السركال: ارفعوا رؤوسكم .. والتعويض في «الآسيوية»

الرياض (الاتحاد) بدا يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة راضياً عن الأداء العام لمنتخبنا الوطني، الذي قدم مباراة كبيرة أمام «الأخضر» السعودي، نجح خلالها في العودة لإدراك التعادل، بعد تأخره بهدفين في الشوط الأول، وكان نداً قوياً لأصحاب الأرض والجمهور في واحدة من أقوى مباريات البطولة على الإطلاق. وخسر منتخبنا الوطني 2 - 3، وودع «خليجي 22» من الدور قبل النهائي، ويلعب على المركز الثالث، وتقبل السركال الخسارة بصدر رحب، وحرص على التوجه إلى غرفة خلع الملابس عقب المباراة مباشرة، مساء أمس الأول للاجتماع باللاعبين، حيث طالبهم بضرورة نسيان تلك الخسارة، والسعي بكل قوة للتعويض خلال المرحلة المقبلة، ونقل إليهم تحية جميع أعضاء مجلس الإدارة، مدللاً على سعادته وسعادة الجميع بالروح القتالية العالية، التي ظهر عليها المنتخب، وخسارته بشرف أمام المنتخب الأبرز صاحب الأرض والجمهور، بعد أداء رجولي، في مباراة كنا فيها الأقرب إلى الفوز. ووجه السركال كلمة للاعبين، قال فيها «ارفعوا رؤوسكم عاليا، خسرتم مباراة بعد أداء قوي ومشرف سعدنا به جميعاً، تحية الجماهير لكم بعد المباراة تثبت أنها تقدر تماماً جهودكم وعطاءكم داخل الملعب، وتنتظر منكم التعويض لأنكم قادرون على ذلك». وأضاف «مقبلون على تحديات ضخمة، وبطولات قادمة أكبر وأكثر أهمية، وهي بطولة كأس آسيا التي سوف ندخلها للعب على التأهل إلى «المربع الذهبي»، وتقديم مستوى مشرف لكرة الإمارات، وبعدها تظل الثقة قائمة وموجوده لخوض المشوار الأهم في مسيرة هذا الجيل، وهو السعي للتأهل إلى كأس العالم 2018 في موسكو». وعقب مصافحة اللاعبين، والشد من أزر الجهازين الفني والإداري، توجه السركال بصحبة عبيد سالم الشامسي نائب رئيس مجلس الإدارة، وعلي حمد مدير عام الاتحاد بالإنابة، وناصر بن ثعلوب مدير مكتب رئيس الاتحاد، إلى مستشفى الحرس الوطني، التي نقل إليها مهاجم المنتخب عمر عبد الرحمن، لإجراء أشعة على القدم بعد الإصابة التي تعرض إليها خلال المباراة. وعن تقييمه لمستوى أداء «الأبيض» في البطولة بشكل عام، وفي المباراة، قال «كنا في أفضل حالاتنا أمام «الأخضر» خصوصاً في الشوط الثاني، ولكن الحظ تخلى عنا في الوقت الحرج، خصوصاً في التمريرة التي تلقاها إسماعيل مطر وحولها في الشباك، ولكنها ارتطمت بحارس «الأخضر»، وضاع هدف قاتل، وفي المقابل ارتدت الهجمة على «الأبيض» بهدف أنهى المباراة». وأضاف «بشكل عام أنا راضٍ تماماً عما قدمه «الأبيض» خلال المباراة، وفخور بمستوى اللاعبين وبروحهم القتالية وقدرتهم على العودة من خسارة بهدفين إلى إدراك تعادل، بل كانوا الأقرب للفوز والتأهل إلى النهائي، وأثبتوا أنهم بحق أبطال الخليج». وأضاف «منتخبنا أضاع فرصة الدفاع عن اللقب، بعد مباراة كبيرة أمام المنتخب السعودي المرشح الأول للقب، في ظل أدائه البطولة على أرضه ووسط جماهيره، بينما قدم اللاعبون مستوى راقياً، ليس فقط في هذه المباريات، بل في كل المباريات التي لعبها المنتخب