دخلت الأعمال الإنشائية لمتحف اللوفر أبوظبي مرحلة تدعيم الأساسات لتستمر طيلة الأسابيع العشرين المقبلة، ليتم بعد انجازها تعيين مقاول متخصص في الأعمال الانشائية تحت مستوى الأرض في شهر مايو المقبل، ثم تعيين المقاول العام في سبتمبر لتبدأ الأعمال الإنشائية فوق مستوى الأرض بداية العام المقبل، بحسب ما أفاد ستيوارت ماجي مدير إدارة تنفيذي لتسليم المشاريع في شركة التطوير والاستثمار السياحي أمس.
وأضاف أن أعمال الانشاءات في بناء متحف اللوفر أبوظبي تسير بوتيرة سريعة منذ انطلاقها في شهر مايو الماضي ليغدو المتحف معلماً ثقافيا عالمياً عند اكتمال بنائه.
وقال: إنه سيتم الإعلان عن نتيجة المناقصة الخاصة لتعيين مقاول عام لتنفيذ سائر الأعمال الانشائية فوق مستوى الأرض إضافة إلى القبّة المميّزة والأعمال الميكانيكية والكهربائية للمشروع نهاية شهر سبتمبر المقبل، بعد أن تجرى المناقصة الخاصة في شهر مارس المقبل.
وتوقع أن تبدأ الأعمال الإنشائية وتظهر للعيان بداية العام المقبل.
وقال ماجي إن الأعمال الإنشائية الخارجية للمتحف تنجز في سبتمبر 2012 ليتم تجهيز المتحف بالكامل ليكون مفتوحا للزوار في سبتمبر من عام 2013.
وتوقع أن يتم البدء بإدخال التحف والمعروضات الى المتحف قبل موعد افتتاحه للزوار بستة أشهر.
وتقدم 28 مقاولا عاما للمشروع، بحيث تمت تصفيتهم الى 12 مقاولا لغاية الآن ليتم في شهر سبتمبر الإعلان المعتمد، بحسب مدير مشروع المنطقة الثقافية فيليكس رينبيرج.
وبعد انتهاء مرحلة تدعيم الأساسات، سوف يتم تعيين مقاول متخصص في الأعمال الانشائية تحت مستوى الأرض، حيث تمت الدعوة لهذه المناقصة في منتصف شهر فبراير وسيعلن عن نتائجها في شهر مايو المقبل.
وقال رينبيرج إن الأعمال الإنشائية تحت مستوى الأرض من المتوقع انتهاؤها نهاية العام الحالي، لتبدأ بعدها الأعمال الإنشائية فوق الأرض بالظهور.
ولفت الى أن كلفة بناء الغطاء الخارجي للمتحف تشكل 30% من كلفة المتحف لما يحتاجه من تصميم مميز وطبقات متعددة تضاعف من مساحته.
وكانت شركة التطوير والاستثمار السياحي، المطوّر الرئيسي لجزيرة السعديات، قد عهدت بهذه المرحلة من الأعمال إلى شركة الانشاءات الألمانية باور انترناشونال. وستستمر مرحلة تدعيم الأساسات طيلة الأسابيع العشرين المقبلة، وتشمل تركيز 10 مواقع دعم يقوم كل منها بتدعيم 75 عمود أساس في اليوم. وسيصل الحجم الإجمالي للأساسات إلى نحو 5638، بما فيها 4298 أساسا من الفولاذ و1340 أساسا من الخرسانة، وهو ما يوازي في الطول 94,2 كيلومتر.
وكانت باور انترناشونال قد نفذت أيضاً عقد الانشاءات الخاص بالمرحلة الأولى من مشروع المتحف، التي اكتملت في شهر يناير الماضي وشملت أعمال حفريات بلغ حجمها 44500 متر مكعب من الرمل تمهيداً لتركيز قاعدة المبنى.
قال الرئيس التنفيذي لشركة التطوير والاستثمار السياحي، لي تيبلر في بيان صحفي أمس:”نحن سعداء بهذا التقدّم السريع للأعمال الانشائية في مشروع متحف اللوفر أبوظبي. هذا المشروع متميّز في كل شيء، من جمال التصاميم إلى آليات التشييد المعتمدة، ما يجعله تحفية معمارية حقيقية، ولذا فقد حرصنا على العمل مع أفضل شركات الانشاءات في العالم”.
ووضع تصاميم متحف اللوفر أبوظبي، الذي سيكتمل بناؤه في عام 2013، المعماري العالمي جان نوفيل، وهو أحد معالم المنطقة الثقافية على جزيرة السعديات التي ستضم أكبر تجمّع للمراكز والمؤسسات الثقافية والمتاحف في العالم، بما فيها متحف زايد الوطني ومتحف جوجنهايم أبوظبي.
يضم متحف اللوفر أبوظبي البالغة مساحته 24 ألف متر مربع (260 ألف قدم مربعة) صالات عرض تمتد على مساحة ستة آلاف متر مربع (65 ألف قدم مربعة) مخصصة للمعروضات الفنية الدائمة إضافةً إلى صالات أخرى للمعارض المؤقتة تصل مساحتها إلى ألفي متر مربع (22 ألف قدم مربعة).
تقوم الفكرة الهندسية للمتحف على هيئة مجمع من الأجنحة والميادين والأروقة والقنوات المائية، وتستحضر في الذهن صورة مدينة عائمة على سطح البحر.
وفوق هذه التكوينات العمرانية، ينتصب شكل من أساسيات فن العمارة العربي، وهو قبة هائلة الحجم قليلة العمق بقطر يبلغ نحوي 180 متراً (590 قدماً) وتتخللها شبكة من الشقوق والفراغات المدروسة بعناية بحيث يمر من خلالها الضوء بأشكال ساحرة.
سوف تضم المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات متاحف عدة هي متحف زايد الوطني ومتحف اللوفر أبوظبي ومتحف جوجنهايم أبوظبي، ومن المقرر إنجازها جميعاً بين عامي قطب 2012 و2013 لتكون منطقة ثقافية لا مثيل لها في العالم من حيث المساحة أو التنوع.
عدد اليوم
