عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)- رعت كل من دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي والمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة أمس، شراكة صناعية خليجية وأجنبية لإقامة مصنع للكلور القلوي بمنطقة أبوظبي الصناعية « ايكاد-3 « باستثمارات قدرها 257 مليون درهم.
وقال محمد عمر عبدالله وكيل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي في كلمة خلال حفل توقيع الاتفاق بين الشركاء أقيم بمقر الدائرة، إن اقامة المصنع يأتي متزامناً مع صدور قانون ينشر قريباً في الجريدة الرسمية يخول دائرة التنمية الاقتصادية الإشراف على القطاع الصناعي في الإمارة، وذلك بعد تأسيس مكتب تنمية الصناعة.
ويقام مصنع «غرينفيلد للكلور القلوي» على مساحة 30 ألف متر، في منطقة ايكاد-3 بأبوظبي بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 70 طناً، بشراكة بين كل من شركتي « الأفق انيرجي» الإماراتية التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، و»يونيون كلورين» التابعة لشركة عمان كلورين العمانية، إضافة إلى شركة أف إي تي تي إي الإيطالية.
وحضر توقيع الاتفاق بين الشركاء، كل من الشيخ محمد عبد الله آل القتبي سفير سلطنة عمان لدى الدولة، وجورجيو ستاراتشي سفير إيطاليا، وراشد سيف جبر السويدي نائب رئيس شركة الأفق إنيرجي.
وأكد محمد عمر حرص دائرة التنمية الاقتصادية دعم الشراكات بين شركات القطاع الخاص المحلية والأجنبية والتي من شأنها أن تؤسس لقطاع صناعي فاعل ومساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وفق ما حددته رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 من أهداف تسهم في تنمية القطاعات غير النفطية، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 64 % بحلول العام 2030 .
وأضاف أن إمارة أبوظبي تحرص على دعم القطاع الصناعي الاستراتيجي على مستوى المناطق الجغرافية للإمارة خاصة بالمناطق الصناعية الحرة.
وأوضح أن الربع الثالث من العام الحالي شهد تحسناً في أداء النشاط الصناعي، بحسب مؤشر دورة الأعمال للربع الثاني في إمارة أبوظبي، إضافة إلى المزيد من الاستثمارات في بعض الصناعات الضخمة، مثل قيام شركة الظاهرة مؤخراً بإنشاء مصنع للبتروكيماويات بتكلفة 734 مليون درهم بمدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، وكذلك استهداف شركة الإمارات للألومنيوم «إيمال» لرفع الطاقة الإنتاجية من 800 ألف طن إلى نحو 1,4 مليون طن خلال الفترة القادمة.
وقال إن إقامة مصنع للكلور القلوي في الإمارة، يأتي تأكيداً على ثقة القطاع الخاص بدعم حكومة إمارة أبوظبي في الاستثمارات في القطاع الصناعي، ويعكس في الوقت ذاته اهتمام الإمارة في تطوير وتنمية القطاع الصناعي الاستراتيجي الذي يعد أحد الركائز الرئيسة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لأبوظبي.
ومن جانبه، قال محمد القمزي الرئيس التنفيذي للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في بيان صحفي، إن إمارة أبوظبي تتجه حاليا نحو الانتقال لمرحلة يشهد فيها قطاع الصناعة اهتماماً كبيراً ودعماً ملحوظاً من قبل حكومة الإمارة.
وأكد حرص المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة على تسهيل وتسخير كافة إمكاناتها، في سبيل توفير الأرضية الملائمة لجذب استثمارات القطاع الخاص إلى الإمارة.
وأشار إلى أن المؤسسة عملت مؤخرا على استقطاب عدد كبير من كبار المستثمرين والمؤسسات الصناعية الدولية الذين ابدوا رغبتهم في القيام بتأسيس مشروعات صناعية بإمارة أبوظبي.
بدوره، قال أنطوني تروبيانو الرئيس التنفيذي في شركة «إف إي تي إي» الإيطالية، خلال المؤتمر الصحفي، إن شركته مسؤولة عن النطاق الكامل للمشروع، بما في ذلك نظام الهندسة والتوريد والبناء وتشغيل المصنع، مضيفا أن الشركة تمتلك خبرة عالمية واسعة في مجال إنشاء وتشغيل المنشآت الصناعية الكبرى، بما في ذلك العديد من المشاريع الكبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن المشروع الاستراتيجي يوفر فرص عمل مباشرة في مرحلة الإنتاج بالطاقة الكاملة، إضافة إلى العديد من الوظائف الأخرى اللازمة في مجال التشغيل في المصنع الجديد في أبوظبي.
وافاد وليد أزهري رئيس مجلس إدارة شركة يونيون كلورين، بأن المصنع سيعمل بكامل طاقته الإنتاجية من الصودا الكاوية عند تشغيله التجاري في أكتوبر من العام 2015، حيث سيقوم بتلبية احتياجات قطاع النفط والغاز في أبوظبي من احتياجاته من الكلور القلوي، وسينتج المصنع حمض الهيدروكلوريك والصوديوم هايبوكلورايد في المرحلة الأولى، مع غيرها من المنتجات النهائية في المرحلة الثانية، والتي تستهدف قطاع النفط والغاز.
وأوضح أن المشروع سيوفر منتجات عالية الجودة للسوق المحلية للنفط والغاز في الإمارات، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى والصناعات التحويلية، كما سيقوم بالتصدير إلى الأسواق المجاورة، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى المصنع سيقيم علاقة تكامل مع شركة عمان كلورين الأم في عمان، والتي ستتولى الإشراف على عملية الإنشاء والتسويق لمنتجات المصنع، فضلاً عن توفير التقنية الحديثة التي لم تكن متوافرة في المصنع العماني عند بدء إنتاجه التجاري عام 2000.
وعزا أزهري اختيار أبوظبي لإقامة المصنع إلى الاستثمارات الضخمة التي تعتزم شركة أدنوك ضخها في قطاع النفط والغاز، حيث تقدر الاستثمارات في القطاع بنحو 257 مليار درهم، فضلاً عن عمليات التطوير المستمرة لرفع الطاقة الإنتاجية من النفط في الإمارات إلى 3,5 مليون طن برميل يوميا.
وأكد أن تكلفة إقامة مشاريع صناعية، مثل مصنع للكلور في أبوظبي تعد منخفضة مقارنة بمناطق أخري، حيث تتوافر الطاقة التي تعد الأساس في صناعة الكلور بأسعار متميزة في الإمارة، الأمر الذي يسهم في خفض تكلفة المشروع.
وأفاد بأن المصنع الجديد يتميز بأحدث نظام ثنائي الأقطاب للتحليل الكهربائي، وسيصمم وفقا لأفضل التقنيات الحديثة ليس فقط في مجال العمليات التشغيلية، ولكن أيضا في مراقبة انبعاثات الهواء ومعالجة النفايات، ومراعاة الامتثال الكامل بالأنظمة البيئية المحلية الصارمة.
عدد اليوم
