الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميقاتي يتعهد بـ «الوسطية» ولا يلتزم بشيء

ميقاتي يتعهد بـ «الوسطية» ولا يلتزم بشيء
29 يناير 2011 01:16
(بيروت) - أعلن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي، الانتهاء من الاستشارات النيابية الملزمة، وقال قبيل مغادرته مقر البرلمان انه سيزور صباح اليوم السبت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لإطلاعه على النتائج. وأكد الرئيس ميقاتي بعد تسميته من نواب “حزب الله” والمعارضة السابقة: “أن أي موقف اختلاف يحل بالحوار طالما أن الإيجابيات أكثر من السلبيات”. ولفت إلى أن “تيار المستقبل” قدم شروطه ولا أرى أنها تعجيزية، وقال: “لا يمكن أن أحدد وقتاً لتشكيل الحكومة ..أنا مع الإسراع لا التسرع. سأسعى إلى إشراك الجميع وأتمنى إلا يكون أي مقاطعة مسبقة من أي فريق للمشاركة في الحكومة”. ورداً على سؤال قال: “في العالم 2005 لم التزم خطياً بأي شيء ولم ولن التزم الآن خطياً، انا ملتزم أمام ربي وشعبي بأن أقوم بواجبي الوطني”. ورفض ميقاتي إعطاء أي إيضاحات حول شكل أو لون حكومته الجديدة، وعلمت “الاتحاد” من مصادره بأنه لن يدخل في أي سجالات مسبقة ولن يعطي أي وعود لأحد قبل الانتهاء من التشكيل. وقالت المصادر نفسها إنه (أي ميقاتي) سيعتمد المعايير المتعارف عليها في توزيع الحقائب على الطوائف بمعزل عن الجهات التي ستشارك أو تقاطع المشاركة. وكان الرئيس ميقاتي قد استهل اليوم الثاني من الاستشارات بلقاء كتلة “النواب الارمن” التي تحدث باسمها النائب آغوب بقرادونيان وقال: “تمنينا للرئيس المكلف التوفيق في مهمته، وتشكيل الحكومة في أسرع وقت دون التسرع، وأن لدى المواطنين هواجس، وطالبنا بأوسع مشاركة وطنية لنصل الى حكومة إنقاذ تخدم البلد والمواطنين”. وتساءل النائب تمام سلام: “هل سيتمكن الرئيس ميقاتي من تحقيق الوسطية والاعتدال في حكومته الموعودة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة جداً؟”. وطالب النائب احمد كرامي بحكومة تهتم بالاقتصاد. وأعاد النائب محمد حجار طرح هواجس كتلة “المستقبل” وهي: المحكمة، السلاح، والمعسكرات الفلسطينية. ورفع النواب فؤاد السعد، هنري الحلو وانطوان السعد الخارجين حديثاً من كتلة “اللقاء الديمقراطي” الذي “فرطه” النائب وليد جنبلاط شعار: “الأكثرية تحكم والأقلية تعارض”. وقال النائب فؤاد السعد باسمهم: “انه لا يعارض اعتماد أي صيغة حكومية، غير أن تأييدها يتوقف على كيفية تشكيلها وعلى البيان الحكومي”. واعتبر النائب دوري شمعون المشاركة في هذه الحكومة “مش أكلة” وطلب من ميقاتي “عدم الخروج عن الشرعية الدولية”. وقال الوزير السابق بطرس حرب: “أن البحث تركز حول موقف 14 مارس من عدد من القضايا كالمحكمة الدولية والسلاح والقرارات الدولية وقدرة الرئيس المكلف على الرد على الأسئلة التي طرحوها”. ودعا النائب عماد الحوت (الجماعة الإسلامية) “إلى حكومة تجمع الصف اللبناني وتوحد موقفه بعيدة عن تقاسم الحصص لا لون سياسي لها تهتم بشؤون المواطنين”. ووصف النائب نقولا فتوش المرحلة الراهنة بـ”السياسة بامتياز” وتتطلب معالجة صادقة. وقال: “نطالب بحكومة تتطلب معالجة صادقة ومسؤولة والمشاركة واجب وطني وحق لكل لبناني إذا ما دعي إليه أن يلبيه”. ومع اختتام المشاورات النيابية، عكف الرئيس ميقاتي على مراجعة دقيقة لكل الشروط والمطالب ليبني على الشيء مقتضاه دون الالتزام بأي منها لا نطقاً ولا توقعاً، وسرب عبر المحيطين به بأنه لن ينجر الى المهاترات وسيعمل بما يوحي به ضميره وخطه الوطني المعروف عبر تاريخه السياسي. وخصص الرئيس المكلف جانباً من اهتماماته بعد ظهر امس للسلك الديبلوماسي، حيث التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، ثم سفراء فرنسا دوني بيتون، والسعودية علي عواض عسيري، الاتحاد الأوروبي انجيلينا ايخورست، وعرض معهم كلاً على حدة نتائج الاستشارات النيابية والخطوات التي يعتزم الإقدام عليها لتشكيل حكومة يشترك فيها الجميع وتلبي طلبات كل الفرقاء، وعلمت “الاتحاد” من مصادره بأن الرئيس ميقاتي رفض الالتزام بأي طلب ديبلوماسي لجهة المحكمة أو السلاح، كما فعل مع النواب، لكنه شدد على عزمه تشكيل حكومة تعنى بشؤون الناس، وتعزز الأمن والاستقرار في البلاد. وكرر على مسامعهم بأنه سيبقى وسطياً كما وعد ولن ينحاز إلى أي فريق سياسي، ويأمل مشاركة الجميع في حكومته الموعودة. وكان لافتاً أن الرئيس ميقاتي أدى صلاة الجمعة في جامع الأمير منذر في وسط بيروت كإشارة إلى وسطيته المعلنة، وتوجه إليه خطيب الصلاة الشيخ ماهر جارودي بالقول: “إن المهمة الموكلة إليك يا دولة الرئيس شاقة وعظيمة، ولكن لا أحد يمكنه أن يزايد على إسلامك ومدى التزامك بدينك ونحن معك”. وفي سياق متصل، جزم الوزير السابق حسن منيمنة “عدم مشاركة تيار “المستقبل” في حكومة لا تضمن إنها ستدعم المحكمة”. نافياً أن تكون كتلة “المستقبل” التي ينتمي إليها قد طرحت شروطاً تعجيزية. أما عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا فقال إلى “أخبار المستقبل”: “إن موضوع المشاركة في الحكومة أو عدمها لم يحسم بعد بانتظار أجوبة الرئيس المكلف على أسئلة واضحة طرحت عليه”. وأيده النائب جوزيف معلوف وزاد على ذلك قوله: “نأمل أن يصدر رد قريب على هذا الموضوع مباشرة من قبل ميقاتي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©