الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلافات «الجمهوريين» حول السياسة الخارجية

15 نوفمبر 2011 22:51
مناظرة "الجمهوريين" التي عقدت ليلة السبت الماضي لم تشهد عثرات أو أخطاء كبيرة من قبل المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية، فلا شيء في ما وصفته "سي. بي. إس نيوز" و"ذا ناشيونال جورنال" بـ"مناظرة القائد الأعلى للقوات المسلحة" سيضطر أي من المتنافسين أن يمضي بقية الأسبوع في شرحه. والواقع أنه من بين كل المناظرات التي أجريت حتى الآن، بدت هذه المناظرة الأكثر أهمية لأنها ركزت على الأمن القومي والشؤون الخارجية - وهما موضوعان بالغا الأهمية يسجل فيهما أوباما نقاطاً جيدة نسبياً حسب استطلاعات الرأي. وإذا كان نطاق الاختلافات يتراوح من الصعب إلى الأصعب - ما عدا بالنسبة لنزعة "رون بول" الانعزالية، ونظرة "جون هانتسمان" الأكثر تجربة والأكثر تمييزاً للتفاصيل الدقيقة - فقد كانت ثمة نقاط برزت فيها الخلافات. غير أنه لم يحدث ما من شأنه أن يغيِّر ترتيب المرشحين مثلما ستُظهر ذلك على الأرجح استطلاعات الرأي التي تجرى بعد المناظرات - إذ لاتزال "ميت رومني" و"هرمان كاين" في مقدمة السباق ومتساويين من حيث النقاط، بينما يتمتع نيوت جينجريتش بطفرة صغيرة قد تدوم وقد لا تدوم. وضمن تعليقه على هذه المناظرة، قال "جوناثان توبن"، المحرر الرئيسي بالنسخة الإلكترونية لمجلة "كومنتري" المحسوبة على تيار "المحافظين الجدد": "لقد أظهرت المناظرة مرة أخرى أن الانقسام في الميدان الجمهوري حول السياسة الخارجية هو بين أولئك الذين يعرفون عما يتحدثون وأولئك الذين لا يعرفون عما يتحدثون". وكتب "توبن" في مدونته الإلكترونية يقول: (إن فهماً جيداً لموضوعي الحرب والسلم لن يحوِّل "ريك سانتروم" من متنافس ضعيف إلى مرشح قوي، ولكن عدم إلمامه بالمواضيع يجعل من الصعب، ما لم يكن من المستحيل، على هرمان كاين أن يقدم حجة معقولة ومقنعة لنفسه كرئيس ممكن للبلاد. وإذا كان لا بد من الاعتراف بأنه قطع شوطاً طويلا بعيداً عن الجهل المثير للضحك الذي أظهره بشأن هذا الموضوع عندما بدأ حملته، فإنه مازال يبدو الأضعف من بين كل المتنافسين). ونظراً لعدم قدرته على الترويج لمخططه "999" حول الضرائب أو إظهار أسلوبه "الشعبي" المتواضع، وهو ما كان سيبدو غير لائق بالنظر إلى موضوع المناظرة، فقد آثر "كاين" التزام موقف حذر وفضفاض. وعندما كان مديرو المناظرة يحاصرونه بأسئلة صعبة محاولين انتزاع إجابة منه، كان يقول إنه سيضطر إلى التشاور مع قادته العسكريين - "حيلة سمحت له بتجنب أن يُجرَّ إلى عدد من المواضيع التي كان يلح عليها مديرو النقاش"، كما يقول "جوناثان مارتن" وجينجر جيبسون في موقع Politico.com . وقد أكد "كين" أنه ضد التعذيب قطعاً، وإن كان ذلك لا يشمل "الإيهام بالغرق" باعتباره "طريقة استنطاق محسَّنة". وحول هذا الموضوع برز "رون بول" و"جون هانتسمان" باعتبارهما الوحيدين اللذين يعارضان طريقة الاستنطاق المثيرة للجدل والمحظورة وفق القانون الدولي، والتي يعارضها أسير الحرب السابق السيناتور جون ماكين، وحوكم بسببها ضباط يابانيون من قبل الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. فقد وصف النائب بول "الإيهام بالإغراق" بأنه "غير أخلاقي" و"غير عملي"، في حين قال هانتسمان: "إننا نضر بمكانتنا في العالم وبقيمنا التي تشمل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والأسواق المفتوحة عندما نلجأ إلى التعذيب"، مضيفاً "أننا نفقد تلك القدرة على إظهار القيم التي لايزال الكثير من الناس عبر هذا العالم يعتمدون على الولايات المتحدة للدفاع عنها والانتصار لها". واللافت أن معظم الطامحين إلى الرئاسة صفقوا لقتل شخصيات رئيسية في تنظيم "القاعدة" مؤخراً مثل بن لادن والعولقي (ومرة أخرى، شكَّل رون بول الاستثناءَ الكبير هنا). وقد جعل ذلك، إلى جانب قرب إنهاء الحربين في العراق وأفغانستان - الذي يفضله معظم الأميركيين - من الصعب عليهم انتقاد إدارة أوباما حول مقاربتها للإرهاب. هذا وقد شكلت التقارير الأخيرة حول أنشطة إيرانية ترمي إلى تطوير أسلحة نووية فرصةً للتهديد بعقوبات أشد ضد إيران، بل وحتى ضربة عسكرية أميركية. وفي هذا السياق، قال رومني: "إذا قمنا بإعادة انتخاب أوباما، فإن إيران ستحصل على قنبلة نووية. أما إذا قمتم بانتخاب رومني، فإن إيران لن تحصل على سلاح نووي". ولعل أكثر تعليق ملفت لـ"ريك بيري" في هذه المناظرة هو قوله: "إن كل بلد سيبدأ بصفر دولار" من المساعدات الخارجية الأميركية. وعندما سأله مدير المناظرة "هل يشمل ذلك إسرائيل؟"، أجاب بيري: "قطعاً". وفي معرض جوابه قال بيري: "بالطبع إن إسرائيل تعتبر حليفاً خاصاً (للولايات المتحدة) وأعتقد أننا سنمولها عند مستوى مهم ومعين... إلا أنه من المعقول والمنطقي أن يصل الجميع عند الصفر دولار وأن تشرح وجهة نظرك". وتجنباً لما كان سيُنظر إليه ربما على أنه أقل من الدعم الكامل لإسرائيل - وهو أمر ضروري بالنسبة لأي سياسي أميركي يطمح للوصول إلى منصب وطني - كتب فريق بيري على تويتر موضحاً: "إن بيري صديق لإسرائيل ويدرك التحديات التي يواجهها هذا البلد". ومع ذلك، فقد أثار تعليق "بيري" الانتقادات حيث كتب بروس ريدل الضابط السابق في "سي آي إيه"، وهو حالياً زميل لمركز "سابان" بمؤسسة بروكينجز: "إن فكرة بيري تمثل خبراً سيئاً بالنسبة لإسرائيل وتُظهر مدى جهله باحتياجاتها". وكتب "ريدل" بموقع تابع لمجلة "نيوزويك" يقول إن مقترح بيري "من شأنه أن يؤثر سلباً على التخطيط العسكري الإسرائيلي والأمن الإسرائيلي"، مضيفاً "الواقع هو أن الميزانيات العسكرية تُخطَّط وفق دورة من عدة سنوات، والأصدقاء لا يعيدون التفكير في صداقاتهم كل سنة مالية". براد نيكربوكر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©