الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتب جليلة.. لكن أسعارها ثقيلة

الكتب جليلة.. لكن أسعارها ثقيلة
21 مارس 2009 00:48
انطلق رواد المعرض في يومه الثالث في جولات على أجنحة دور النشر لشراء ما يحتاجونه من كتب في موضوعات مختلفة سواء لهم أو لأفراد أسرهم· وفي استطلاع أجراه ''الاتحاد الثقافي'' مع عدد من الرواد أشاروا إلى أن أسعار الكتب ما زالت مرتفعة على الرغم من التخفيضات التي تعلنها دور النشر عادة بمناسبة المعارض· لكن من يريد اقتناء كتاب ما نظراً لفائدته الجليلة لابد أن لا يحسب حساباً لسعره الثقيل· وفيما يلي حصيلة آراء رواد المعرض: عبدالله الهاشمي ويعمل مهندس سلامة بيئية، قال، إن أسعار الكتب الموجودة داخل المعرض تقارب مثيلاتها في المكتبات الخارجية، وهناك تخفيضات على بعض الكتب، إلا أنها رمزية إلى حد كبير، في حين أن بعضها الآخر قد يكون أغلى من الموجود بالسوق الخارجية، ومع ذلك، إذا كان الكتاب يمثل قيمة معينة عند القارئ، فارتفاع السعر لا يمثل عائقاً يحول دون اقتنائه له، بمعنى آخر أعتقد أن سعر الكتاب لا يؤثر كثيراً على الإقبال على شراء كتاب ما، أو الإعراض عنه، إذ أن المعيار الحقيقي لهذه المسألة هو جودة المحتوى والمضمون، خاصة وأن معظم الكتب تدور أسعارها في نطاق المعقول والمقبول، وحتى لو كان هناك ارتفاع ما في أسعارها، فهي في ذلك شأنها شأن باقي السلع، فارتفاع الأسعار مشكلة عالمية، وتمس كافة المنتجات بما فيها الكتب، إذاً لا يمكن اعتبار الكتب سلعة غالية· أضاف الهاشمي، بطبيعتي لا أخصص ميزانية معينة لشراء الكتب، ما يعجبني أشتريه حتى لو لم أقرأه في الوقت الحالي، لأني واثق أنه سيجيء الوقت الملائم لقراءة هذا الكتاب أو ذاك· وأعتقد أن محددات سعر الكتاب، تتضمن كلاً من محتواه، وشكله الخارجي، من حيث جودة الطباعة والإخراج الفني له، وغيرها من هذه الأمور· ومع ذلك أستطيع أن أجزم أن الكتب التي حققت نجاحاً في الأصل وعرفها القراء، لا ترتكن كثيراً إلى شكلها الخارجي، اعتماداً على المضمون الفكري أو العلمي العالي الموجود بين دفتي الكتاب، وهو ما ارتآه شيئاً سلبياً، أرجو من القائمين على صناعة الكتاب تداركه· غلاء الأسعار أسامة العيدروس، الذي يعمل مديراً للتطوير بإحدى الشركات، أوضح أنه يهتم بنوع مختلف من الكتب، وهي الكتب الأثرية، وأسعارها فلكية بالقياس للأنواع الأخرى من الكتب، فأسعارها تبلغ آلاف الدولارات، وهو من هواء اقتناء هذه الكتب، ولا يأبه لما يدفعه فيها، طالما كان للكتاب قيمة تاريخية وأثرية كبيرة، أما بالنسبة للكتب الخارجية، وكما قال، فوجئ بأن بعضها أغلى من الكتب الموجودة في المكتبات الخارجية، وهو ما أثار اندهاشه، حيث إنه من الطبيعي، أن تكون الكتب المعروضة في معارض الكتب، أسعارها أقل من المتوافرة في الأسواق الخارجية· وأشار العيدروس، إلى أن الكتب العلمية والمتخصصة هي الغالبة على الموجود في الأجنحة المختلفة، وتمنى لو أن هناك مزيداً من التعدد والتنوع في العناوين المعروضة· كما ذكر أنه لا يضع ميزانية معينة عندما يجيء إلى المعرض، لأنه لا يعلم ما قد يروقه من كتب، وبالتالي يقوم بشرائه، ولفت أيضاً إلى أن سعر الكتاب يحدده مضموناه الفكري والعلمي بغض النظر عن شكله الخارجي، وجودة الطباعة، لأن الكتب غذاء العقول، وليست غذاءً للبطون موضوعاً على طاولة الطعام، ويجهد النادل نفسه كي يظهره في أفضل صورة· كتب التكنولوجيا أما عرّوب عزيز والذي يعمل في مجال التجارة، فعبر عن رأيه قائلاً، اهتمامي الأول هو كتب التكنولوجيا والرياضة، وبالنسبة للأولى فإن سعرها مرتفع بلا شك، لأن هذه النوعية من الكتب تتطلب إعداداً خاصاً ويقوم عليها أُناس متخصصون، ومن ثم فلا غرو من أن تكون باهظة