الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دراما الوصل تكتب النهايات السعيدة في الأوقات الصعبة

28 مارس 2007 01:37
''هؤلاء لا يتوقفون عن اللعب والقتال حتى عندما يجلسون في الباص'' مع كل مباراة للوصل هذا الموسم أتذكر تلك المقولة التي وصفت بها صحيفة ديلي ميرور البريطانية المنتخب الألماني في الثمانينات، فمن الصعب أن تتوقف الماكينات قبل أن تعبر أولا إلى خط النهاية حتى وإن تعثرت في البداية· الوصل هذا الموسم فريق ثائر متمرد يرفض الاستسلام ويقاتل حتى النهاية، وفي كل مرة يتوقع فيها البعض ''الخسارة الأولى'' في الدوري يعود بقوة في اللحظات الصعبة، ويحول الملعب إلى ''عاصفة صفراء'' ويرفض الهدوء حتى ينتزع التعادل أويحقق الفوز في الدقائق الأخيرة أوالوقت بدل الضائع، أوحتى في ''غرفة الملابس'' أو''داخل الباص''! المهم يكتب النهاية السعيدة قبل إسدال الستار· وما حدث أمس الأول أمام الجزيرة في الجولة الرابعة عشرة من الدوري تكرر كثيراً هذا الموسم حتى وصل مجموع النقاط التي حصدها الوصل في الدقائق الخمس الأخيرة خلال هذا الموسم إلى 12 نقطة من 30 نقطة في رصيده الآن، وأحرز الفريق ثلاثة أهداف في الوقت بدل الضائع أمام الإمارات والشعب في الدور الأول والجزيرة أمس الأول، وحصد أربع نقاط في الوقت بدل الضائع أيضاً بالتعادل مع الشعب في الجولة الرابعة، والفوز على الجزيرة في الجولة الرابعة عشرة· ومابين اللحظات الصعبة التي عاشها الوصل في الكثير من المباريات هذا الموسم، كانت الأحداث الدرامية تتصاعد لتضيف مزيداً من القوة والصلابة لفريق الوصل وترسم صورة للبطل الشجاع الذي يرفض الاستسلام، ويقاتل بكل الأسحلة حتى النهاية ليخرج منتصراً، وينتزع تصفيق الجماهير وتعاطفهم لنجاحه في المهمة التي نراها مستحيلة في بعض الأوقات! وانتصارات الوصل لا تتحقق بطريقة عادية، وهو ما يضيف لها الكثير من الإثارة، فحتى الدقيقة الأخيرة من الصعب أن يتوقع أحد ماذا يمكن أن يحدث، ومن هو البطل الذي سيخرج ليحقق المفاجأة وينقذ الفريق·· قمة الإثارة دراما الوصل الكروية لم تغب عن المشهد الرابع عشر من الدوري، وكتبت سيناريو ''موقعة زعبيل'' أمام الجزيـــرة في قمـــة انتظرتـــهـــا الجماهــــير طويـــلاً لتحديد مصير الصراع في منطقة المقدمة، حيث دخل الجزيرة هذا اللقاء ولا يفصل بينه وبين الوصل المتصدر سوى أربع نقاط، ويملك الإمكانيات التي تؤهله لتقليص الفارق إلى نقطة واحدة، خاصة بعد أن حقق فوزاً مدوياً على الوحدة بثلاثية نظيفة في الجولة الماضية· وأمام الوصل وبعد 41 دقيقة تقدم الجزيرة بركلة جزاء توني، وكان يبدو أنه في طريقه لتقليص الفارق حتى جاءت الدقيقة 62 لتشتعل ثورة في الملعب، فالمخرج البرازيلي ''عفوا ''·· المدرب البرازيلي زي ماريو يرفض النهايات التقليدية، يبحث في كل مباراة عن نهاية مختلفة، تحمل الكثير من الإثارة، فأشرك العنزي كما