السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جس نبض مع الراهن ووعد مشرق مع المستقبل

جس نبض مع الراهن ووعد مشرق مع المستقبل
21 مارس 2009 00:54
رغم قلة عدد دور النشر الإلكتروني في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وفي معارض الكتب العربية عموما، ورغم أن التعامل مع الكتاب والمعلومات المتدفقة منه من خلال الحاسوب هو تعامل حذر ومرتبط أساسا بمعرفة القارئ العربي لبرمجيات الاتصال الإلكتروني وإلمامه بتقنيات الكمبيوتر، إلا أن المراقب لحركة زوار المعرض يكتشف الإقبال المتنامي من قبل القراء وخصوصا الطلبة على دور النشر الإلكتروني، لما تحويه هذه الدور من برامج خاصة وأقراص مدمجة تشتمل في غالبها الأعم على وسائط تخزين علمية ومعلوماتية ودراسية يسهل الوصول إليها واختصار الجهد والوقت من أجل إثراء البحوث التخصصية ومشاريع التخرج· السؤال الذي يفرض نفسه هنا يتعلق بالقارئ التقليدي الذي اعتاد التعامل مع الكتاب بشكله الورقي الكلاسيكي، وهل يمكن لهذا القارئ أن يخوض غمار تجربة القراءة الإلكترونية، ويستغني تدريجيا عن طقسه القديم والحميمي من أجل التصدي للتحديات المعرفية المرتبطة برهانات القراءة المختلفة في المستقبل· وكما ورد في مصطلحات النشر الإلكتروني فإن هذا الضرب من المفاهيم القرائية الجديدة يعني نشر المعلومات التقليدية الورقية عبر تقنيات جديدة تستخدم الحاسبات وبرامج النشر الإلكتروني في طباعة المعلومات وتوزيعها ونشره· ولذلك فإن إصدار الدوريات والكتب وغيرها عبر شبكة الإنترنت أو على قرص مدمج (CD) وتوزيعها على المستفيدين يمثل شكلا من أشكال النشر الإلكتروني· وفي التحقيق التالي نستعرض آراء الناشرين الإلكترونيين المتواجدين في معرض أبوظبي للكتاب من أجل كشف الغموض المتعلق بهذا المصطلح ومن أجل التعرف على ملامح تجربة القراءة الجديدة والمختلفة التي تراوح بين المنافسة والتكامل مع القراءة الاعتيادية المتشابهة ذهنيا وبصريا والمتنقلة بسلاسة بين الأجيال المختلفة من عشاق الكتاب ومريدي (المذهب الورقي)! رهانات المستقبل يقول أحمد سلامة المشرف على جناح الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني: ''إن اتحاد النشر الإلكتروني أنشئ في العام 2007 من أجل توحيد جهود العاملين في هذا الحقل الثقافي والمعرفي الجديد، ومن أجل مواكبة ما وصلت إليه دور النشر العالمية التي تتعامل مع الشكل الرقمي منذ عشرين عاما، بينما تعاني الدول العربية من نقص كبير في التعامل مع هذه النوعية من أساليب النشر الجديدة والمتطورة، وقد تبنى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة فكرة إنشاء اتحاد للناشرين الإلكترونيين العرب تجمعهم تحت مظلة وتوحد جهودهم من أجل مواكبة آخر ما وصلت إليه التقنيات الرقمية في العالم''· وعن الأهداف الأخرى للاتحاد يقول سلامة: ''يسعى الاتحاد أيضا إلى تشجيع واستقطاب المبدعين المتخصصين في المجال الإلكتروني في الوطن العربي، وتصنيع المحتوى الإلكتروني وتفعيله ونشره في الوطن العربي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء''· الجيل الجديد وفي سؤال حول مدى ما حققه الاتحاد على أرض الواقع خصوصا بعد مرور سنتين من إنشائه قال سلامة: ''لقد وصل عدد الشركات الأعضاء في الاتحاد إلى 120 شركة مختصة في البرمجيات الإلكترونية وأخرى تابعة لقنوات تلفزيونية وهناك شركات مهتمة بالنشر الورقي ولكنها تعمل معنا على نقل أرشيفها إلى المكتبة الإلكترونية كي يستفيد منها أكبر قدر ممكن من القراء في الوطن العربي''· ويعلق سلامة على نوعية التنافس التي يمكن أن يخلقها النشر الإلكتروني مع النشر قائلا : '' النشر الإلكتروني لا يسعى لزحزحة النشر التقليدي، ولكنه شكل جديد من تقاليد النشر يهدف لتعميم المعرفة وسهولة الوصول للمعلومة من خلال تقنيات عصرية ومتناغمة مع وعي وطرائق الجيل الجديد من طلبة وباحثين وأكاديميين، ويمكن للقارئ العادي أن يخوض غمار هذه المعرفة القرائية بسهولة ودون تعقيدات لإشباع فضوله أولاً، وثانياً لجعل علاقته سوية بالنشر الافتراضي على المواقع الإلكترونية في شبكة الإنترنت''· وعن الطموحات القادمة لاتحاد الناشرين العرب يقول سلامة: ''نجري حاليا عمليات التحديث لموقعنا الإلكتروني، وإنشاء مكتبة رقمية خاصة بالموقع، وهناك عدة مشاريع كبرى نسعى لتحقيقها مثل مشروع القدس العاصمة الثقافية للعرب، وهناك مشروع لصياغة دليل للناشرين