عاد مع بداية الفصل الدراسي الثاني التوجيه الفني إلى مدارس الشراكة بمنطقة العين التعليمية، كما تم استبدال منهج العلوم المقرر على طلبة الصف العاشر بهذه المدارس البالغ عددها 53 مدرسة بمنهج الوزارة، في خطوة لتلافي ''سلبيات'' أفرزتها تجربة ''الشراكة'' منذ تطبيقها بالمنطقة قبل 4 سنوات·
وقال حسن الملا نائب مدير المنطقة للإدارة التربوية إن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود التي يبذلها مجلس أبوظبي للتعليم في متابعة تجربة مدارس الشراكة وتقييمها للوقوف على ما أفرزته حتى الآن من ايجابيات وسلبيات واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الكفيلة بتصحيح مسار العملية التربوية بما يلبي طموحات القيادة العليا في الارتقاء بقطاع التعليم بإمارة ابوظبي·
وتقوم الشركات القائمة على مدارس الشراكة بتحديد المناهج الدراسية التي يدرسها الطلبة بالصفوف الدراسية من الأول الابتدائي إلى الصف العاشر وبالإشراف الفني والإداري على المدارس التابعة لها ووضع الامتحانات مما افرز نتائج استوجب معها التدخل لمصلحة الطلبة·
ولفت الملا إلى أن كافة أعضاء أسرة التوجيه الفني بالمنطقة يباشرون الآن مهام عملهم كاملة بمدارس الشراكة حيث يقومون بالإشراف الفني والتربوي على أعضاء هيئة التدريس بعد أن كان التوجيه معطلا تقريبا عن القيام بواجباته·
وأوجد تعطيل التوجيه، وفق الملا، بعض السلبيات التي اعترضت مسيرة العمل التربوي ببعض المدارس مما حدا بمجلس أبوظبي للتعليم بالمبادرة نحو إيجاد الحلول المناسبة لها والعمل على تلافيها منعا لتداعياتها التي قد تضر بمصلحة الطلاب والطالبات· وأكد نائب المدير للإدارة التربوية بتعليمية العين أهمية الدور الكبير الذي يقوم به مجلس ابوظبي للتعليم في تقييم تجربة مدارس الشراكة والوقوف بدقة على ما أفرزته حتى الآن من ايجابيات وسلبيات·
ولفت إلى سلسلة اجتماعات ولقاءات مشتركة عقدت في الآونة الأخيرة بين المسؤولين في المنطقة ومسؤولي المجلس وعلى رأسهم الدكتور مغير الخييلي مدير عام المجلس تم خلالها استعراض تجربة الشراكة والسلبيات التي أفرزتها خاصة تلك التي تتعلق بالمناهج والامتحانات·
وعبر الملا عن بالغ تقديره لمدير عام مجلس أبوظبي للتعليم لتفهمه الكبير لكافة سلبيات وتداعيات تجربة مدارس الشراكة في العين وغيرها من المناطق التابعة للمجلس مما أشاع نوعا من الارتياح والطمأنينة في نفوس القائمين على العملية التعليمية في المنطقة·
واكد ضرورة الاستعانة بالخبرات الأجنبية المتميزة لإنجاز مشروع تطوير التعليم ضمن اطر تنظيمية معينة لتلافي السلبيات وتحقيق الأهداف المنشودة·
واعتبر موجهون تربويون بمنطقة العين التعليمية أن عودتهم إلى مدارس الشراكة لأداء رسالتهم خطوة ايجابية من شأنها ان تعيد الأمور بهذه المدارس إلى نصابها الصحيح بعد أن ترتب على تعطيلهم طيلة السنوات القليلة الأخيرة عن القيام بواجباتهم سلبيات عديدة تتعلق بالمناهج المقررة والإخلال بالقواعد الأساسية التي تنظم عملية وضع وعقد الامتحانات·
وقالت راية العيسائي موجهة العلوم بالمنطقة إن إعادة منهج المادة المقرر على الصف العاشر والتابع للوزارة إلى مدارس الشراكة كان مفاجأة ''سارة جداً'' بالنسبة لكافة موجهي وموجهات ومعلمي ومعلمات المادة لان مناهج الوزارة للمادة والمقررة على كافة الصفوف من الأول الابتدائي وحتى الثاني عشر عبارة عن سلسلة واحدة مترابطة تهدف إلى تزويد الطلبة بمجموعة من المعارف والمهارات لذا فان فقدان إحدى حلقات هذه السلسلة يفقد الطلبة جانبا من هذه المهارات ويقلل من درجة إتقانهم للمادة· وأوضحت العيسائي أن منهج العلوم الذي أقرته ''الشراكة'' على طلبة الصف العاشر بمدارسها لم يكن موزعا بشكل منفصل على الفروع الرئيسية للمادة (الكيمياء، الفيزياء، الأحياء، الجيولوجيا) بل عبارة عن مادة واحدة ضعيفة المحتوى من شأنها أن تؤثر سلباً على مخرجات الصف الثاني عشر بهذه المدارس وتقلل من فرص خريجيها في الالتحاق بالجامعات والمعاهد وغيرها من مؤسسات التعليم العالي· وأكدت موجهة العلوم بمنطقة العين التعليمية ان عودة منهج الوزارة لمدارس الشراكة سيساهم في استمرارية المشاركة في الاولمبياد العالمي للعلوم الذي يعقد كل عام في دولة مختلفة بنفس الحماس والقوة لأنه يتطلب تحلي الطلبة المشاركين بمهارات عالية في المادة لا يتسنى لهم اكتسابها من خلال منهج مدارس الشراكة·
وقالت مجموعة من طالبات الصف العاشر بإحدى مدارس الشراكة في العين ان منهج العلوم الذي درسنه في الفصل الأول عبارة عن عدة ملازم صغيرة متواضعة تتضمن معلومات بسيطة مسطحة لا تتناسب أبدا مع منهج الوزارة الذي يتألف من أربعة كتب بمعدل كتاب لكل من الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا وثلاثة كتب أخرى للتمارين·
واشرن إلى أنهن لاحظن من خلال تجربتهن مع منهج الوزارة والتي بدأت مع بداية الفصل الدراسي الثاني انه ثري بالمادة العلمية المعمقة التي ستفيدهن كثيراً في حياتهن العلمية والعملية·
عدد اليوم