خلال البطولة»، موجهاً الشكر إلى اللاعبين والجهازين الفني والإداري، على ما قدموه طوال البطولة، مطالباً الجميع بطي صفحة «خليجي 22»، والتفكير في الأهم، وهو المحطة الآسيوية المقبلة. وكشف السركال عن حالة عمر عبدالرحمن، وقال: «الإصابة بسيطة، وكانت في «الأنكل»، ومهم جداً أن نطمئن عليه، لأن المنتخب مقبل على كأس آسيا، واللاعب من العناصر الأساسية والمهمة للمنتخب، وغيابه في أي مباراة سيكون مؤثراً». سيطرة كاملة وتحدث السركال عن المباراة، وقال «بدأ منتخبنا الوطني المباراة بسيطرة كاملة أول 20 دقيقة، واستغل منتخب السعودية الفرص وتقدم بهدفين، في حالة من ارتباك الدفاع، وفي الشوط الثاني قدم «الأبيض» مستواه المعهود، وسيطر على مجريات اللعب تقريباً، وعاد من جديد للمباراة، ونجح في تسجيل هدفين أدرك بهما التعادل، كما أتيحت لنا فرص للتقدم، خاصة كرة إسماعيل مطر الذي لم يوفق فيها، رغم أنه يجيد تماماً تسجيل مثل هذه الكرات في مواقف مشابهة، لأن مطر من اللاعبين الذين لا يهدرون الفرص، بل يسجل من أنصاف الفرص، وهو ما يثبت أن الحظ والتوفيق تخليا عنا بالفعل في هذا الوقت من المباراة، وهذه هي كرة القدم في النهاية، حيث لا تعترف بأنك أنت الأفضل فقط». وعن تعامل الاتحاد مع خسارة اللقب والخروج من البطولة، قال «نعم خسرنا اللقب، لكن لعبنا مباراة رائعة أمام صاحب الأرض والجمهور، ولم نحزن للخسارة، بل سعادتنا كبيرة بالمستوى الذي ظهر عليه المنتخب، ويكفي أنه لاقى إشادة من الجميع، وبالفعل كان هدفنا البطولة، ولكن عندما نخسر، ونفقد فرصة الدفاع عن اللقب، فهذا أمر وارد، لأن كرة القدم فوز وخسارة، وعلينا أن نطوي صفحة البطولة، ونتطلع إلى نهائيات كأس آسيا بأستراليا في يناير المقبل، لأنها «محك» مهم للمنتخب على المستوى القاري، وبطولة الخليج كانت فرصة للوقوف على كل السلبيات، حتى يتم علاجها قبل خوض غمار الآسيوية». وأضاف «خضنا مباراة أمام منافس لديه رغبة كبيرة في الفوز وقاتل بشراسة على فرصة التأهل، لأنه بين جماهيره ويلعب على أرضه، ورغم ذلك أظهر منتخبنا تفوقاً بشكل عام في الأداء وكان الأكثر استحواذاً خصوصاً في الشوط الثاني». وقال يكفي أننا خسرنا عمر عبد الرحمن من كرة مشتركة مع الدفاع السعودي في بداية الشوط الأول، وهو عنصر مهم ولو كان في الملعب، واستكمل المباراة، لكان للفريق «شكل آخر»، ونجحنا في إضافة أهداف أكثر، كونه صانع اللعب الفذ في صفوف فريقنا، بالإضافة لغياب لاعب بحجم وقيمة خميس إسماعيل الموقوف للحصول على إنذارين وفق لوائح البطولة، رغم مستوى لاعبي الوسط المميز، لكن خميس «يفرق» كثيراً، لو دخل التشكيلة ولعب أساسياً خلال المباراة». ورفض السركال الاعتراف بأن طرفي النهائي صعدا من المجموعة الأضعف في البطولة، وقال: «لا أعترف أن طرفي النهائي من المجموعة الأضعف، لأن جميع المنتخبات الخليجية مستوياتها متقاربة، ويكفي أن 7 منتخبات في البطولة تخوض نهائيات آسيا، من بين 16 منتخباً، وهي كلها لديها حظوظ كبيرة، وبالتالي صعود السعودية وقطر هو تأهل مستحق إلى النهائي، ونقدم لهم