الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرار بريطانيا الاتصال مع حزب الله.. محاولة أوروبية للانتقال نحو دور أكثر تقدماً

21 مارس 2009 00:35
أثارت الاتصالات المتوالية التي تقوم بها الحكومة البريطانية، واستتباعاً بعض الدول الاوروبية، مع ''حزب الله'' اللبناني و''حركة حماس'' الفلسطينية، ردود فعل متفاوتة في أروقة صنع القرار في واشنطن· وخلافا لما أشيع من أن تلك الاتصالات قد تمت بمباركة أو تشجيع أو تنسيق مع الإدارة الأميركية، فقد أكد غير مرجع من أنها ''لم تحصل بهذا الشكل بتاتاً'' لكنهم لم ينفوا علمهم المسبق بها· متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ ''الاتحاد'' إن المملكة المتحدة ''لم تستشر أي جهة أو وزارة أميركية ، سواء في وزارة الدفاع أو الخارجية''، مؤكداً أن ما يجري هو استمرار ''لسياسة تم الإعلان عنها مبكراً، من قبل الأوروبيين عموماً والبريطانيين خصوصاً، بإجراء حوار وتواصل مع تلك الحركات الإسلامية المسلحة''· وشدد المتحدث بأن موقف الإدارة الأميركية ''لم يتغير وهي لا ترى ضرورة أو فائدة من هذه الاتصالات لأنها ليست بيت القصيد''· وميز بين ما يجري في أفغانستان من محاولة مد جسور مع ما سمي بـ''الاطراف المعتدلة'' في طالبان وتلك التنظيمات· وقال إن ''الأمر هناك تحكمه ضرورات ميدانية بعدما تحولت المواجهة إلى ما يشبه حرب استنزاف، فيما الأمر مختلف سواء في لبنان أو قطاع غزة''· بدوره قال الأستاذ الزائر في ''معهد أميركان إنتربرايز'' في واشنطن والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور حسن منيمنة لـ'' الاتحاد'' إن معلوماته تشير إلى ''وجود تباين بين ما يمكن وصفه بالصف الأول والصف الثاني في إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما''· وأكد منيمنة أن المبادرة البريطانية والأوروبية عموماً، ''لم تتم بطلب من الأميركيين رغم أن الاوروبيين قد أبلغوهم بها، لكن من دون أي تنسيق''· وبحسب منيمنة يمثل أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وحتى جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ''الصف الأول الذي قد تنسجم تلك الاتصالات مع توجهاته المعلنة على الأقل ··· لكن الفريق الثاني الذي يتولى رفع الملفات إلى الصف الأول ممتعض من تلك الاتصالات ويعارضها على اعتبار أنها تنتقص من وضعية الأطراف المعنية بمعالجة تلك الملفات، فضلا عن أنها تعطي دفعاً معنوياً لا ضرورة له لتلك الحركات''· واعتبر منيمنة أن ما يجري هو ''استكمال أوروبي لسياسة ملأ الفراغ'' التي كانت سائدة خلال المرحلة الانتقالية بين عهدي (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش وأوباما· ''لكن الامر تحول إلى محاولة أوروبية للانتقال من لعب دور ثانوي، أحيانا كان قسريا مع إدارة بوش، نحو دور أكثر تقدماً وأولوية، ولكن ليس بصيغة التحدي للأميركيين''· ومن جهة أخرى شدد منيمنة على أن هذه الاتصالات ''لن تؤدي إلى نتيجة، وينبغي الاتصال بالمرجعيات الإقليمية لتلك الحركات''· وقال منيمنة إن الحديث عن وجود اختلاف بنيوي في السياسة الخارجية مع الإدارة الأميركية الجديدة، وتخل عن السياسة القديمة أو نوع من الانتصار عليها ليس سوى ''وهم''· وأكد منيمنة أنه ''لا إمكانية للتوصل إلى تسوية بين الأطراف المتصارعة الآن، إذ أن أي منها لم يصل بعد في مواقعه أو مواجهاته إلى الحد الاقصى، الذي يبدأ بعدها الحديث عن تسويات بين اطلاقات''· واعتبر أن إيران ''لم تصل بعد إلى ما يسمى بالحالة اليابانية''، حيث كان قرار الإعلان عن إمتلاك طوكيو السلاح النووي أمر إجرائي يحتاج إلى صيغة إعلان سياسي،''وبالتالي فإن طهران لم تصل بعد إلى ما تريده لا من الخارج ولا من جهودها العلمية، وتواصل سياسة المماطلة''· أما في ما يتعلق بسوريا قال منيمنة إن ''سوريا أيضا التي تعتقد أنها استطاعت خرق سياسة العزلة عربيا ودوليا ليست مستعجلة للتخلي عن ''حماس'' و''حزب الله'' الان· في حين أن إسرائيل وتحديداً نتانياهو أعلن أن ما حصل في حرب غزة هو انتصار وليس شيئاً آخر وتحتاج إسرائيل الى الثبات على ما حققته فيها وكذلك في لبنان ''· ويخلص منيمنة إلى الاعتقاد بأن كل ما يجري هو ''محاولة تلطيف للأجواء السياسية المشحونة في المنطقة، والأوروبيون معروفون بتلك المساعي التي تحاول التخفيف من وطأة الصراع وخصوصا على المستوى المدني، وانعكاسات المواجهة على شعبي لبنان والأراضي الفلسطينية''· وأكد أنه ''لا خلاف على ضرورة التمييز بين الأطراف المعتدلة والمتصلبة تكوينيا، لكن الخلاف هو على الرهان على أن التواصل معها سيحل المشكلة·'' وأوضح أن مثل هذه الحركات الاسلامية الاصولية قامت أصلا ''رداً على سياسات وأزمات معينة خلال العقود الثلاثة الماضية، واستفادت مما جرى سواء في افغانستان أو العراق أو لبنان أو فلسطين· لكن حتى لو حلت قضية فلسطين فتنظيم القاعدة لن يزول وحركة حماس لن تختفي من الشارع الفلسطيني''· ويختم منيمنة بالتشديد على أن الرد على الظاهرة الإسلامية الأصولية ''ليست مهمة الغرب بل هي مهمة الثقافة والمجتمعات العربية، وما شهدناه خلال العقود الماضية من تبديل في طبيعة حركاتنا السياسية يعكس في الوقت نفسه مأزقا حضاريا تعيش فيه مجتمعاتنا ودولنا''· وقال إنه ''ينبغي علينا ان نزيل آثار الفتاوى التي اباحت العمليات الانتحارية وقتل المدنيين لنستعيد مكانتنا الحضارية في العالم''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©