ربما لن يحصل بطل كأس الخليج نفسه على الحفاوة والمكافآت التي صبت على لاعبي المنتخب اليمني، مع أنه خرج من الدور الأول، ولم يحقق أي فوز، ولم يسجل ولو هدفاً يتيماً. ومن حيث المبدأ هذا المنتخب استحق التكريم الذي التقى عنده الجميع، الرئيس وقادة أحزاب ورجال مال وأعمال وحكومة، فضلاً عن المؤازرة المعنوية الكبيرة التي امتدت من مدرجات درة الملاعب السعودية وحتى مطار صنعاء وستصل للمناطق والأندية التي ينتمي إليها اللاعبون.
غير أن مدرب اليمن التشيكي ميروسلاف سكوب كان سبق الجميع إلى إبداء المخاوف من التأثير السلبي للمكافآت التي أعقبت مباراته الأولى مع منتخب البحرين، وتواصلت على طريقة الأعراس المفتوحة في اليمن، التي تمتلأ فيها شنطة العريس بالهدايا المادية، وتمتلأ فيها حظيرته بأغنام وأبقار المهنئين.
المدرب أشار إلى الضغوط النفسية للمكافآت الكبيرة بالنسبة للاعبين شباب وهم لا يزالون في الملعب، أما الوجه الآخر للمخاوف فهو اعتقاد المسؤولين في اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة أن التكريم الانفعالي الذي أعقب طفرة تحطيم حاجز النقطة يغني عن الاعتراف بأن الروح القتالية التي بذلها اللاعبون لم تكن حصاد تطور طبيعي في الكرة اليمنية، ما يعني أن ملف الكرة اليمنية بحاجة إلى أن يفتح.
الذين يؤمنون بالحاجة إلى استبدال الانفعال بالتفاعل الإيجابي يحذرون من أن يكرر التاريخ نفسه عندما وصل منتخب الأمل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين، لكن يد العناية لم تواصل الاهتمام بهم، وتسربوا من ميدان النجومية، كما يتسرب الماء من بين الأصابع.
يومها حدث الشيء نفسه من تسابق الجميع إلى داخل كادر الصورة.. تصريحات وتبرعات وكلام كبير لم يعقبه أي اهتمام حقيقي يضمن للاعبين الاستمرار كمجموعة حتى يصلوا إلى المنتخب الأول، حيث ظلت الجماهير تسأل أين ذهب منتخب الأمل؟ ولماذا تكرار استبدال التخطيط والإعداد الكروي الطويل بانتظار الطفرات والمفاجآت؟.
ولن يثبت القائمون على الكرة في اليمن استفادتهم من الدروس دون الإبقاء على منتخب «خليجي 22»، وتثبيت الجهاز الفني بقيادة ميروسلاف سكوب وتعزيز التشكيلة بلاعبين يتمتعون بتكوين جسماني مناسب وقدرة على استحضار اللمسة الأخيرة، وتحسين مناخ الدوري المحلي.. وكلها شروط تسبق في الأهمية كل هذا المزاد الانفعالي الزائل.
عدد اليوم