الإلكترونيين العرب يحوي عناوينهم ونشاطاتهم وإصداراتهم، أما المشروع الثالث فيتعلق بالمدارس الذكية التي تسعى لإنشاء مكتباتها الإلكترونية حتى يستفيد منها بالشكل الأكمل والأسهل مقارنة بالمكتبة التقليدية، والمشروع الرابع هو إنشاء الجامعة الإلكترونية التي يمكن للطالب الجامعي أن ينضم إليها بسهولة ودون تعقيدات إجرائية وإدارية''· الكتب الرقمية ويرى علي جمعة من شركة (العريس) للكمبيوتر أن النشر الإلكتروني هو منفذ جديد للقارئ العربي، يمكن الوصول إلى محتوياته بسهولة من خلال الوسائط المتعددة كالحاسوب والفيديو والوسائل السمعية والبصرية الأخرى· وعن طبيعة منتجات الشركة يقول جمعة: ''نحن ناشرون ومنتجون للكتب والوسائل الإلكترونية والرقمية التعليمية التي تتوجه للفئة العمرية بين سن الثلاث سنوات وحتى سن السابعة عشرة، كما أننا ننشر الكتب الإسلامية الرقمية التي يسهل الوصول إليها والتعامل معها عن طريق محركات البحث''· وعن راهن ومستقبل النشر للإلكتروني يقول جمعة: ''ما زال الطريق طويلا لتعميم الوعي بقيمة وأثر النشر الإلكتروني، والدليل على ذلك هو حجم المشاركة القليلة جدا للناشرين الإلكترونيين في معارض الكتب في عموم الوطن العربي، وأعتقد أننا نحتاج لخمس سنوات قادمة من أجل التعامل الحقيقي والواسع مع هذه النوعية من التقنيات الجديدة في مجال القراءة والنشر والاستفادة المشتركة بين المنتجين وبين المستهلكين، وتخصيص معرض مستقل للكتب الإلكترونية في المنطقة''· القارئ النوعي أما أحمد الزيود المشرف على جناح مركز جمعة الماجد فيرى أن النشر الإلكتروني كنهج جديد في التواصل مع الكتاب، يجب أن يحترم حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين، ويقول: ''نحن في مؤسسة جمعة الماجد المشهورة باهتمامها بالمخطوطات والكتب التاريخية القديمة كنا من أوائل المؤسسات التي دخلت في منظومة النشر الإلكتروني من خلال اتحاد الناشرين الإلكترونيين العرب، وذلك لتعميم الفائدة والوصول لأكبر شريحة من القراء المهتمين بالتعرف على تاريخهم وتراثهم وانجازات المؤلفين والخطاطين العرب القدامى''· وعن خطط المؤسسة لتفعيل دورها في هذا المجال يقول الزيود: ''لدينا خطة جاهزة حاليا لأرشفة وثائق المركز بشكل كامل وتحويل معظم محتويات المكتبة التي تحتوي على أكثر من خمسين ألف عنوان ومليون ونصف المليون نسخة إلى الشكل الإلكتروني، وسيكتمل هذا المشروع الضخم الذي يحتاج إلى دعم مادي وإداري كبير خلال السنوات الخمس القادمة''· وعن التنافس المنتظر بين النشر الإلكتروني والآخر الورقي يرى الزيود أنه لا يمكن الاستغناء عن النشر الورقي واقتناء الكتب، كما لا يمكن غض النظر وإهمال النشر الإلكتروني نظرا للفوائد المستقبلية المنتظرة من هذه النوعية من وسائل الاتصال بالقارئ وخصوصا القارئ النوعي الذي يبحث عن المعلومة التي تهمه ويسعى للوصول إليها بيسر وسهولة وبأقل جهد ووقت ممكنين· مخزن إلكتروني وأخيرا يرى وسيم الحاج مدير النشر بجامعة الشيخ حمدان بن محمد الإلكترونية بدبي أن هناك توجها عالميا وخصوصا من دور النشر الأجنبية بتوفير الكتاب الإلكتروني للقراء تخفيفا للأعباء المادية التي يتكلفها النشر الورقي وتسهيلا من إجراءات وصول الكتاب للمهتمين أينما كانوا، ونحن علينا أن نواكب هذه التطورات وأن نقدم خدمات أفضل لقرائنا العرب وللطلبة والباحثين والأكاديميين الذين يعانون من ارتفاع قيمة الكتب الورقية والمراجع العلمية· وعن الخطوات التي تتبعها الجامعة للوصول إلى هذا الهدف يقول الحاج: ''لدينا حاليا مخزن إلكتروني متكامل يستطيع الطالب والقارئ المهتم من خلاله شراء الكتاب الذي يحتاجه وهو جالس خلف جهاز الكمبيوتر، بحيث يصل إليه الكتاب من خلال شركات البريد السريع المختصة، وفي الفترة القريبة القادمة سنقوم ببيع الكتب العامة والأكاديمية بشكلها الإلكتروني الخالص''· وعن افتقاد القراء العرب لثقافة التعامل مع الكتاب الإلكتروني قال الحاج: ''هذه الثقافة الجديدة تتفاوت من منطقة إلى أخرى في الوطن العربي ففي الإمارات مثلا بدأت المعاملات والإجراءات الإلكترونية تأخذ مكانا مهما وضروريا في الشركات وبعض المؤسسات الوطنية والأهلية، وهذا بدوره سوف يعمم الثقافة الإلكترونية ومن ضمنها النشر الإلكتروني والنظر إلى الكتاب كمنتج رقمي يسهل الوصول إليه والتعامل معه كشكل مستقبلي للقراءة والثقافة بشكل عام''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©