السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

منظمة التحرير: أي اتفاق دون اللاجئين فاشل

29 يناير 2011 01:13
رام الله (ا ف ب) - شددت منظمة التحرير الفلسطينية في مفاوضاتها مع إسرائيل على أن حل قضية اللاجئين يجب أن “يحقق العدالة الحقيقية” لهم محذرة من أن أي اتفاق سلام لا يضمن ذلك سيكون مصيره الفشل، بحسب وثاثق حصلت عليها “فرانس برس”. وجاء هذا الموقف في وثائق رسمية قدمتها منظمة التحرير في يونيو 2010 في إطار المفاوضات مع إسرائيل وسلمها مسؤول فلسطيني كبير لـ”فرانس برس”. ويأتي الإفصاح عنها بعد قيام قناة الجزيرة القطرية بنشر مئات الوثائق السرية المتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية والتي تتهم المفاوضين الفلسطينيين بتقديم تنازلات كبيرة لإسرائيل، لا سيما في ما يتعلق بالقدس واللاجئين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام. والوثائق التي حصلت عليها (فرانس برس) “معدة لغرض النقاش فقط ولا يتم الاتفاق على شيء حتى يجري الاتفاق على كل شيء”. وبحسب المسؤول الفلسطيني الذي رفض الكشف عن اسمه، “تضم هذه الوثائق الأصلية الرؤية الفلسطينية للحل حول قضايا اللاجئين والقدس والأمن والحدود والمياه والاستيطان والأسرى ورفات الشهداء المحتجزة لدى إسرائيل”. وقال “إنها قدمت رسمياً إلى الولايات المتحدة باعتبارها الوسيط والراعي للمفاوضات، كما تم تسليمها إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وإلى رئيس لجنة المتابعة العربية حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر وإلى كل من مصر والأردن”. وبحسب الوثيقة التي تتطرق للاجئين، فإن منظمة التحرير تعتبر أن “اعتراف إسرائيل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، يجب أن يشكل نقطة انطلاق لعملية تفضي إلى خلق واقع اجتماعي وسياسي واقتصادي لا يقوم على أساس الاضطهاد والقمع وحرمان الناس من حقوقهم والتمييز بينهم”. وتضيف الوثيقة “يشير اعتراف إسرائيل بمأساة اللاجئين التي خلقتها هي بداية مرحلة تضمن السير قدماً نحو تحقيق السلام الدائم في المنطقة”. وبحسب الوثيقة الفلسطينية، فإن “هذا الاعتراف لن يخلق أزمة دائمة بالنسبة لإسرائيل ومن الأهمية بمكان أن لا يوفر الحل المرتقب لقضية اللاجئين مجرد تسوية سياسية رفيعة المستوى، بل يتوجب أن يكفل هذا الحل العدالة الحقيقة للاجئين أنفسهم؛ لأنهم يحتاجون إلى عقود للتعافي من التجربة المريرة التي خاضوها”. وتضيف أن “تحقيق العدالة لكل واحد منهم تمثل الخطوة الأولى نحو تعافيهم من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية وتسوية أوضاعهم والتوصل إلى سلام دائم ومستدام في المنطقة”. وحذرت منظمة التحرير في الوثيقة، قائلة إنه “من غير المحتمل أن تكتب الاستدامة لأي اتفاقية سلام تعجز عن معالجة قضية اللاجئين لأن من شأن ذلك أن ينزع الصفة الشرعية عن أي جهود تبذل في سبيل التوصل إلى السلام أو التسوية المنشودة، فلا يمكن أن نصل إلى السلام على حساب الضحايا”. وفي محاولة لطمأنة إسرائيل، أكدت الوثيقة أن اعتراف الدولة العبرية بحق اللاجئين بالعودة “لن يتمخض عنه إعادة تشكيل الواقع الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط بين عشية وضحاها، ولن يترتب عليه حال وضعه موضع التنفيذ إعادة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط إلى ما كانت عليه قبل ستين عاماً”، أي قبل قيام إسرائيل. وأوضحت الوثيقة أن المنظمة تسعى للتوصل “إلى حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة المستند إلى مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى حل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين”. وترى القيادة الفلسطينية ان “اعتراف إسرائيل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم سوف يفتح الطريق للتفاوض حول طريقة تنفيذ هذا الحق ويعتبر الاختيار عنصراً محورياً في هذه العملية، حيث يتعين السماح للاجئين الفلسطينيين باختيار كيفية إنفاذ حقهم وتسوية أوضاعهم”. مسيرات مؤيدة لعباس في رام الله والخليل رام الله (الاتحاد) - شارك عشرات الفلسطينيين أمس في مسيرة تأييد للرئيس محمود عباس وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، احتجاجاً على ما بثته قناة الجزيرة من وثائق سرية حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وحمل عشرات الشبان صور الرئيس الفلسطيني، وهتفوا ضد قناة الجزيرة، فيما علقت صورة عملاقة لعباس بالقرب من مكتب الجزيرة كتب في أسفلها “سحقاً لقناة الجزيرة ومن يقف خلفها”. وكان عباس أدى صلاة الجمعة في مسجد جمال عبد الناصر الذي يقع وسط رام الله، وواكبه عدد من الشبان والشابات بالهتافات لدى خروجه من المسجد، من دون أن يدلي بأي تصريح للصحفيين. وخصصت خطبة الجمعة في المسجد لما بثته قناة الجزيرة، ووجه الخطيب وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش دعوة إلى الفلسطينيين لمقاطعة قناة الجزيرة التي وصفها بـ”المشبوهة”. ونصبت حركة فتح خيمة اعتصام بالقرب من مكتب القناة القطرية، فيما انتشر عدد كبير من عناصر الشرطة عند المدخل الرئيسي للمبنى الذي يقع فيه المكتب لمنع أي محاولة اعتداء عليه. وفي الخليل جنوب الضفة الغربية، تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني بعد صلاة الجمعة دعماً للسلطة الفلسطينية واحتجاجاً على تسريبات قناة الجزيرة. وحمل المتظاهرون صوراً للرئيس محمود عباس وأعلاماً فلسطينية وأعلام حركة فتح وأحرقوا دمية عليها صورة لوضاح خنفر مدير الجزيرة وصورة للمذيع أحمد منصور. وحيا عباس المتظاهرين عبر الهاتف، وأكد التمسك بالثوابت الوطنية. وقال محمد حروب أحد مسؤولي فتح في الخليل خلال التظاهرة نقول للجزيرة، نحن من يحدد من هو قائدنا وما هو مصيرنا وليست أكاذيبكم”. وقال محافظ الخليل كامل أبو حميد “لقد تعرض الشعب الفلسطيني لمؤامرات كثيرة، ولكنها لم تمر وهذه المؤامرة أيضاً لن تنطلي على أحد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©