الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بشرى الحكواتي لأطفال المعرض: العصفور طار

بشرى الحكواتي لأطفال المعرض: العصفور طار
21 مارس 2009 00:54
تحَلق حوله الأطفال باهتمام منجذبين إلى حكاية يرويها وعيونهم لاتكف عن النظر إلى ملابسه المزركشة وعمامة يضعها على رأسه وكأنه قطع مئات السنين عبر التاريخ طائراً على بساط الريح وحل في معرض أبوظبي للكتاب· يحكي للأطفال قصصاً تتناسب مع أعمارهم الصغيرة وتخاطب خيالهم الكبير ليقف فجأة يسأل مستمعيه الأطفال عما يدور في حكاياته وعن أبطالها وأحداثها وكأنه يختبر مدى اصغائهم وعندما يجاوبونه يصفق لهم كثيراً ويوزع عليهم الحلوى· حضر ''الحكواتي'' في جناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في معرض أبوظبي ليخلق لكتاب الطفل متعة من نوع جديد، ففي جو من المتعة الممزوجة بالضحكات يحكي لهم بأسلوب فكاهي جذاب يستقبلم بالفرح ويودعهم بالهدايا· ''مشروع ''أحكي لكم'' يتوجه إلى الأطفال على وجه الخصوص يحثهم على المعرفة ويغذي رغبتهم نحو القراءة''، هذا ما قاله علي الشعالي مدير إدارة النشر بمؤسسة محمد بن راشد· ويضيف: ''نهتم بشكل خاص بأدب الطفل وثقافته وعملنا من خلال مبادرات المؤسسة -مثل مشروعي (أكتب) و(ترجم)- التي أنجزت العديد من المؤلفات العالمية المهتمة بهذا الأدب إلى العربية، ونعد حالياً إلى معرض دبي الدولي لكتاب الطفل والذي ستنطلق فعالياته فبراير العام المقبل، وهو المعرض المتخصص الأول من نوعه على مستوى المنطقة العربية''· وفكرة الراوي مستمدة من فكرة الحكواتي التي عرفها الأدب العربي منذ القدم وشدت انتباه زوار المعرض من مختلف الأعمار، هذا ما أكده الشعالي، موضحاً أن الهدف من فعالية ''أحكي لهم''، هو إمتاع الطفل وفتح شهيته للقراءة ويحصل الطفل علي كتاب هدية من إصدارات المؤسسة، وستستمر فعاليات رواية الحكايات على فترتين صباحية ومسائية طوال إيام المعرض''· ويشرح أن الحكواتي في فترته الصباحية سيقوم به ممثل مسرحي إنما في فترة المساء فستؤديها طفلة موهوبة ستقوم بقراءة القصص لأقرانها الأطفال، وهو ما سيخلق لغة مشتركة كما يراها منظمو الفعالية· ''كان القفص معلقاً على الجدار·· وكان بداخله عصفور ذو ريش ملون جميل إلا أنه يقف حزيناً كئيباً·· بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق''· هنا، تسمر الأطفال للحظة متأثرين بأحداث القصة التي كان يسردها الراوي الذي ارتدى زياً تاريخياً متكأ على عصى وكأنه خرج للتو من بين صفحات أحد كتب التاريخ· إلا أنه كسر هذا الجمود بانفعال عندما زف لهم بفرح بشرى إطلاق سراح العصفور بطل القصة تلاها تصفيق بفرح· يقول الممثل المسرحي عبدالله بن أحمد الذي قام بدور الراوي إنها تجربة مميزة يقدمها للأطفال، إلا أنه لم يخف صعوبتها، فهو أمام حضور صغير العمر، إلا أنه شديد الذكاء وقوي الملاحظة ومتيقظ لجميع تفاصيل الحكاية· يراها تجربة تشبه التمثيل إلى حد كبير، إلا أنها ''تتحدى النص المكتوب'' فالتمثيل المسرحي، كما يقول ابن أحمد، يتوجه إلى طرف واحد، إلا أن الراوي يخاطب مستمعيه ويتفاعل معهم ويتفاعلون معه في الوقت ذاته ويفسح المجال للمتعة والتشويق لتكون حاضرة ومحفزة للأطفال على القراءة· تفاعل الحضور مع أحداث الحكاية ليتعالى التصفيق مع إعلان الراوي ختام الحكاية، تقول علياء ذات الأعوام الثمانية إنها قضت دقائق ممتعة بالاستماع إلى قصة الراوي وفرحت لحصولها على نسخة مجانية لأحد كتب الأطفال· هرولت حصة التي ارتدت زياً مدرسياً رمادي اللون إلى معلمتها التي كانت تراقبها وزميلاتها عن بعد أثناء جلوسهن في حلقة الراوي تطالبها بالبقاء لفترة أطول للاستماع لحكايات أخرى، إلا أنها اعتذرت لها بود ووعدتها بقراءة قصص أخرى في الفصل الدراسي، وهو ما لم يعجب حصة التي أكدت أنها استمعت عند الراوي إلى ''حكاية بأسلوب مميز ما لم يسبق لها معرفته حتى في منزلها''· والكبار أيضاً توقفوا كثيراً وبدوا كأنهم يستعيدون ذكريات أيام جميلة عاشوها في السابق عندما كانوا يستمعون إلى حكايات الجدات، وشدت البعض ''الجلبة'' التي كانت في جناح المؤسسة، فالراوي خلق جواً من المتعة وجذب أنظار جميع زوار المعرض· لملم الراوي أوراق الحكايات ووضعها في الصندوق الخشبي بعد أن ختم يوماً كان مملوءاً بالبهجة ووضع عمامته جانباً وهو يتحرق شوقاً للعودة في اليوم التالي للقاء جديد سيتكرر طوال أيام معرض أبوظبي للكتاب حتي 22 من الشهر الجاري·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©