الوداد المغربي يحتج لدى الاتحادين الأفريقي والدولي

ذكرت وكالة أنباء تونس نقلاً عن الشرطة أمس الأول أن 11 مشجعاً من أنصار الوداد البيضاوي المغربي أوقفوا في مطار قرطاج - تونس لقيامهم بأعمال تخريب في قاعة الانتظار بعد خسارة فريقهم أمام الترجي الرياضي التونسي صفر-1 في إياب الدور النهائي من مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم. ونقلت الوكالة عن المسؤول في الشرطة القضائية عبد اللطيف العياري قوله إن مشجعي الفريق المغربي قاموا “بأعمال عنف في المطار”، مشيراً إلى توقيف 11 منهم. وأوضح المسؤول حسب الوكالة أن هؤلاء “قاموا بأعمال تخريب في غرفة الانتظار قبيل مغادرتهم إلى بلادهم وكسروا تجهيزات خاصة بالاستعلامات وبعض الكراسي تقدر قيمتها بنحو 5 آلاف دينار تونسي (2500 يورو)، وأصيب أحد رجال حفظ النظام ومستخدمة تنظيف بجروح طفيفة”. وكان المغرب دان بشدة “أعمال العنف” التي تعرض لها جمهور الوداد السبت الماضي عقب تتويج الفريق التونسي باللقب، وعبر وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط الذي حضر المباراة، عن “أسفه الشديد” لما تعرض له الجمهور المغربي “من عنف واعتداء من قبل بعض عناصر الشرطة التونسية”. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “أنا لا أفهم أنه في جو فرحة الإخوة التونسيين بالفوز، كيف يتم الاعتداء على الجمهور المغربي بهذه الطريقة وباستعمال الغازات المسيلة للدموع، وبطرق خارجة عن الروح التي يجب أن تسود لقاءات كرة القدم والرياضة عموما، ولا يسعني، والحالة هذه إلا أن أعبر عن أسفي الشديد لما حصل”. وأوضح أنه سيتابع ما حدث بتنسيق مع وزير الشباب والرياضة التونسي والسفارة المغربية في تونس لمعرفة ملابسات هذه الأحداث و”اتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور”. وفي الدار البيضاء، أكد مسؤول في الوداد البيضاوي فضل عدم كشف هويته أن ناديه احتج لدى الاتحاد الدولي (الفيفا) ضد أعمال العنف التي كان “ضحيتها” أنصار فريقه. وأضاف: “قدمنا احتجاجا لأننا لم نفهم أبدا لماذا استخدمت الشرطة التونسية القوة ضد أنصار الوداد، في وقت توج فيه الترجي بطلا”، مشيراً إلى أن احتجاجاً مماثلاً وجه إلى الاتحاد الأفريقي. وكشفت وسائل الاعلام المغربية، بما فيها شبكات التلفزيون والإذاعة العامة والخاصة، “أعمال العنف” ضد أنصار الوداد البيضاوي بعد المباراة، محملة مسؤولية “هذه الاعمال” إلى جزء من الجمهور التونسي. من جهته، قال وزير الشباب والرياضة التونسي سليم شاكر أنه سيعمل بتنسيق مع وزير الداخلية لمعرفة حقيقة ما وقع عقب المباراة، معتبراً أنه “من الطبيعي أن تحدث بعض الأشياء في لقاءات كرة القدم، لكن المطلوب هو التهدئة وإرضاء الجميع”، مؤكداً أن “العلاقات المغربية التونسية هي فوق كل اعتبار، ولا يمكن لمباراة في كرة القدم أن تؤثر في قوة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين”. وأكد سفير المغرب في تونس نجيب زروالي وارثي، أنه طلب من السلطات التونسية إجراء تحقيق في الاعتداءات، وقال إنه طلب رسميا من وزارة الداخلية التونسية التحقيق في الأحداث التي تم خلالها “تعنيف” العديد من المواطنين المغاربة، و”إبلاغنا بنتائج التحقيق والإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الشأن، حتى لا تتكرر هذه الأحداث مستقبلاً صيانة للعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين”. وأضاف أن سفارة المغرب ومنذ وقوع تلك الأحداث، تجري اتصالاتها مع السلطات المعنية في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه عبر لرئيس نادي الترجي التونسي حمدي المدب، عن “استنكاره” للاعتداء الذي تعرض له الجمهور المغربي. من جانب آخر، غادر أمس الأول، رياض بنور مدير الكرة بنادي الترجي التونسي، إلى اليابان لحضور قرعة كأس العالم للأندية التي ستجرى يوم السبت القادم، وسيعمل بنور خلال هذه الزيارة إلى ترتيب كل أمور الفريق قبل وصوله لليابان للمشاركة في مونديال الأندية الشهر المقبل. وفي سياق متصل، قال السفير المغربي إنه اتفق مع وزير الشباب والرياضة التونسي على التنسيق من أجل التحضير الجيد للمباراة التي ستجمع السبت المقبل بالعاصمة التونسية، بين المغرب الفاسي المغربي والنادي الأفريقي التونسي في ذهاب الدور النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، لتفادي تكرار الأحداث التي شهدها ملعب رادس. وعلى صعيد متصل، بعد جلسات عمل متعددة بين إدارة النادي الإفريقي ووزارة الرياضة والسلطات الأمنية التونسية، تم الاتفاق على تخصيص 50 ألف تذكرة لجماهير النادي الإفريقي في المباراة التي يستضيف خلالها نادي المغرب الفاسي المغربي ضمن منافسات ذهاب الدور النهائي لكأس الاتحاد الإفريقي، وهو نفس العدد الذي تم تخصيصه لجماهير الترجي الرياضي في مباراة الدور النهائي أمام الوداد البيضاوي السبت الماضي في نهائي دوري الأبطال الإفريقي الذي فاز به الترجي. وتجدر الإشارة إلى أن عملية التذاكر التي كان من المنتظر أن يتم طرحها بداية من أمس تم تأجيلها إلى اليوم لأسباب تنظيمية.