الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض الفن التشكيلي اللبناني.. ذاكرة العمر الجميل

معرض الفن التشكيلي اللبناني.. ذاكرة العمر الجميل
11 نوفمبر 2013 23:50
جهاد هديب (الشارقة) - بمناسبة «لبنان ـ ضيف شرف» في معرض الشارقة الدولي للكتاب لدورته الثانية والثلاثين، ارتأت وزارة الثقافة اللبنانية أن تزوّد المعرض بمعرض خاص بأعمال فنية يتضمنه الجناح الخاص بضيف الشرف يحتوي على ثلاثين عملا فنيا لثلاثين فنانا تشكيليا منذ فترة ما قبل الاستقلال وما بعدها من الذين رحلوا. هناك فكرة واحدة تجمع أعمال المعرض، التي هي من بين متقنيات خاصة بالوزارة استطاعت أن تحافظ عليها على الرغم من ظروف الحرب الأهلية وتقلباتها، هي الطبيعة اللبنانية حيث يبدو واضحا أثر الاستشراق الرومانسي في صنيع الفنانين اللبنانيين الرواد، أولئك الفنانين الاستشراقيين الذين قدموا من فرنسا وإنجلترا وسواهما من الغرب للقيام برسم العديد من بلاد الشام ومصر على اعتبار أنها أرض الحراك الديني للمسيحية. بدا هذا التأثر واضحا في لوحة للفنان وجيه نحلة حملت العنوان: «شلال جزين» التي استهدف جانبا من بلدة جزين مسيحية الطابع فبدت كما لو أنها متضمنة لعناصر من العمارة ذات النمط الغربي الاستعماري الذي يتميز معماريا بالسقف الأقرب إلى شكل المثلث والمغطى بالقرميد كما في الرسومات الغربية. مع ذلك هناك اجتهادات واضحة لدى الفنانين على أن يحمل العمل الخاص بكل منهم بصمة ذاتية أو طابعا خاصا، لا تأتي فحسب من فرادة المشهد الطبيعي وحده بل أيضا من المعالجة اللونية على السطح التصويري التي تدمج ألوانا واقعية بأخرى متخيلة، أو أن الفنان نفسه يعود إلى ذاكرة لونية بصرية كانت واقعية يوما ما لكنها غدت الآن فانتازية ربما أو حلمية حتى. وتبدو لوحة سيمون بلتكسي مارتيان التي تحمل العنوان: «القطاف» أكثر تطرفا في ذهابها إلى الحلم، إذ يشعر المرء بأنه أمام عمل ينتمي إلى المدرسة الفطرية أو الوحشية التي ظهرت خلال العقدين الأولين من القرن الماضي، وذلك بطبيعة شخوصها والعناصر الأخرى للعمل بوصفها جزءا من مشهد لا ينتمي إلى الواقعية أبدا. والأرجح أن ما يثيره العمل من ردّ فعل الناظر إليه يؤكد فرديته، إذ لم يجنح الفنان سيمون بلتكسي مارتيان إلى تسجيلية أو تجريدية بالمقابل، بل إلى تسجيل إحساسه بوصفه فردا يرى مشهدا من حوله ويكتشف أن هذا المشهد يشكل ذريعة كي يعبر عن وجوده الفردي المحض عبر لوحة تنتمي إلى هذه الحلمية اللافتة للانتباه. أما الرسام اللبناني الشهير بول غيراغوسيان في لوحته «دون عنوان» فهو يقارب المشهد الطبيعي برؤية تجريدية، تجعل المشهد ذاته غامضا إنما شفافا وبمسحة من حزن ما، ربما بسبب تلك التناغمات بين الأخضر والبني على السطح التصويري وكذلك الأحمر بحضوره الخجول. وإلى لوحة تحمل العنوان نفسه: «دون عنوان» للفنان منير نجم حيث يبدو المشهد الذي التقطه الفنان ليليا وكانت معالجته اللونية مدار بحث لدى صاحبه، إذ يتوزع البنفسجي على أغلب مناطق السطح التصويري بتدرجات مختلفة ومتخللا العناصر الأخرى في العمل الذي كما لو أنه يصور جانبا من قرية جبلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©