الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التاريخ على باب «الأهلي»

12 نوفمبر 2015 00:41
أكثر شيء يستفزني أن يحرض تعادل الأهلي سلباً في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا أمام إيفر جراند الصيني، البعض على بيع جلد الأهلي، واعتباره فاقداً لكل أمل في أن يهدي الكرة الإماراتية لقبها القاري الثاني. صحيح أن الأهلي فوت على نفسه فرصة صناعة الفارق ذهاباً والتزود بما يكفي من جرعات الثقة والأمان، تحسباً لمباراة العودة بالصين، وصحيح أيضاً أن الأهلي قياساً بما كان من فرص تهديف سانحة لجوانزو، كان محظوظاً بالخروج متعادلاً من الجولة الأولى للمواجهة التي تقود رأساً إلى التاج الآسيوي، إلا أن كرة القدم علمتنا ألا نأمن للأحكام الجاهزة، فحتماً ستأتي مباراة العودة بالصين مختلفة في السيناريوهات وفي الحصائل وفي ردات الفعل، وقد لا يكون بينها وبين مباراة الذهاب بدبي أي شبه يسمح بعقد المقارنات من أي نوع. بدا لنا جميعاً، أن كوزمين مدرب الأهلي لا يرغب في كشف الأوراق، وفي المخاطرة بفتح اللعب أمام منافس كان يحفظ تفاصيله الفنية والتكتيكية عن ظهر قلب، لذلك ركز على تأمين الظهر الدفاعي بنشر قوات الردع لحماية المنطقة، واصطياد ما يمكن أن تجود به النزالات الثنائية من فرص لصياغة المرتدات، برغم أنه لم يكن يرغب في أن تتحول حماية الظهر من غارات المنافس الجسور والمعتاد على مثل هذه النزالات إلى استكانة ومغالاة في التقوقع دفاعياً، لذلك كان جوانزو الصيني هو المبادر وهو المتحكم بالإيقاع وهو المنتشر عبر أجنحة كثيرة، بل كان هو الأخطر في عدد مرات تهديد المرمى، إلا أنه لم يسجل، وبخروج مباراة دبي متعادلة بلا أهداف يكون الأهلي قد خسر ذراعاً استراتيجياً ولم يتزود بما تتيحه النزالات التي تلعبها الأندية متمتعة بأفضلية الأرض والجمهور من فرص للفوز بحصة مطمئنة، إلا أنه وهو يتوجه إلى الصين لن يكون أبداً في موقف الفريق المعاق أو الفريق المعطوب رقمياً، بل إنه سيدخل مباراة العودة بالصين وهو يقف على نفس الهضبة مع جوانزو إيفر جراند، لا أفضلية لأي فريق إلا ما كان من استقبال الفريق الصيني على أرضه، وهو على كل حال سلاح ذو حدين. إن ما كان من حوار تكتيكي لم تنكشف معه النوايا بين كوزمين مدرب الأهلي الإماراتي، وسكولاري مدرب جوانزو إيفرجراند الصيني، يؤشر على أن مباراة العودة ستكشف عن الكثير من المفاجآت في توظيف ما كان من خلاصات انتهت بها جولة الذهاب، فإن اطمأن الفريق الصيني إلى الأفضلية الفنية التي كانت له في مباراة الذهاب، وبالغ في تقديرها إلى الحد الذي يصيب بالغرور، سمح للأهلي الإماراتي إن هو تخلص حينها من رهبة لعب نهائي كأس قارية، ونجح في مسح كل الترسبات النفسية، بأن يتوصل إلى تحقيق ما سيسعدنا جميعاً.. الفوز باللقب القاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©