لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تتبنى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات»، خطة استراتيجية للاهتمام بالأسرة وتعزيز دورها في المجتمع، من خلال مؤسسة التنمية الأسرية التي تصمم وتقدم العديد من البرامج والخدمات والفعاليات بفروعها المنتشرة في مناطق إمارة أبوظبي الغربية والوسطى والشرقية، على يد مختصين في الشؤون الأسرية والاستشارات.
وتعمل المؤسسة بتوجيهات «أم الإمارات»، على رفد المجتمع بأفراد مؤهلين لتأسيس أسر ناجحة، ومتلاحمة، ومترابطة، تنشئ أبناءها على تقدير العمل والعطاء والإبداع في سبيل بناء مستقبل آمن وسعيد، وفي ظل دولة تنعم بالسلام والأمان، وتهتم بالإنسان، باعتباره الثروة الأهم التي من أجلها توجه جهود التنمية في شتى المجالات.تركز المؤسسة على تحفيز الإبداع والابتكار لدى الأسرة بكامل أفرادها داخل الدولة وخارجها، وقامت، بناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، بتصميم برنامج متكامل لتحفيز الإبداع والابتكار، وإذكاء روح المنافسة، وهو (برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للإبداع والتميز المجتمعي)، كأول مشروع تكريمي مجتمعي محلياً وإقليمياً ودولياً، يهدف إلى ضم جوائز سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في كل المجالات الحالية والمستقبلية تحت مظلة إدارية واحدة تعمل على التطوير المستمر لهذه الجوائز واستدامتها.
خريطة عمل
يقول معالي علي سالم الكعبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية: إن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وتوجيهات سموها السديدة الدائمة، تمثل خريطة عمل ومنهجاً إدارياً رائداً تسير على ضوئه وتستنير به المؤسسة في تصميم وتنفيذ برامجها وخدماتها الموجهة للأسرة في إمارة أبوظبي على وجه الخصوص، والأسرة على مستوى الدولة بصفة عامة.
وأضاف: تركز رسالة المؤسسة على الإسهام الحضاري في تطوير مجالات التنمية الاجتماعية المستدامة، وتحقيق رفاه الأسرة والمجتمع بكفاءة عالية في الأداء المؤسسي التشاركي، في حين تؤكد رؤيتها على التنمية الاجتماعية المستدامة لأسرة واعية ومجتمع متماسك.
وقال الكعبي: إن المبادرات التي أطلقتها «أم الإمارات»، والتي غايتها الاهتمام بالأسرة وتعزيز دورها في المجتمع، ويتم تنفيذها من خلال المؤسسة، مستلهمة من أولويات الحكومة، وتعكس الرؤى والاستراتيجيات في سبيل الوصول إلى أسرة واعية، ومجتمع متماسك.
الغرس الطيب
أما مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، فتقول: إن ما تحققه المؤسسة من حصاد يصب في مصلحة الأسرة، ويعلي من دورها ومكانتها، ويعزز مفهومها في المجتمع، نتاج الغرس الطيب لأم الإمارات، والذي يأتي في إطار توجيهات سامية، ومبادرات اجتماعية رائدة، ومتابعات مستمرة من قبل سموها، كان نتاجها قطافاً طيباً في المجتمع.
وتضيف الرميثي: مؤسسة التنمية الأسرية، ومنذ إنشائها عام 2006، تعمل وفق منهجية واستراتيجية واضحة ومرنة، وبالتالي يمكن تغييرها بناء على المعطيات الاجتماعية الواقعية في الإمارة، وبما يخدم الأسرة وكل أفرادها.
وقالت: ترتكز أهداف المؤسسة على تأصيل القيم الدينية، وغرس التقاليد العربية الأصيلة لضمان استمرارية الأسرة وتماسك المجتمع، ووضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ البرامج المتخصصة في تنشئة ووقاية ورعاية الطفل وإعداده جيد للمستقبل، والعمل على مساعدة المرأة، وتعزيز مكانتها لتمكينها من الإسهام الفاعل في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإتاحة الفرص للمرأة للمشاركة في سوق العمل لزيادة دخل الأسرة.
