الأندية دمرت الصغار بالجزائر

اتهم كمال جابر مدرب حراس مرمى المنتخب الأولمبي الجزائري الأسبق إدارات الأندية الجزائرية بالتسبب في تدمير قطاعات الناشئين خلال العقود الأخيرة بما أثر على فرص تطور اللاعب الجزائري بالشكل المتوقع والذي يعكس قدراته ومواهبه الحقيقية، وشدد جابر على أن المصالح الخاصة للأندية وتركيز الاستثمارات على بيع وشراء اللاعبين في صفوف الفرق الأولى أدى إلى انعدام الفرص بالنسبة للاعبين الصغار وبالتالي ضعف الاهتمام بتكوينهم وإنشاء ملاعب خاصة يتدربون عليها ما أجهد هذه المواهب ودفع باتحاد الكرة للاعتماد على الجزائريين المقيمين بأوروبا من منتسبين الأكاديميات والأندية العريقة هناك. وفي الجزائر 203 آلاف لاعب مسجلون في كشوفات اتحاد الكرة لا يقل عن 60 % منهم بقطاعات الناشئين ولا يلقون التدريبات والتكوين المناسب لتخريج لاعب مميز على مستوى الفرق الأولى. وأشار كمال جابر مدرب أكاديمية مارينيان الفرنسية الأسبق ومشرف حراس المرمى بأكاديمية النادي الأهلي حالياً إلى أن غياب الفكر الاحترافي الحقيقي لدى القائمين على الكرة الجزائرية وراء تدهور منتخباتها. وتأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال الأخير الذي أقيم بجنوب أفريقيا وكان ممثل العرب الوحيد بالبطولة بعد صراع شرس مع نظيره المصري وكانت المفارقة بأن ممثل العرب اعتمد على أكثر من 90 % من لاعبيه المولودين والمكونين بمدارس الأندية الأوروبية وأكاديمياتها بما يكشف الفجوة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون. وقال جابر: “كل إدارة ناد تبحث عن مصلحتها فتهتم بلاعبي الفرق الأولى وتوجه دعماً قليلا للناشئين حيث يتدرب معظمهم على ملاعب رملية غير معشبة أو ملاعب تعتمد على نجيل صناعي رديء المستوى ما أدى في نهاية المطاف لتدهور البنية التحتية ويكفي أن نادياً مثل مولودية الجزائر لا يملك ملعب كامل يتدرب عليه لاعبو قطاعات الناشئين لديه، وبالتالي بات الفكر الاحترافي منعدما في الجزائر”. وكشف كمال جابر أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت محاولات حكومية بالنهوض باللعبة ولكنها قوبلت بسوء تصرف من قبل الأندية نفسها، وقال: “حاولت وزارة الرياضة في الجزائر تقديم دعم بـ 10 مليارات دينار ما يوازي 100 ألف يورو، لقطاعات الناشئين وللإنفاق على البنية التحتية الخاصة بها وإنشاء أكاديميات ومنحت الأرض بالفعل للأندية التي لم تهتم بإنفاق المال في محله وحولت الدعم للفرق الأولى وهو ما أثر على المشروع وأدى لتوقفه”.