حدث في نصف نهائي الكأس أمام الأهلي قبل أيام قليلة، ليتغير وجه المباراة ويتعادل أندرسون ويتقدم أوليفيرا ويتسع الفارق إلى 7 نقاط مع الجزيرة ونقطة واحدة مع الوحدة الذي فاز على الشعب 2- صفر· نقطة التحول كانت الدقيقة 62 بمثابة نقطة التحول في أحداث المباراة، فالمدرب البرازيلي زي ماريو قرر التدخل بعد مرور 17 دقيقة من عمر الشوط الثاني في محاولة لتحقيق التعادل، وصاحب دخول محمد سالم العنزي ''الورقة الرابحة في الأزمات'' ثلاثة تغييرات داخل الملعب، وخرج طارق حسن الظهــير الأيســر في طريقة 3-5-،2 وانتقل أوليفيرا من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن، وتتغير طريقة اللعب إلى 3-4-3 في الدفاع سامي ربيع، وعلي محمود، وخلف إسماعيل، وفي الوسط طارق درويش، وعيسي علي، ومحمد مبارك، وخالد درويش، وفي الهجوم الثلاثي: أوليفيرا، وأندرسون، والعنزي، وتركزت كل هجمات الوصل على الجانب الأيمن، حيث شكل طارق درويش مع أوليفيرا يساندهم عيسى علي جبهة هجومية شديدة الخطورة· وإذا كانت تغييرات زي ماريو بمثابة إنذار شديد اللهجة وإعلان ''هجوم'' شديد الوضوح يتسم بالكثير من الشجاعة والمغامرة فإن الهولندي يان فيرسلاين مدرب الجزيرة فاجأ الجميع بتغييرات تعد بمثابة ''إعلان هدنة''، حيث قام في الدقيقة 65 بسحب محسن سعد ظهير الوسط الأيمن، وأشرك المدافع عادل نصيب وغير طريقة اللعب من 3-5-2 إلى 4-4-2 بوجود صالح بشير في مركز الظهير الأيمن، وخلف سالم الأيسر، وكل من عادل نصيب وراشد عبد الرحمن في قلب الدفاع، وانتقل صالح عبيد للوسط الأيسر ومعه رضا عبدالهادي وعائض مبخوت ودياكيه، وفي الهجوم حسين سهيل وتوني· ثم عاد في الدقيقة 72 ليسحب توني ورقة الجزيرة الرابحة صاحب الهدف وأخطر اللاعبين ليشرك مهاجماً آخر هو محمد قادر، وتراجع الفريق بصورة مبالغ فيها، مما منح الحرية للوصل للسيطرة على الملعب طولاً وعرضاً بتقارب الخطوط والضغط وتوسيع جبهة الهجوم وتحركات ثلاثي الهجوم بالكرة وبدونها، فظهرت الثغرات في عمق دفاع الجزيرة ولاحت الفرص وجاءت الأهداف، وكان فريق الوصل يلعب بشجاعة وثقة ويعرف جيداً ماذا يريد، وكيف يتحرك، وعجز صالح عبيد وصالح بشير عن إيقاف خطورة كل من طارق درويش وأوليفيرا، وجاء الهدف الأول من تمريرة أوليفيرا العرضية من تلك المنطقة· وكان فريق الجزيرة يبدو تائهاً مرتبكاً يندفع للخلف، ولا يملك حلولاً هجومية إلا بالكرات الطويلة التي فقدت أهميتها بمرور الوقت، ولم يكن هناك دور للأطراف في الجانب الهجومي، فانعدمت الخطورة بسبب بطء التحول من الدفاع للهجوم وغياب الكثافة العددية للجزيرة في الجانب الهجومي، بالإضافة إلى تواضع مستوى إبراهيم دياكيه ولم تمثل تحركاته أو تمريراته إضافة في الجانب الهجومي، وجاء خروج توني ليحرر دفاع الوصل من القلق· ورغم التراجع إلا أن فريق الجزيرة ترك مساحات واسعة للاعبي الوصل يتحركون فيها بكل