كما تتضمن الأهداف الدفاع عن حقوق المرأة في المجالات كافة، بما يكفل لها حياة أسرية كريمة، باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع، وتبني أساليب مبتكرة لتنفيذ السياسات الرامية إلى رعاية وتنمية وتأهيل المرأة والطفل باتساق مع السياسة الاجتماعية للدولة، وبالتعاون الأمثل ?مع المنظمات الإقليمية والدولية، إضافة إلى اعتماد مبدأ العدل والمساواة بين الرجل والمرأة والشراكة في الأسرة لمسايرة التنمية الشاملة، ومحاربة الفقر، واعتماد مشروعات الرعاية والإنماء الداعمة لمتطلبات الأمومة والطفولة، ونشر الوعي بقضايا الأسرة، باستخدام الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية، إضافة إلى العديد من الأهداف الأخرى التي تصب في مصلحة الأسرة.
دراسات وأرقام
وأضافت الرميثي: «بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، قامت المؤسسة بعدة دراسات وتقارير على مستوى إمارة أبوظبي، من أهمها دراسة التحليل الاستراتيجي لوضع الأسرة في الإمارة، واستراتيجية الأسرة للأعوام 2016- 2020، ودراسة مقارنة النماذج التشغيلية للمشاريع التي تدعم التراث والحرفيات، ودراسة اتجاهات الخصوبة في الإمارة والعوامل المؤثرة فيها، ودراسة الخدمات الاجتماعية والعاملين عليها، وقياس أثر المتابعة للبرامج الاستراتيجية والتشغيلية للنصف الأول 2015، ودراسة مشكلات واحتياجات المرأة، وهي دراسة داخلية تهدف إلى التعرف على التحديات التي تواجه المرأة في إمارة أبوظبي.إضافة إلى دراسات أخرى تعنى بالأسرة وكل أفرادها. كما تقدم مؤسسة التنمية الأسرية برامج وخدمات لكل أفراد الأسرة في إمارة أبوظبي، وخلال عام 2015 قدمت المؤسسة 42 برنامجاً وخدمة استراتيجية وتشغيلية، ليبلغ عدد المستفيدين منها 36992، وقد بلغ متوسط الرضا العام 90%، فيما وصلت نسبة قياس أثر المتابعة إلى 80%.
كبار السن
وتقول الرميثي:«تراعي مؤسسة التنمية الأسرية في تطوير برامجها وخدماتها المجالات ذات الأولوية، وبناء عليه تم وضع كبار السن من الذكور والإناث ضمن الخطة الاستراتيجية بهدف تقديم خدمة وقائية وتنموية وعلاجية لهم، تتوافق بشكل عام مع أهداف المؤسسة، وبشكل خاص مع الهدف الذي ينص على (توفير الرعاية اللازمة للمسنين بكل صورها وأشكالها، والعمل على استقطابهم للعيش في حياة اجتماعية مستقرة).
ملف الأسرة
وتضيف الرميثي:«تأكيداً على
دور المؤسسة في المجتمع في إمارة أبوظبي، صممت برنامج «شاور.. نحن نسمعك» الوقائي والتنموي والعلاجي، والذي يهدف إلى تقديم استشارات (أسرية، زوجية، صحة نفسية، اجتماعية، تنموية، مهنية) لجميع الأسر ومختلف شرائح المجتمع، وبأسلوب علمي ومنهجي ومنظم، بمساعدة نخبة من المتخصصين، سواء من خلال توفير جلسات إرشاد فردية مكتبية وهاتفية وإلكترونية، أو من خلال جلسات إرشاد جماعي، تحقيقاً لدعم استقرار الحياة الأسرية.
وتضيف: في عام 2014 وضعت دراسة لمدى حاجة الأسر إلى خدمة تعزز من دورها في المجتمع، وتحسن من أوضاعها، وتجعلها قادرة على العيش بأمان مجتمعي، وفق معطيات من أرض الواقع في إمارة أبوظبي، وبناء على تلك الدراسة تم تصميم (خدمة ملف الأسرة)، وهو عبارة عن نظام اجتماعي محدد وفعال لدراسة أحوال الأسر، حيث يتم فتح ملف كامل للأسرة، يتضمن خصائص كل فرد فيها، بهدف الوصول إلى قاعدة بيانات دقيقة مشتركة، لتحديد الأسر ذات الأولوية بالرعاية الاجتماعية في إمارة أبوظبي. ويعتبر (ملف الأسرة) خدمة وقائية تنموية علاجية، يتم من خلالها تقييم احتياجات الأسرة من خلال الدراسة الاجتماعية والزيارات الميدانية التي يقوم مختصون لمعرفة وضع الأسرة المعيشي، والتعرف على قدراتها واحتياجاتها، واقتراح الخدمات الملائمة لها.
