دبي- ''الاتحاد'': كشف تقرير ميريل لينش لشهر مارس عن زيادة نفور المستثمرين حول العالم من تجشم عناء المخاطر مع موجة التراجع التي ضربت أسواق المال العالمية في نهاية فبراير الماضي·
وفي أول دراسة شاملة لشعور المستثمرين منذ ابتداء الهبوط- التي شارك فيها 199 مدير استثمار يشرفون على توظيف 668 مليار دولار اميركي، كشف مديرو الاستثمار عن مدى تصاعد نفورهم من المخاطر، فقد زاد مديرو الثروات أرصدتهم النقدية بحدة من 8,3% الى 4,4% وأفاد 30% من المستطلعين أنهم مثقلون بالنقد· وانخفض مؤشر ميريل لينش لقابلية المخاطر خمس نقاط ليسجّل أدنى مستوى وصل إليه في الخمس سنوات الأخيرة، كما أن مديري الحقائب الاستثمارية كشفوا عن أن متوسط فترة آفاق استثماراتهم الآن سبعة أشهر وهي الأقصر في أربع سنوات·
وقال ديفيد باورز، الاستشاري المستقل لدى ميريل لينش ''إن وضوح الرؤية لدى المستثمر بات الأضعف منذ ربيع 2003 عند بدء الحرب على العراق حين كان الخوف على أشده، واصفاً ''إعادة النظر في مستوى المخاطر'' بأنه ليس مستغرباً لكن ما يدعو إلى الاهتمام- حسب قوله- هو المدى الذي يعكسه التدهور في إعادة النظر من قبل المستثمرين بأساسيات المستقبل الاقتصادي العالمي''· مع ذلك، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الانخفاض الذي بلغ 3% في مؤشرات السوق الرئيسية فشل في تغيير نظرة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد العالمي، وإن أصبحوا أكثر حذراً بقدر يسير حول مستقبل النمو الاقتصادي وأرباح الشركات، إذ أن 10% فقط من المشاركين بالاستطلاع يرجحون ركوداً عالمياً في الاثني عشر شهراً القادمة·
كذلك، لم يتخل المستثمرون عن الأسهم، إذ أن 34% من مديري الثروات يستبعدون أن تكون الأسهم في الأشهر الستة المقبلة أدنى مما هي عليه الآن، صعوداً من 15% كانوا من هذا الرأي في فبراير فرغم اللجوء إلى أمان النقد، يخطط المديرون لزيادة استثماراتهم بالأسهم، إذ أن غالبية من 25% من مخصصي الأصول ينوون رفع تملكهم للأسهم في الأشهر الثلاثة القادمة·
ورغم أن المستثمرين غير قلقين حول خطر تباطؤ عالمي في الاقتصاد، فإنهم يعتقدون انه ينبغي على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) أن يقلق على الرؤية المستقبلية في الولايات المتحدة· وتبدو الولايات المتحدة الأقل جاذبية في نظر المستثمرين لجهة أرباح الشركات بينما ينظرون إلى منطقة اليورو بأنها الأكثر إشراقاً· ولا يغامر مديرو الاستثمار أدنى شك بأنه ينبغي التخفيف من الأسهم الاميركية والتركيز على الاستثمار في أسهم منطقة اليورو·
وعلى الصعيد القطاعي، يحبّذ مديرو الاستثمار موقفاً دفاعياً كلاسيكياً إذ ينصحون بأسهم شركات الأدوية وأسهم صناعة المواد الاستهلاكية ويؤثرون الابتعاد عن المصارف وشركات التكنولوجيا· ويعتبرون المرافق غالية وأسهم شركات الأدوية رخيصة· كما يفضلون أسهم الشركات الألمانية على البريطانية·
وفيما يتعلق بالعملات، لا يزال 9% من المديرين يعتبرون الدولار الاميركي غالياً و27% منهم ينظرون إلى اليورو على انه أعلى من قيمته الأساسية، كما أن 46% يرون أن سعر الإسترليني فوق قيمت ويرى 68% منهم سعر الين دون قيمة أساسياته·
عدد اليوم