التهنئة على وصولهما إلى هذه المرحلة، ونتمنى لها التوفيق في مهمتهما حتى نشاهد نهائياً يليق باسم كأس الخليج». ووجه السركال رسالة إلى اللاعبين، قائلاً: «كرة القدم فوز وخسارة والأهم أن نخرج مرفوعي الرأس من المباراة وأيضاً البطولة، والأداء كان مميزاً، وننتظر أن يتفوق اللاعبون على أنفسهم في نهائيات كأس آسيا». وأضاف «أما عن موقف مجلس إدارة الاتحاد، نحن ندعم المنتخب حتى نهاية دورة المجلس الحالي، وكلنا خلف «الأبيض» وجهازه الفني والإداري، نقوم بتلبية متطلباتهم وتوفير كل ما يلزم حتى تتحقق الألقاب، وتعود الإنجازات، ونحن خسرنا بطولة بشرف، وكنا نداً قوياً وكل الفرق تدرك تماماً قوة منتخبنا ودرجة جاهزيته». ولم ينس رئيس مجلس إدارة الاتحاد توجيه رسالة للجماهير، وقال «أرجو أن تستمر ثقة الجماهير في «الأبيض» وأن يستمر الدعم والمساندة، لأننا مقبلون على محطات مهمة وتحديات صعبة تتطلب تكاتف الجميع خلف المنتخب الوطني». وعن مباراة اليوم أمام المنتخب العُماني على المركز الثالث، قال «مباراة شرفية بالتأكيد، طموحنا ليس هو الترتيب الثالث، بل دائماً يكون اللقب والمركز الأول والمنافسة الدائمة من أجل الفوز، لذلك علينا أداء تلك المباراة بدوافع الفوز، والخروج بذكرى طيبة من البطولة». ترويسة بدا يوسف السركال أكثر هدوءاً، وهو يتحدث عن خروج المنتخب، وأعلن تقبله النتيجة، مع التأكيد على أن فرص منتخبنا كانت أفضل للصعود إلى النهائي. مهدي مستمر والتجديد بعد العودة الرياض (الاتحاد) تحدث يوسف السركال عن مسألة بقاء مهدي علي مدرباً للمنتخب الوطني، وقال «سبق وأن أكدنا أن ثقة الاتحاد لم ولن تهتز في الجهاز الفني واللاعبين، خاصة خلال المرحلة الحالية التي تتطلب التوحد خلف المنتخب، ودعم خطط تأهيل الفريق للاستحقاقات المقبلة التي تبدأ بنهائي كأس آسيا في يناير المقبل». وقال مهدي باقٍ مع المنتخب لسنوات قادمة، وهو ابن كرة القدم الإماراتية، والعلاقة بينه وبين الاتحاد أكبر من مسألة عقود وغيره، ورغم ذلك لدينا رغبة في التجديد حتى مونديال «موسكو 2018» وسوف نعرض ذلك على المدرب عقب العودة بالتأكيد». وطالب السركال وسائل الإعلام بضرورة التمسك بالمنطق في تعاملها مع الخسارة أمام «الأخضر»، خاصة أن منتخبنا قدم ما عليه وخرج بشرف بعد خسارة لا تعكس أبداً حقيقة سير أحداث المباراة التي شهدت سيطرة كاملة للمنتخب الوطني. لست قلقاً من المستقبل ونملك الاحتياطي الاستراتيجي الرياض (الاتحاد) أكد يوسف السركال أن القادم يحمل الأفضل لكرة الإمارات، رافضاً نظرة التشاؤم التي يتمسك بها البعض، بأن المنتخب الوطني ليس لديه صف ثانٍ، وقال «منتخبنا قوي، ويمتلك مواهب كثيرة، سواء في التشكيلة الأساسية أو في القائمة الموسعة للمنتخب التي يعتمد عليها الجهاز الفني». وأضاف «لدينا احتياطي استراتيجي لمستقبل كرة الإمارات، يتمثل في أبرز عناصر جيل المنتخب الأولمبي ومنتخب الشباب، ومهدي علي مدرب منتخبنا الوطني يتابع تلك العناصر، ويتمسك بالتجديد، وضم المواهب القادرة على تشكيل الإضافة المطلوبة للمنتخب بكل تأكيد».