التكاليف بالقياس إلى ما عداها من الكتب، وخاصة فيما يتعلق بكتب التكنولوجيا الصادرة باللغة الانجليزية، أما كتب الرياضة فأسعارها مقبولة ومرضية إلى حد كبير، وتناسب عشاق هذا اللون من الكتب من كافة الشرائح والطبقات، وأشار عروب، إلى أنه من الضروري وضع ميزانية معينة لشراء الكتب عند المجيء إلى أي من معارض الكتب، نظراً للكم الكبير من الكتب الذي من المتوقع أن يجذب اهتمامنا، ومن ثم يجب تحديد أولوياتنا في القراءة، وعمل موازنة لذلك مع ما تسمح به قدراتنا الشرائية، وبالنسبة لأهم ما يحدد سعر الكتاب، لفت عزيز، إلى أن ذلك يرجع في المقام الأول، إلى أن ذلك يرتبط باسم مؤلفه أكثر ما يعتمد على طرق الطباعة والتغليف· زيارات متعددة عباس حسن، ويعمل محامياً، ذكر أن أسعار معظم الكتب الموجودة في المعرض، منخفضة عن مثيلاتها في الخارج، وهو ما يعد محفزاً لانتهاز فرصة المعرض، واقتناء أكثر كمية من الكتب التي يرومها عشاق القراءة على اختلاف مشاربهم واهتماماتهم، وأكد أنه من الضروري وضع ميزانية محددة للكتب، لأن تخصيص مبلغ معين لشراء الكتب، يساعد عشاق القراءة في الحصول على ما يريدون، دونما حدوث أي تأثيرات سلبية على أوجه الإنفاق الأخرى في حياتهم، مشيراً إلى أنه لا يجيء لزيارة المعرض ليوم واحد فقط أثناء فترة إقامته، بل يتردد عليه لعدة أيام، حتى يتمكن من الإلمام بأحدث العناوين الموجودة، ومن ثم يحسن اختيار ما يراه مناسباً له، وعن سعر الكتاب ومحدداته، أشار إلى أن ذلك يرجع لأمور عديدة، لأن هناك كتباً قيمة، وربما طبعت في أعوام سابقة، يمكن الحصول عليها بأسعار أرخص بكثير من بعض الكتب الحديثة، التي لا ترتقي إلى نفس المستوى الفكري لتلك الكتب التي سبق نشرها في سنوات سابقة· مشكلة تصنيف إبراهيم أحمد، مدرس لغة عربية، ذكر أن أسعار الكتب تتفاوت من دار نشر لدار نشر أخرى، بعضها أسعاره معقولة ومنطقية، والبعض الآخر يتخذها تجارة فقط، دون الالتفات للمسألة الأهم وهي الإسهام في نشر العلم والثقافة، بفروعها كافة، وتمنى أحمد على القائمين على صناعة الكتاب، أن يضعوا هذا الأمر في حسبانهم، حتى يصبح الكتاب في متناول الجميع، من يهتم بالثقافة، ومن يقل اهتمامه، كما أشار إلى أن ارتفاع أسعار الكتب في نظر البعض، له ما يبرره لدى صانعي الكتب، لأن الكثير من السلع في حياتنا أصبحت مرتفعة التكلفة، والكتاب وصناعته ليسا ببعيدين عن هذا لأمر· وفي ذات السياق، أوضح أحمد إلى أنه عندما يريد كتاباً معيناً لا يهتم كثيراً بمسألة السعر، خاصة وأن متوسط مستوى الدخول يتناسب مع المعيشة اللائقة في المجتمع الإماراتي· كما لفت إلى أنه من الضرورة بمكان، أن يتم تصنيف الكتب في المعرض بحسب الموضوعات، حتى يجد الباحث ضالته المنشودة في المكان المعلن عنه، دون أن يتكلف عناء البحث بين دور النشر كافة، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت والجهد بلا مبرر· الشكل الخارجي محمد عمر طالب ماجستير في جامعة الشارقة، قال إن أسعار الكتب تفاوتت، بين المنخفض والمتوسط، والمرتفع، ومع ذلك يمكن القول إنها مناسبة كبيرة لكافة الشرائح، وأشار عمر، إلى أن سعر الكتاب هذه الأيام للأسف يحدده شكله الخارجي، ومدى فخامة أوراقه، بغض النظر عن المادة الفكرية والعلمية الموجودة بداخله· وبعيداً عن هذا الطرح، لفت عمر إلى قلة دور النشر المهتمة بكتب الشريعة والكتب الإسلامية، وأن أغلبها يهتم بالكتب الروائية والأدبية وكتب الأطفال، ولذلك تمنى لو كانت هناك زيادة في الكتب المعروضة المتعلقة بمجالات العقيدة والفقه وأصول الدين· وبدوره يوسف العزيز، أكد على كلام زميله مشيراً إلى اهتمامه هو الآخر بكتب الشريعة وكتب التاريخ، التي تتناول حال الأمة في العصور القديمة