اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الجمعة يوما للرد على رسائل التهنئة التي أرسلت إليه من طهران بتوجيهه رسالة تهنئة للإيرانيين بـ''عيد النيروز''· ويعتقد المراقبون الإيرانيون أن الرئيس الأميركي اختار ''الوقت المناسب والمكان المناسب'' لمخاطبة الإيرانيين، ذلك لأن ''عيد نيروز'' في إيران هو عيد لكل الإيرانيين بأطيافهم المذهبية وقومياتهم الوطنية كافة·
ويذكر أن ''عيد نيروز'' لا يقتصر على المسلمين في إيران وحسب، بل هو عيد الإيرانيين مسلمين وغير مسلمين· واعتبر المراقبون أن اختيار أوباما لهذا اليوم ''يعكس الحكمة السياسية والحنكة، فهو خيار ذكي ومنطقي من وجهة نظر الإيرانيين''·
ويرى النائب الإيراني محمد إسماعيلي أن رسالة أوباما إلى إيران هي أول رسالة علنية تأتي من رئيس أميركي طيلة سنوات الثورة و ''تعكس الرغبة الحقيقية لدى أوباما، فالرجل تجاوز الحواجز لكي يقدم غصن الزيتون للإيرانيين في عيدهم الأغر''·
وأضاف أن إيران ''تعتقد بضرورة أن تتبع تلك الخطوة خطوات عملية أخرى''· وأكد إسماعيلي أن المرحلة المقبلة ستشهد ''الكثير من التطورات على مستوى العلاقات بين واشنطن وطهران بعد إزالة الضغوط عن السياسيين في كلا البلدين''·
بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران المحلل الإيراني محمد بهشتي أن خطوة أوباما هي خطوة ''جيدة وتحتاج إلى خطوة مماثلة من قبل الإيرانيين''· وقال إن ''تهنئة أوباما الإيرانيين بعيدهم الأكبر يحمل أكثر من دلالة ومغزى''· واعتبر أنه على الرغم من ''وجود تعقيدات كثيرة تلف العلاقات الثنائية بين البلدين، الا أن إرادة الطرفين يمكنها إذابة ذلك الجليد''·
وأشار إلى أن ''إيران تعتقد اليوم بضرورة تطبيق شعارات التغيير الأوبامية''· وقال إن ''الاكتفاء بمرحلة الشعارات والأقوال إنما هو نوع من المرواغة، لذا فإن مطالبة إيران لأوباما إنما هي مطالبة قانونية وأخلاقية''، وأضاف ''نحن نريد وضع حد لتلك العداوة ونتطلع إلى تسوية كل الخلافات وإعادة أموالنا المجمدة في أميركا وهي تقدر بمليارات الدولارات''·
في السياق ذاته، أعلن علي أكبر جوانفكر المستشار الاعلامي للرئيس الايراني محمد أحمدي نجاد أن بلاده ''ترحب'' برسالة الرئيس الأميركي باراك اوباما، إلى الشعب والقادة الإيرانيين في عيد السنة الإيرانية الجديدة· وقال ''نحن نرحب برغبة رئيس الولايات المتحدة وضع خلافات الماضي جانباً''· لكنه أضاف أن ''أوباما تحدث عن التغيير، لكنه لم يتخذ أي خطوات فعلية لإصلاح الأخطاء الأميركية التي ارتكبت سابقاً بحق إيران''·
ودعا جوانفكر الرئيس الأميركي إلى دعم رسالته ''بعمل ملموس لإصلاح هذه الاخطاء كوسيلة لوضع الخلافات جانباً''· وأكد أن بلاده ''لن تدير ظهرها لأوباما إذا تجاوز الكلام إلى الفعل''·
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه نداءً مسجلاً إلى القيادة والشعب في إيران، وذلك بمناسبة ''عيد النوروز'' بداية السنة الإيرانية الجديدة· وتعهد أوباما في ندائه بالتزام واشنطن إطلاق علاقات صادقة مع إيران· وقال إن إدارته ''جادة الآن بخيار الدبلوماسية لمعالجة كل القضايا التي تواجه البلدين، وبمتابعة العمل من أجل روابط بناءة''· وأضاف ''إن لطهران الحق في أخذ مكانها الصحيح في العالم إذا تخلت عن الإرهاب واحتضنت السلام''· مؤكداً أن هذه العملية لن تتقدم بالتهديد، ونسعى إلى حوار نزيه وقائم على الاحترام المتبادل''·
وقال أوباما في ندائه الذي يحمل ترجمة بالفارسية، إنه لثلاثة عقود كانت العلاقات بين الجانبين متوترة، لكنه يريد الآن التحدث بوضوح إلى القيادة الإيرانية حول الحاجة إلى بداية جديدة من الاحترام المتبادل· ويأتي خطاب اوباما كرد على رسالة بعثها الرئيس نجاد إليه مهنئا إياه على انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية·
عدد اليوم
