«سوفتبنك» اليابانية تستعد لدخول سوق الاتصالات الأميركية

قال ماسايوشي سون الرئيس التنفيذي لـ “سوفتبنك”، ثالث أكبر شركة اتصالات في اليابان، إنه يتعاطف مع المستثمرين القلقين من إفراط شركته في الاقتراض لتمويل العرض الجريء للاستحواذ على سبرينت نكستل. وهبط سعر سهم سوفتبنك بنسبة 17% في 12 أكتوبر الماضي وبعد ذلك بثلاثة أيام فقط، هبط سعر السهم مرة أخرى ليفقد 5?3% ليصل إلى 2268 ينا بعد الكشف عن عرض الشركة الاستحواذ على شركة الاتصالات الأميركية سبرينت مقابل 20?1 مليار درهم. وقال سون معترفاً بأن الصفقة لم تكن بالأمر السهل: “أتفهم شعور العديد من المستثمرين”. إلا أن سون نفسه لا يبدو أنه يشاطر أولئك المستثمرين شعورهم بالقلق، وأشار إلى أنه رغم تخصيص 700 مليار ين (8?9 مليار دولار) من نقد سوفتبنك واقتراضها 1?5 تريليون ين، إلا أن صافي دين سوفتبنك لن يتجاوز 270% من الإيرادات قبل الفائدة والضريبة واستهلاك الدين وخفض القيمة، بينما بلغت تلك النسبة 560% في عام 2006 حين استحوذت سوفتبنك على فودافون اليابان. وقال سون إن الشركة اكتسبت كثيراً من الخبرة والحذر منذ استحواذها على فودافون الأمر الذي جعل الشركة تحقق أرباح تشغيل قياسية لسبع سنوات متصلة، وأضاف أن المجازفة الكبرى الآن تكمن في عدم الإقدام على مثل هذا التحدي. بالتأكيد تواجه سوفتبنك تحديات في الولايات المتحدة. الحصة السوقية رغم أن هذه الصفقة ستحول سوفتبنك من ثالث أكبر مشغل محمول في اليابان إلى شركة من ضمن أكبر الفاعلين في العالم لتصل عائداتها إلى 81 مليار ين ياباني وليبلغ عدد مستخدميها 96 مليوناً، فإنها لن تعزز حصة سبرينت السوقية البالغة 16% بالولايات المتحدة، حيث يأتي ترتيبها بعد شركة فيريزون البالغة حصتها 32% وشركة ايه تي اند تي وايرلس البالغة حصتها 30%. وذكر سون أن دعم سوفتبنك المالي والاستراتيجي سيعطي سبرينت القدرة على تحدي أكبر منافسيها وأن تلعب دوراً مهماً في تعزيز سوق الهواتف المحمولة الأميركية. وقال: “إن هيمنة اثنين من المشغلين على السوق الأميركية يعني أن هناك فرصة غير مسبوقة لوجود منافس ثالث”. وأضاف: “أعتقد أننا سنتمكن من أن نفعل في الولايات المتحدة ما سبق أن فعلناه في اليابان حيث استطعنا أن نتفوق على الفاعلين المهيمنين على السوق هما ان تي تي دوكومو وكيه دي دي آي. في اليابان استطاعت سوفتبنك التي كانت قد بدأت كشركة صغيرة أن تجتذب المستخدمين عن طريق التخلي عن الإجراءات التقليدية التي طالما اتبعت إحداث تغيرات جذرية على صناعة الهاتف المحمول اليابانية. فعلى سبيل المثال، بعد أن استحوذت على فرع فودافون للهواتف المحمولة في اليابان عام 2006 قامت سوفتبنك بتغيير طريقة بيع الهواتف المحمولة، بحسب ما أفاد به ناثان راملر محلل الاتصالات في مكاري بطوكيو، إذ كانت الهواتف المحمولة قبل ذلك في اليابان مدعومة بكثافة من قبل المشغلين الذين كانوا يفرضون رسوماً مرتفعة. وخفضت سوفتبنك من دعم الهواتف