والحديثة، والتطورات التي لحقت بالعالم العربي في القرون المنصرمة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات العربية الفارسية، وعن أسعار الكتب، لفت العزيز، إلى أنها مقبولة جداً وليست بها مغالاة، وأن تكاليف الطباعة الفاخرة وإخراج الكتاب بشكل ملائم، هي العامل الأكبر في تحديد سعر الكتاب، بغض النظر عن ما يحويه بين دفتيه· تقصير إعلامي سيف راشد، الذي يعمل بالقوات المسلحة، ذكر أن الأسعار مناسبة، ومرضية إلى حد كبير، ولكن ما يعيبه هو وجود تقصير إعلامي بالنسبة لكل ما يخص المعرض، فليست هناك دعاية مناسبة لهذا الحدث في وسائل الإعلام المختلفة، تتناسب مع أهمية المعرض الذي يستهدف كل فئات المجتمع· مثلاً معرض آيدكس للأسلحة الذي أقيم مؤخراً، أخذ نصيباً من الدعاية أضعاف ما أخذه معرض الكتاب، على الرغم أنه لا يعني سوى بفئة قليلة جداً في المجتمع وموجه لشريحة معينة من الناس، وهو أمر يجب تداركه في الدورات القادمة، ايضا وسائل الإعلام المقروءة لم تعني بهذا الحدث بالشكل المطلوب، باستثناء جريدة ''الاتحاد''، وكل وسائل الإعلام لم توضح مواعيد عمل المعرض، من حيث عدد الساعات اليومية وأوقات الراحة، مما أربك الكثيرين، سيما الذين أتوا من مناطق خارج مدينة أبوظبي، كما أن فترة عمل المعرض اليومية يجب أن تكون متواصلة ولا تتخللها 3 ساعات راحة كما هو حادث الآن· كتب الأطفال عادل محسن، عضو الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، قال، على الرغم من ارتفاع بعض أسعار الكتب، إلا أنها مقبولة بشكل عام، والكتب مرتفعة السعر تحديداً هي الكتب العلمية، وربما يرجع ذلك لقلة توزيعها والإقبال عليها، مما يدعو ناشريها لرفع سعرها للتغلب على مشكلة قلة التوزيع، ويجب الإشارة إلى أن متوسط أسعار الكتب في المعرض يتمحور حول الـ 20 درهماً وهو مبلغ معقول ومنطقي إلى حد كبير ويتناسب مع كافة القدرات الشرائية للناس· وكتب الأطفال أيضاً، أسعارها مرتفعة بالقياس لغيرها من الأنواع الأخرى، وذلك بسبب فخامة الطباعة والاهتمام بالكتاب المصور· وعن نفسي، لا أهتم بسعر الكتب ولا وضع ميزانية للكتب المشتراة من المعرض، لأن طبيعة عملي تفرض علي الاطلاع المستمر، كما أن المعرض يعد فرصة هائلة للمثقفين وعشاق القراءة، ويجب أن لا يضعوا المال في حسبانهم عن شراء الكتب، لأنه في النهاية استثمار للعقول· ولفت محسن، إلى أن الكتاب الديني ذا المضمون العلمي، نادر بين الكتب المعروضة، ولذا يجب العمل على إعطاء قدر اكبر من التنويع بالنسبة لدور النشر، والعمل على إفساح المجال أمام كل من له صلة بالكتاب أن يقدم ما لديه في هذا المعرض، كما أشار إلى أهمية وضع منصات بحثية إلكترونية للكتب، ونشرها في كافة أرجاء المعرض، كي تيسر على الجمهور الوصول إلى الكتب التي يقصدونها، بدلاً من الوقت الضائع في البحث عن هذا الكتاب أو ذاك، كما يجب استخدام ماكينات لدفع النقود، لأنه في أحوال كثيرة لا تتوافر للمشتري السيولة النقدية الكافية لشراء ما يريد من الكتب، وكذلك يجب إعادة النظر في فترة الراحة اليومية التي تقسم عمل المعرض إلى فترتين منفصلتين، وهو ما يضر بالبائعين والجمهور على حد سواء· المهندسة أميمة صالح، قالت: إن أسعار الكتب تراوحت بين المتوسط والمرتفع، خاصة بالنسبة للكتب الأجنبية التي وجدتها مكلفة جداً، خاصة وأن عملها في مجال البرمجة يفرض عليها اقتناء كل ما هو جديد في هذا العالم، وأشارت إلى أنها لا تضع ميزانية معينة لشراء الكتب، ومع ذلك فهي لا تتخطى حدوداً معينة، وأكدت على أن أسعار الكتاب لا تمثل أهمية بالنسبة لعشاق القراءة، ولكنها قد تمثل عقبة أمام الشخص العادي، عندما يروقه كتاب ما بشكل عرضي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©