مدينة «مصدر» تستقبل المشاركين في مؤتمر الأطفال العرب الدولي

قام 140 طفلاً وشاباً من مختلف أنحاء العالم، بينهم 40 طفلاً إماراتياً، اختيروا ليتوافق عددهم مع الاحتفال باليوم الوطني الأربعين للدولة، بزيارة ميدانية، نظّمتها مؤسسة التنمية الأسرية، لمدينة مصدر في أبوظبي، والتي تسعى لتكون إحدى أكثر المدن استدامة في العالم. تأتي هذه الزيارة ضمن برنامج مؤتمر الأطفال العرب الدولي 2011 الذي يضم العديد من الفعاليات والزيارات لعدد من معالم الاستدامة في الدولة. والذي ينظّم في إمارة أبوظبي تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبرئاسة الملكة نور الحسين، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك الحسين. خلق بيئة نظيفة تنقلت الوفود على متن حافلات إلى مدينة مصدر، وذلك للاطلاع على هذا الصرح العظيم الذي يعد مثالاً في خلق البيئة النظيفة، ومن أجل تسليط الضوء على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم وتعزيز مبادئ الاستدامة والنهوض بالمجتمع نحو الأفضل، وتعمل “مصدر” عبر خمس وحدات متكاملة، بما فيها “معهد مصدر” الذي يعد جامعة مستقلة للدراسات العليا تركز على الأبحاث، ومن خلال هذه الهيكلية، تسعى “مصدر” إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة رائدة لتحويل طموحات الطاقة المتجددة إلى واقع فعلي للأعمال المجدية اقتصادياً، فضلاً عن الارتقاء بمكانة أبوظبي كمركز عالمي للجودة والتميز في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وقامت الوفود المشاركة بجولة في المدينة، واطلعت على جميع مرافقها واستمعت لشروحات مفصلة عن الهدف من خلقها، وأذهل التصميم جميع الحضور، لأنه يناسب البيئة الإماراتية بطريقة عصرية، فقد صمم “برج الريح” على شكل البراجيل قديما، ليشكل الوقوف أسفله انتعاشة كبيرة وبرودة توحي للزائر بأن الجو ممطر، حيث يحتوي على صفيحة ترتفع للأعلى وتشفط الهواء وتسحبه للأسفل مع رشات من الماء، أما المباني وشرفاتها وشبابيكها فهي مصممة لتحافظ على الخصوصية تماما، كما روعي في تصميمها طريقة لا تعكس أشعة الشمس بشكل مباشر إلى داخلها لتظل هذه الأماكن مبردة، وتم التأكيد أن جهاز التكييف يتم تشغيله دائما على درجة حرارة لا تقل عن 24 درجة في موسم الحرارة، نتيجة التصميم الذي يلائم هذا المبنى، كما وقف الحضور وسط ساحة وهي الأوسع في مدينة مصدر، لكن دون أجهزه تكييف، حيث الجو معتدل على الدوام صيفا وشتاء، وذلك راجع لخصوصية التصميم فيها، كما أن كل المباني المتواجدة في المدينة أنجزت من مواد تمت إعادة تدويرها، ولم يستعمل فيها مواد جديدة، كما تضم المدينة مزرعة لإنتاج الطاقة الشمسية تعمل على تزويد المدينة بالطاقة الكهربائية، بحيث تحقق الاكتفاء الذاتي، كما قامت الوفود بجولات في سيارات صديقة للبيئة داخل المدينة. مجتمع صحي وتعليقاً على هذه الزيارة قالت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية ومدير الدورة الحالية للمؤتمر:” تندرج هذه الزيارة ضمن عدد من الفعاليات والزيارات التي ينظمها المؤتمر لعدد من معالم الاستدامة في الدولة كمدينة مصدر في أبوظبي، وبرج خليفة في إمارة دبي، بما يتماشى مع الشعار المعتمد لهذا العام وهو “التنمية المستدامة مسؤولية الجميع”، حيث تهدف هذه الفعاليات إلى نشر الوعي لدى الأطفال والشباب وحثهم على لعب دور أكبر في تحسين مجتمعاتهم والاهتمام بمفهوم الاستدامة وذلك من أجل ديمومة الحياة.” وأضافت الرميثي:” إن الاستدامة البيئية تعتبر من أهم المواضيع التي يتم مناقشتها في أيامنا هذه، وذلك بسبب سوء استغلال الثروات الطبيعية والبيئية التي يشهدها العالم، والتي بوسعها التسبب في كارثة إنسانية في حال عدم إيجاد الحلول البديلة لها والحد من الاستخدام المفرط للطاقة والمصادر الطبيعية”. وأثنت الرميثي على الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجيهاتهم المتواصلة للمحافظة على البيئة وتنمية الوعي، “ومن هنا تأتي مدينة مصدر لتترجم هذه الأفكار الريادية الطموحة في توفير مجتمع صحي، وتطوير جميع مجالات قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة.”