الملتقى الأسري
وتضيف:« انطلاقاً من التوجهات الاستراتيجية لحكومة أبوظبي، بشأن تطوير الخدمات الاجتماعية المقدمة للأسرة وأفرادها كافة، نظمت مؤسسة التنمية الأسرية ملتقى أبوظبي الأسري الأول بين 24 و26 نوفمبر 2015 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، والذي انطلقت فعالياته بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وبمشاركة قطاع واسع من الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة.
منتدى الإعلام الاجتماعي
وتشير إلى أنه خلال عام 2015 وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال زيارتها ملتقى أبوظبي الأسري الأول، بتنظيم أول منتدى إعلامي يهتم بالأسرة، وبالجانب الاجتماعي بمختلف معطياته، تحت مسمى (منتدى أبوظبي للإعلام الاجتماعي الأسري) على أن تُطلق أعمال المنتدى خلال المرحلة المقبلة، بتنظيم من مؤسسة التنمية الأسرية، وبمشاركة المعنيين من شركاء المؤسسة الاستراتيجيين، والمعنيين بالشأن الإعلامي بصفة عامة.
رخصة الحياة الزوجية
تتضمن البرامج التي تقدمها المؤسسة للأسرة: رخصة الحياة الزوجية، قيادة الأسرة، نادي أطفال وشباب الدار، طفولة آمنة، شباب الدار، العلاقة الوالدية، ما هو الزواج؟، إلى جانب بداية نهاية «جدّد حياتك»، صحة الأسرة رجال، تعرف على شريك حياتك، إثراء الحياة الزوجية، الملتقيين الرمضاني والصيفي، مجالس الأسرة، يلسة فريج، بالإضافة إلى البرامج الخاصة بالمرأة، والتي تتضمن رائدات الدار/ تنمية - تمكين، مائة يوم تحدي، لياقة، الصحة الإنجابية.كما تنفذ المؤسسة عدة برامج خاصة بالرجل، وتتمثل في: تعزيز المشاركة الإيجابية للرجل في الحياة الأسرية، وتنمية مهارات الرجل.
جوائز عالمية وشهادات تميز
نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها أم الإمارات، حصلت المؤسسة على عدة جوائز عالمية وشهادات تميز، من بينها جائزة ستيفي العالمية، حيث ترشحت المؤسسة لنيل الجائزة، من خلال برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والإبداع المجتمعي، والذي اختير كأفضل برنامج مجتمعي لعام 2015، وتم الإعلان عن النتائج في حفل أقيم بمدينة نيويورك الأميركية.
وفي مجال الجودة، حصلت المؤسسة على شهادتين دوليتين في فئة إرضاء المتعاملين من معهد المواصفات البريطانية (bsi)، كما منحتها شهادة الجودة الخاصة بالتعامل مع شكاوى المتعاملين، وشهادة الجودة الخاصة بميثاق خدمة المتعاملين
وحصلت المؤسسة كذلك على شهادة اعتماد التميز، بناء على نتائج التقييم الميداني الذي نفذه فريق من خبراء المنظمة الأوروبية للجودة (EFQM)، وقد استندت عمليات التقييم على أحدث إصدار من معايير التميز الأوروبية لعام 2013.
مجلس الأسرة
بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية مبادرة (مجلس الأسرة الاجتماعي)، خلال ترؤس سموها الاجتماع الدوري مع القيادة العليا للمؤسسة.
وعن المبادرة، تقول الرميثي: تأتي في إطار سعي المؤسسة للارتقاء بالأسرة وتعزيز أواصر العلاقة بين أفرادها، وقبل إطلاق المبادرة عام 2014 قامت المؤسسة بتحليل استراتيجي لدراسة واقع الأسرة في الإمارة وتوجهاتها المستقبلية، وذلك بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة بقضايا الأسرة في إمارة أبوظبي، بهدف تحديد أولويات القضايا والتحديات التي تواجه الأسرة كموجهات أساسية لبناء سياسات اجتماعية موجهة للأسرة.
عدد اليوم
