الخرطوم تتهم جوبا بدعم حركات تسعى لإسقاط البشير

اتهمت حكومة الخرطوم نظيرتها في جوبا بدعم حركات متمردة أعلنت مؤخرا تشكيل تحالف يهدف لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير. ورأى وزير الإعلام السوداني كمال عبيد أن “حكومة الجنوب انصرفت عن مهمتها الأساسية، وهذا بمثابة هروب من المشاكل التي يجب أن تواجهها على مستوى علاقاتها” مع جارتها الشمالية أو دول الجوار. وكانت 4 حركات سودانية متمردة أعلنت تشكيل تحالف باسم الجبهة الثورية السودانية لإسقاط نظام البشير، حسب بيان أصدرته في وقت سابق. ويضم التحالف الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، التي تقاتل حكومة البشير في ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبة، و3 من حركات دارفور المسلحة. وقال عبيد إنه “في هذه المواقف المضطربة، فقدت الحركات كثيرا من عناصرها التي انحازت للسلام”. وقال إنه “ما صدر من الحركات المتمردة ليس فيه جديد، لأن بعضا منهم فشل في كثير من البرامج السياسية التي شـاركوا فيها خلال الفترة الانتقالية، كما فشلوا في تقديم شيء سواء على المستويين القومي أو الولائي”. وأضاف وزير الاعلام السوداني أن هذه الحركات كانت تعتمد أساسا على ليبيا وتشاد، “وهذا الأمر أصبح غير ممكن الآن، فاتجهت إلى جوبا للاعتماد عليها رغم أنها لا تقدر على هذا”. وتابع الوزير أن “جديد هذه الحركات هو رغبتها في أن تتبناها حكومة الجنوب وتسمح لها بالاجتماع في جوبا، وهذه إشارة إلى سوء النية في التعامل مع الأحداث بالمنطقة”. في المقابل، نفى أتيم قرنق زعيم الأغلبية في المجلس الوطني التشريعي لجمهورية جنوب السودان أي علاقة لحكومة بلاده بالتحالف. وقال إن الهدف من اتهام الخرطوم لحكومة جنوب السودان هو التمهيد لمساعدة المتمردين على حكومة الجنوب. من جانب آخر، أعلنت منظمة الإغاثة البريطانية “أوكسفام” أمس الأول سحب 22 موظفا من حدود جنوب السودان إلى الشمال بعد ورود أنباء بوقوع قتال في المنطقة، وقالت المنظمة إنها سحبت 22 موظفا من ولاية أعالي النيل حيث كانت المنظمة تعمل على توفير مياه الشرب لنحو 64 ألف شخص، وتشهد تلك المنطقة الحدودية أعمال عنف بين السودان وجنوب السودان منذ انفصال جوبا في يوليو 2005. واتهمت جوبا والأمم المتحدة الخرطوم بقصف مخيم للاجئين في ولاية الوحدة يوم الخميس. وقالت جوبا أيضا إن الخرطوم نسقت هجوما في ولاية أعالي النيل المجاورة في نفس اليوم. ونفى السودان الاتهامين. وقالت أوكسفام في بيان إن”موظفي أوكسفام هناك أفادوا بوقوع غارات وقصف مدفعي ثقيل لعدة ساعات يوم الجمعة. “وشهدوا طائرات تحلق في الأعلى وتعزيزا لقوات جنوب السودان خلال الأيام القليلة الماضية”. وقال جيش جنوب السودان إن 5 جنود قتلوا وأصيب 26 آخرون عندما شن “مرتزقة جنوبيون” مدعومون ومسلحون من الخرطوم هجوما في ولاية أعالي النيل. كما اندلع قتال هذا العام في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان السودانيتين بين الجيش السوداني ومتمردين انحازوا إلى الجنوب خلال الحرب الأهلية. وفر عشرات الآلاف عبر الحدود إلى جنوب السودان.