أقر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس بأنه قلق إزاء مستقبل العراق بعد انسحاب آخر القوات الأميركية في نهاية العام الجاري، بينما قتل ستة أشخاص بينهم جندي أميركي وأصيب 14 آخرون باعتداءات في محافظات بغداد ونينوى وبابل.
وقال ديمبسي أمام أعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي أمس “قبل طرح السؤال عما إذا كنت قلقاً إزاء مستقبل العراق، فإن الجواب هو نعم”.
وواشنطن التي كانت ترغب في إبقاء قوات في العراق للمساعدة في تدريب الجيش العراقي وتقديم دعم لدفاعه الجوي والتصدي لنفوذ إيران المجاورة، قد تخلت عن ذلك بعد رفض بغداد منح الحصانة القضائية للجنود الأميركيين الذين كان يمكن أن يبقوا في البلد.
لكن الجنرال ديمبسي اعتبر أن مستقبل البلدين “مرتبط ارتباطا وثيقا” بسبب “الدماء التي أهرقت” والمبالغ التي أنفقتها الولايات المتحدة منذ إطاحة صدام حسين في 2003.
من جهته اعتبر وزير الدفاع ليون بانيتا الذي استمع إليه أيضا أعضاء لجنة الدفاع أن “العراق جاهز لتسلم أمنه بيده من دون حضور عسكري أميركي كبير”. وأضاف أن العلاقات الأميركية مع العراق ستكون من الآن فصاعدا “طبيعية وشبيهة بالعلاقات مع دول أخرى في المنطقة، قائمة على المصالح والاحترام المتبادلين”.
وذكر بانيتا أن جنودا أميركيين سيبقون في العراق تحت إشراف السفارة لتطوير التعاون مع الجيش العراقي، على غرار عدد كبير من البلدان في المنطقة.
وستسحب الولايات المتحدة كل قواتها من العراق، ويبلغ عددها 24 ألفا في الوقت الراهن كما تقول وزارة الدفاع، قبل نهاية السنة بعد فشل المفاوضات بين واشنطن وبغداد لإبقاء كتيبة بعد 2011.
ميدانياً قالت شرطة محافظة نينوى، إن أحد عناصر البيشمركة الكردية قتل وأصيب ثلاثة آخرون برصاص مسلحين عند مدخل مدينة زمار غرب الموصل. وأضافت أن ضابطاً برتبة نقيب في قوات حماية المنشآت قتل وأصيب ثمانية آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي في منطقة النفق غرب المدينة.
وأوضحت الشرطة أن امرأة قتلت في هجوم شنه مسلحون على منزل في منطقة الزنجيلي بالموصل أيضا، بينما لاذ المسلحون بالفرار. وفي قرية قرب القيارة جنوب الموصل، فتح مسلحون النار وقتلوا طبيباً في المركز الطبي الذي يعمل به.
وفي بغداد، أسفر انفجار قنبلة مزروعة على الطريق عن إصابة ثلاثة في وسط العاصمة. وفي محافظة بابل أوضحت الشرطة أن مسلحين قتلوا بالرصاص رجلا قرب منزله في بلدة جبلة التابعة لمدينة الحلة مركز المحافظة.
وأعلنت القوات الأميركية في العراق أمس مقتل أحد جنودها في هجوم وسط البلاد ليصبح الجندي الثاني الذي يقتل منذ إعلان سحب كامل القوات الأميركية نهاية 2011.
وأوضحت القوات الأميركية في بيان أن “عسكرياً أميركياً قتل الاثنين خلال مشاركته في عمليات وسط العراق”، دون توضيح ظروف مقتل الجندي. وأضاف البيان أن “الحادث قيد التحقيق”.
وأكد متحدث باسم القوات الأميركية أن الجندي قتل في “حادث عدائي”.
وهو ثاني جندي أميركي يقتل منذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما في 21 أكتوبر سحب كامل القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي.
وكانت القوات الأميركية أعلنت مقتل أحد جنودها خلال عملية عسكرية في الثالث من نوفمبر في شمال العراق. وبهذا يرتفع إلى 4484 عدد العسكريين الأميركيين الذين قضوا في العراق منذ أن اجتاحته القوات الأميركية في 2003.
ومن المفترض أن تغادر “الغالبية الساحقة” من حوالي 34 ألف عسكري أميركي ينتشرون حالياً في العراق، البلد بحلول منتصف ديسمبر، حسبما أعلن مساعد قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال توماس سبوير.
عدد اليوم
