صلاحيات الرئيس اليمني تُعرقل توقيع المبادرة الخليجية

دعا جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى اليمن، الأطراف السياسية المتصارعة، إلى التعجيل بنقل السلطة، وفق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، التي قال القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر إنها “حفظت ماء الوجه” لجميع الأطراف اليمنية المتصارعة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الرئيس علي عبدالله صالح التقى أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وأكد له تمسكه وحزبه الحاكم، بالمبادرة الخليجية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي كمنظومة “متكاملة غير قابلة للتجزئة”. ويزور المبعوث الدولي جمال بن عمر العاصمة صنعاء، منذ الخميس الماضي، في مهمة دولية لاستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية المتصارعة بشأن عملية نقل السلطة، وتقييم التزام الأطراف اليمنية المتصارعة بقرار مجلس الأمن الدولي، الصادر الشهر الماضي، ورفع تقرير بذلك إلى المجلس في 21 نوفمبر الجاري. وأفادت وكالة “سبأ” بأن صالح وصف القرار بـ”المتوازن”، مجددا استعداد حزب “المؤتمر” الحاكم، التحاور مع ائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض “لاستكمال الحوار حول آلية تنفيذ المبادرة في أسرع وقت ممكن وصولا إلى توقيعها بالتزامن مع التوقيع النهائي على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي”. ودعا الرئيس اليمني، المعارضة في بلاده إلى “التجاوب مع دعوات الحوار”، و”إخلاص النوايا في التعامل الايجابي مع قرار مجلس الأمن الدولي”، مشددا على ضرورة “تغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية وبما يجنب اليمن الصراعات والانقسامات والفوضى”. وكان صالح أكد في مقابلة مع تلفزيون فرانس 24، استعداده التنحي، عبر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، خلال 90 يوما من توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وقال: “عندما يتم الاتفاق على المبادرة الخليجية والتوقيع عليها وإيجاد الآلية المزمنة لها وإجراء الانتخابات.. الرئيس سيرحل”. ونفى صالح الأنباء التي تحدثت عن رفضه لإعادة هيكلة الجيش، المنقسم على خلفية الاحتجاجات الشعبية المناهضة له، وقال إنها تندرج “في إطار الكذب الإعلامي الزائف”، مؤكدا أن الجيش اليمني “ملك الوطن مش ملك شخص”. وقال إن نائبه الفريق عبدربه منصور هادي “هو المهيأ والمفوض لاستلام السلطة بعد أن يتم الاتفاق على الآلية للمبادرة الخليجية”. من جانبه، أكد المبعوث الدولي، في لقائه بصالح أمس على ضرورة حل الأزمة اليمنية بالحوار “وبشكل سلمي”، موضحا أن المجلس الأمن الدولي دعا جميع الأطراف المتصارعة إلى الحوار و”إجراء لقاءات مباشرة”. وقال إن حل الأزمة اليمنية “لا يمكن إلا أن يكون يمنيا”، مضيفا أن “الوقت قد حان لليمنيين في أن يتعاونوا من أجل حسم الخلافات والوصول لاتفاق سياسي مبني على المبادرة الخليجية”.وكان بن عمر حث، في تصريح لوسائل إعلام، عقب لقائه، امس الاول القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، على ضرورة التعجيل في عملية “نقل السلطة” لإنهاء الأزمة المتفاقمة. وأكد أن السلطة والمعارضة في اليمن متفقتان على أغلب بنود الآلية التنفيذية، وأن المفاوضات الحالية تدور حول صلاحيات الرئيس ونائبه خلال الفترة الانتقالية الأولى، التي تبدأ مع إعلان صالح نقل صلاحياته إلى هادي. بدوره، قال اللواء الأحمر إن المبادرة الخليجية “حفظت ماء الوجه” لكافة الأطراف في اليمن، معتبرا أنها السبيل الأمثل لإخراج اليمن من أزمته، التي تكاد تعصف بهذا البلد اقتصاديا وأمنيا.