الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجفاف يشعل "ثورة الجمال" في أستراليا

الجفاف يشعل "ثورة الجمال" في أستراليا
28 مارس 2007 01:01
إعداد - محمد عبدالرحيم: على الرغم من تثمين ما قدمته من مساعدات وخدمات جليلة في بناء الدولة وإطلاق أسماء الرواد من ملاكها على كبريات خدمات السكك الحديدية العابرة للقارة إلا أن قطعان الجمال في أستراليا أصبحت مصدراً للخراب والدمار في الصحراء وداخل التجمعات السكانية النائية بسبب النقص المريع في المياه· فالجمال البرية من أحفاد الحيوانات التي ساعدت المكتشفين الأوائل على التعرف إلى المناطق الداخلية الواسعة في الدولة قد أصيبت فيما يبدو بالثورة والهياج في إحدى المستوطنات في غرب أستراليا وشرعت في تكسير كل ما تطاله من الحمامات والمراحيض وحنفيات المياه وأجهزة تكييف الهواء في محاولة مسعورة للحصول على المياه· وكما ورد في صحيفة الاندبندنت البريطانية مؤخراً فإن الجفاف الحاد الذي طال معظم أنحاء البلاد قد أدى فيما يبدو الى مفاقمة المشاكل التي درجت الحيوانات على افتعالها والتي تلحق الأضرار الجسيمة بالبيئة والزراعة وسائر الممتلكات الخاصة، حيث يقول جلين ابدواردز في خدمة الحياة البرية لحدائق ومستعمرات الإقليم الشمالي في الدولة ''يبدو أن هذه الجمال قد أصابها مس من الجنون بسبب العطش''· وهو يعتزم التحدث الى اجتماع لمناقشة الأزمة هذا الأسبوع في بيرث أن أعداد الجمال تحتاج الى تخفيض، إما عبر اغتيالها أو العمل على تصدير لحومها· ويذكر أن حوالي 12 ألف جمل كان قد تم استيرادها من الهند وباكستان في فترة الأربعينات من القرن التاسع عشر قبل أن يتم استخدامها في عمليات الاستكشاف الطويلة للمسافات بما في ذلك رحلة الاستكشاف الفاشلة بقيادة روبرت بيركي ووليام ويلز اللذين انطلقا من ملبورن في عام 1859 في مهمة لعبور القارة من جنوبها الى أقصى الشمال· ومنذ ذلك التاريخ لم يعد أياً منهما الى الحياة مرة أخرى ولا أي من الجمال الـ 26 التي رافقتهم في تلك الرحلة المشؤومة· وفي الوقت الذي بدأت فيه القارة تشهد المزيد من استقرار المجتمعات السكانية فقد تم استخدام الجمال لنقل الأشخاص والبضائع الى مناطق تربية المواشي والى معسكرات التعدين في المناطق النائية· وتم استخدامها أيضاً في إنشاء خط تليغراف أوفرلاند وكذلك في تمديد خط السكك الحديدية الذي أطلق عليه اسم خط ''الغان'' تيمناً برعاة الجمال الذين يعتقد بأن أصولهم تعود الى أفغانستان· ولاحقاً بعد أن هيمنت السيارات والقطارات على الساحة كوسيلة رئيسية للنقل في العشرينات من القرن الماضي سرعان ما تم الإفراج عن الجمال وتركها تتجول بحرية في المناطق البرية· وبدأت هذه الحيوانات في تأسيس مراعٍ خاصة بها في المناطق شبه الجافة قبل أن تتوالد بأعداد كبيرة· إلا أنها في هذه الأيام أصبحت تمثل نوعاً من الحيوانات الأليفة الأشد خطراً في النواحي الغربية من أستراليا حيث يتجول أكثر من نصف التعداد السكاني للجمال في الدولة· والآن فإن المجتمعين من الخبراء في مدينة بيرث يستهدفون التعاون في وضع خطة حكومية شاملة تهدف الى تخفيض أعدادها· وذكر ايدواردز الذي يرأس منظمة تعرف باسم مركز البحوث التعاوني لمعارف الصحراء أن مديري الأراضي قد تقدموا بتقارير مفصلة عن الأضرار المتزايدة التي تسببت بها الحيوانات العطشى· كما أشار من جانبه أيضاً إلى أن الجفاف الحالي الأسوأ من نوعه الذي تشهده الدولة على مر التاريخ إنما يعود بشكل رئيسي الى هذه الحيوانات قائلاً: ''لقد استمرت الأعداد المتزايدة للجمال البرية في إلحاق الأضرار الجسيمة بالنواحي البيئية والاقتصادية والثقافية للبلاد ولسنوات طويلة ممتدة''· بيد أن الخطة الجديدة سوف تعكف على دراسة الفرص الاقتصادية التي يمكن الاستفادة فيها من الجمال بما في ذلك من تحويلها الى أغذية للحيوانات الأليفة الأخرى والاتجاه الى بناء قاعدة للتصدير· ولما كانت أستراليا وما زالت تفتقد الى المسالخ والمقاصب المرخصة للتصدير إلا أنها درجت على تصدير الجمال الحية الى منطقة جنوب شرق آسيا حيث يتم ذبحها هناك من أجل الاستفادة من لحومها· وعلى الرغم من أن أستراليا لا تعتبر الموطن الأصلي لهذا النواع من الحيوانات إلا أن الجمال ظلت تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المنظر والسياحة الطبيعية للصحراء· إذ ذكر ايدواردز بأنه بات يتوقع اندلاع معارضة سافرة من عامة الناس لفكرة الاغتيال أو التخلص ولكنه مضى يقول محذراً ''إن التخلص من بعضها أمر لا يمكن تجنبه''· وفي منطقة نهر دوكر المجمع السكاني الذي يبعد حوالى 370 ميلاً الى الغرب من اليس سبرينج استمرت الآلاف من الجمال تنفق جراء العطش وفقاً لما ورد في صحيفة سينتراليان ادفوكيت اليومية في سيدني· وفي مناطق أكثر نأياً مثل مستعمرة واركايوما فقد عمد السكان المحليون الى استئجار عدد من القناصة لقتل أكثر من 100 حيوان في الأسبوع بعد أن أصيبت الجمال بالهيجان والاضطراب في جميع أنحاء المستعمرة السكانية· ومضت الصحيفة تشير الى أن السلطات شرعت في وضع الخطط اللازمة لتجميد هذه اللحوم قبل تصديرها الى بيرث لاستغلالها كأطعمة للحيوانات الأليفة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©