المحمولة ولكنها سمحت للمستخدمين بدفع أقساط، كما خفضت أيضاً من الرسوم، الأمر الذي شجع المستخدمين على التوجه إليها والتخلي عن شركات الاتصالات الأخرى. وكانت سوفتبنك أول من أطلق آي فون في اليابان في عام 2008، الأمر الذي حقق لها طفرة كبرى من حيث الرواج والأزهار، فقد زاد عدد مشتركيها من 17 مليون مشترك عام 2007 إلى 30 مليون مشترك ذلك العام، وزادت إيراداتها من قطاع المحمول قبل الفوائد والضريبة واستهلاك الدين وخفض القيمة بمتوسط بلغ 15% سنوياً في السنوات الأربع الماضية. كما نجحت الشركة في تعزيز اسمها التجاري من خلال حملة تسويق فريدة من نوعها تصور كلباً يتكلم كأب لأسرة مختلطة السلالات. وقال دان هيسي رئيس تنفيذي سبرينت: “إذا نظرنا إلى ما أنجزته سوفتبنك في اليابان سنجده درساً يمكننا أن نتعلم منه”. وقال سون إنه في الوقت الذي تتقدم فيه سبرينت من خلال برنامجها لتعزيز اسمها التجاري وتطوير شبكتها واكتساب مزيد من المشتركين، فإن خبرة سوفتبنك في تحويل شركات متردية الأداء إلى شركات ناجحة مثل فودافون اليابان ستساعد سبرينت على التعجيل بتحقيق النجاح. بيانات المحمول أضاف سون أن لشبكة سوفتبنك أعلى سرعة محمول في اليابان وأن خبرتها العملية في تكنولوجيا بيانات المحمول عالية السرعة (ذات النطاق الترددي العريض برودباند) ستستفيد منه سبرينت التي تعكف على تحديث شبكتها. وللشبكات عالية السرعة أهمية كبرى في تعزيز انتشار الهواتف الذكية مثل آي فون، ورغم أن الولايات المتحدة تعد أكبر سوق هواتف ذكية في العالم فإن سرعة شبكاتها تساوي تقريباً نصف نظيرتها في اليابان. ومن خلال جلب خبرتها في بناء وتشغيل الشبكات عالية السرعة، تهدف سوفتبنك عن طريق سبرينت إلى الاستفادة من النمو القوي المتوقع لسوق خدمات بيانات المحمول عالية السرعة بالولايات المتحدة. وقال راملر من ماكاري: “لا يزال نمو بيانات المحمول عالية السرعة في مراحله الأولى في بعض المناطق بالولايات المتحدة ولذلك من المفترض أن يكون المجال هناك مفتوحاً على مصراعيه”، وأضاف: “وتقول سوفتبنك إن هناك بعض الأصول القيمة المتاحة التي تفرز تدفقاً نقدياً قوياً، والتي يمكننا الاستفادة منها”. فضلاً على أنه بالنظر إلى أن كلا من سوفتبنك وسبرينت تستخدمان شبكات أريكسون قال سون: “إن قدرتنا على التفاوض مع موردي الشبكات ستكون أفضل كثيراً”. رغم ثقة سون في فائدة الصفقة واحتمالات مردودها المالي الضخم في سوق الولايات المتحدة بسبب زيادة أعداد الهواتف الذكية إلا أن رد فعل المستثمرين كان سلبياً حين جاءتهم أخبار الصفقة. وقال اكيو متسوهاشي المحلل في جولدمان ساكس في طوكيو: “قد تعمل سوفتبنك على الارتقاء بمكانة سبرينت في السوق وتعزيز قيمتها السوقية من خلال تعديل استراتيجيتها، لأن سجل الشركة يشهد نجاحها في ذلك ولكننا نتصور أن الأمر قد يستغرق بضع سنوات قبل أن يتحقق ذلك على أرض الواقع”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي