مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد مشاركون في المؤتمر الأول لأسواق المال العربية بدبي أمس، أن العديد من الأسواق في المنطقة غير قادرة على استيعاب الاستثمارات المالية الضخمة، نتيجة ضعف المنتجات والأدوات الاستثمارية المتاحة بها، مطالبين بضرورة العمل على إزالة أي معوقات تحد من دخول الاستثمارات الأجنبية.
وركزت الجلسة الحوارية الأولى للمؤتمر التي أدارها عبد الله الطريفي الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع، على تطلعات وتحديات أسواق المال العربية، والمستوى المطلوب للتشريعات المتعلقة بالرقابة وحماية المستثمرين، والإصلاحات المالية المطلوبة بعد الأزمة المالية العالمية، وتعزيز السيولة بالأسواق المالية المحلية، والاستثمار المؤسسي.
وشارك في الجلسة كل من مشعل العصيمي نائب رئيس مجلس مفوضي هيئة أسواق المال الكويتية، وشريف سامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية، وفراس صفي الدين نائب رئيس هيئة الأسواق المالية اللبنانية.
وقال الطريفي إن هدف الهيئات هو حماية المستثمرين، ولكن مقابل ذلك هناك شركات مدرجة تحتاج الدعم وهناك محاولة من الهيئات لإيجاد توازن بين متطلبات الشفافية والإفصاح وبين مصالح الشركات المدرجة، وذلك بهدف تشجيع الشركات على الإدراج ودعم السيولة في الأسواق.وفيما يتعلق باستيعاب الاستثمارات المالية، أفاد شريف سامي بأنه بخلاف دول مجلس التعاون، تواجه بقية الدول الأخرى تحدي في المنتجات المالية وهي لا تستوعب الاستثمارات الضخمة، ولكنها ترغب في وجود شركات عاملة تستطيع ذلك، موضحاً أن معظم الأسواق تقوم على الأسهم بصفة أساسية مع وجود بعض السندات وعمليات التوريق القليلة جداً. بدوره، شدد مشعل العصيمي على ضرورة وجود أوراق مالية تحقق العمق في السوق، مؤكداً أهمية تطوير السوق وطرح منتجات جديدة والعمل على زيادة وتحفيز السيولة.
و قال معالي الدكتور عبدالرحمن الحميدي مدير عام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي إن أداء أسواق المال العربية مجتمعة منذ بداية هذا العام، جاء أفضل من أداء معظم الأسواق الناشئة الأخرى، بما يعكس عودة الثقة إلى الأسواق العربية.
وشدد الحميدي على أهمية التعاون والتكامل المالي بين الدول العربية، للارتقاء بالأسواق المالية وإضافة المزيد من العمق والسيولة إليها.
ولفت إلى أن هذه الأسواق تعد أقل اندماجاً فيما بينها بالمقارنة مع الأسواق المالية في الأقاليم الأخرى، وذلك على الرغم من توفر العديد من العوامل والمتطلبات التي تساعد على تحقيق المزيد من الاندماج، في وقتٍ تزداد فيه الاحتياجات لتدفق الاستثمارات العربية البينية.
الأسهم الإماراتية
أظهر استطلاع أجرته «تومسون رويترز» أن 47% من مديري صناديق الاستثمار في الشرق الأوسط سيرفعون مخصصاتهم للأسهم في دولة الإمارات العربية، في حين أعرب 27% عن نيتهم في تخفيضها.
قال نديم نجار، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تومسون رويترز، في كلمة خلال المؤتمر، إن صناديق الشرق الأوسط لديها نظرة إيجابية حيال الاستثمار في أسواق الأسهم بالمنطقة رغم الانخفاض الأخير في أسعار النفط. وقال إن نتائج الاستطلاع أظهرت توقع 53% من كبار مديري الصناديق زيادة مخصصاتهم للأسهم السعودية مقابل 27% رجحوا تخفيضها، كما أظهر المسح أن 40% من مديري الاستثمار توقعوا زيادة مخصصاتهم للأسهم المصرية مقابل 7% فقط. وأوضح أن انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات، لن يؤثر على أداء الأسواق المالية خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث لا يوجد سوى ارتباط ضعيف بين أداء أسواق الأسهم الخليجية.
عدد اليوم
