد من قدرتها على الرؤية، ويضمن سلامة جهازها الهضمي·
المصدر: دنيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©