حرية بدون أي ضغط في منطقة بناء الهجمات، وقبل دقيقة و10 ثوان من نهاية الوقت بدل الضائع جاء هدف الفوز نتيجة غياب التركيز والارتباك وغياب الانسجام أيضا بين أفراد الدفاع· هذا هو الفرق بين فريق يرفض الهزيمة ويرفض التعادل ويقاتل حتى الدقيقة الأخيرة من أجل تحقيق الفوز للبقاء في الصدارة والاستمرار في المنافسة، وفريق يتنازل عن الفوز ويقاتل للتعادل ويخسر في النهاية ليبتعد عن الصدارة بفارق 7 نقاط· ومن مباراة لأخرى يصل الوصل إلى مرحلة من النضج في سباق المنافسة والإقناع بالأداء، حتى وإن تراجع مستواه في بعض المباريات فإنه لا يفقد أبداً مكانه ويظهرا دائماً كبيراً وقوياً في المباريات الكبيرة والمعارك الساخنة· منطقة القلق وفي النصف الآخر للدوري لم تقل المنافسة سخونة عن فرق المقدمة في النصف الأول، وأشعل الصغار ثورة من الحماس والغضب في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والهروب من دائرة الخطر، وقدم الفجيرة عرضاً رائعاً أمام النصر وخرج فائزاً في النهاية 3-2 في مباراة مثيرة أخرج فيها الحكم خالد الدوخي البطاقة الحمراء ثلاثة مرات، والصفراء 10 مرات، وحقق فيها الفجيرة الفوز الأول على ملعبه هذا الموسم· وبتلك الخسارة ترك النصر مكانه في النصف الأول من جدول الترتيب ودخل ''منطقة القلق'' مع ستة أندية في النصف الثاني برصيد 17 نقطة، ولا يفصل بينه وبين الإمارات قبل الأخير سوى 5 نقاط فقط، والفجيرة الأخير 6 نقاط· وبنفس تأثير صدمة خسارة ''العميد'' أمام الفجيرة، كان الأهلي ''حامل اللقب'' أحد ضحايا ثورة القاع، وتعرض للخسارة التاسعة له هذا الموسم على يد دبي، وفي ملعب الأهلي ووسط جماهيره ليتراجع ترتيب الفريق إلى المركز العاشر برصيد 15 نقطة، ولا يفصل بينه وبين الأخير سوى أربع نقاط· الأهلي بكل نجومه وعراقته ومكانته يسكن منطقة الهبوط قبل 8 جولات من نهاية الدوري الأهلي الذي يضم بين صفوفه سالم خميس، وفيصل خليل، وحسن علي إبراهيم، ومحمد سرور، وفرهاد مجيدي، وبدر ياقوت، وجاسم أكبر، ومحمد قاسم، خسر بكل هذه الأسماء 64 % من مجموع مبارياته، ويعد من أكثر الفرق تعرضاً للهزائم هذا الموسم مع الفجيرة· الأهلي مع المدرب الجديد آلان ميشيل لم يختلف كثيراً عن أهلي رشيد بن محمود وأهلي شايفر وإن كان الوقت مبكراً جداً للحكم على المدرب من أول مباراة، إلا أن المدرب لا يتحمل المسؤولية دائماً في الكثير من الخسائر، لاتوجد غيرة على الفانلة الحمراء وحماس للدفاع عن كبرياء الفريق، ونفس المشهد يتكرر في كل مباراة، حالة من الاستسلام والتراجع· أما فريق الشارقة فقد تقدم للمركز الرابع بعد الفوز على الإمارات عن طريق المتألق سعيد الكأس، ولايحتاج الشارقة إلا إلى مزيد من الثقة والثبات في المستوى ليقدم نفسه بقوة كمنافس على اللقب، حيث يفصل بينه وبين الوصل المتصدر 7 نقاط·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©