السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ممنوع الدخول!

ممنوع الدخول!
29 مارس 2007 00:18
تحقيق- منصور عبد الله ونورا الظاهري: لا شك أنك صادفت نافذة تطل عليك أثناء تصفحك للإنترنت، تقول: نأسف إن الموقع الذي أردت تصفحه قد أحجب وذلك بسبب احتوائه على نشاط مخالف للقيم الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية أو الدينية لدولة الإمارات العربية المتحدة· في حال أردت فتح موقع قد أحجب، الرجاء قم بتعبئة استمارة الملاحظات الموجودة على موقعنا''· هذه الرسالة ليس رسالة خطأ Error Message من نظام التشغيل وندوز، بل هي أهم بكثير، لأنها تثير قضية أكبر وهي الرقابة من عدمها على الإنترنت، ولأول وهلة، قد تثير أمامك مشكلة لغوية، لأنها صيغت بلغة عربية ركيكة، لو سمعها ''سيبويه'' في قبره لتحركت عظامه· وقد تثير لديك تساؤلا: الموقع الذي أتصفحه ليس منافيا للقيم الاجتماعية، فلماذا حجب؟ وقد ترتسم على ثغرك ابتسامة عريضة، إذا ما عرفت أن الموقع ممنوع لا لأنه يمس بالأخلاق والقيم، بل لأنه يتيح لك التحدث بالهاتف عبر الكمبيوتر، وهي خدمة تعجبك لأنها توفر عليك بعض الدراهم، ولكنها لا تعجب ''اتصالات'' طبعا· هذه التساؤلات كلها، يوردها كثيرون غيرك، ولكن، إذا صدقت نافذة الحجب، وبعثت برسالة الكترونية تحتوي على استمارة قمت بتعبئتها من الموقع http://feedback.ecompany.ae ، محتجا بأن الموقع ليس منافيا للأخلاق، ولا للآداب، ستصل إليك بعد يوم أو يومين، رسالة جوابية ''كمبيوترية'' معدة سلفا، وتلقائية، تقول لك، إن الموقع المحجوب الذي زرته يسيء إلى المجتمع· بالطبع لن يعجبك الجواب·· فاضرب رأسك في الحائط· رغم ذلك، تختلف الآراء حول الرقابة المسبقة على شبكة الإنترنت، فالبعض يراها ضرورية، ومنها مؤسسة ''اتصالات'' التي ترى فيها حماية للمجتمع، كما تراها كذلك الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، وهي المعنية بشؤون تنظيم الإنترنت في الدولة، في حين يرى آخرون أن الرقابة، إن وجدت، ينبغي أن تكون شخصية وذاتية، أي أن يترك المجال لمن يرغب في الرقاية من عدمها، ولكن الآراء كلها تجمع على ضرورة وضع نظام ما لحجب المواد المضرة بالقيم، والمسيئة للفرد والمجتمع، وخصوصا على الأجيال الصاعدة، والنشء الجديد· الرأي العام مع·· وضد وكانت لنا حوارات مباشرة مع مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين التقنيين، وأصحاب شركات في تقنية المعلومات·· وديع سكاف، مدير وصاحب شركة أي ام اكس الشرق الأوسط AMX ME قال: لقد عشت وتعلمت في السويد، وأحمل الجنسية السويدية، وفي رأيي أن الرقابة غير مقبولة، ولكن إذا كانت هناك قضايا معينة تستدعي مراقبة بعض المواقع بطلب من المدعي العام، فهذا شيء مسموح به، لأنه يخدم المجتمع· وتخالفه الرأي آمنة محمد بن فارس، ''مشرفة أنظمة معلومات''، وترى عكس ذلك، تقول: إن الرقابة مفيدة، وتخدم المجتمع، وتضيف: ولكن شريحة من المستخدمين يحاولون كسر الرقابة، ويدخلون على المواقع الممنوعة· الرقابة ضرورية أيضا لأنها تهدف إلى المحافظة على الأسرة، ومراقبة المراهقين وصغار السن· رغم ذلك، فإن متابعة الأهل لأبنائهم أمر مطلوب· على سبيل المثال، عندي أخت صغيرة وتحب دخول موقع تبادل الصور المعروف (فليكر)، قد اقترحت عليها، فتح حساب مع ''فليكر'' لكي يتسنى لي متابعتها ومراقبتها في أغلب الأحيان، مع أنني منحتها حرية ارتياد الموقع المذكور· المحجوب مرغوب سلطان الرميثي، ''مدير إدارة تقنية معلومات'' ينطلق من المقولة المشهورة: كل محجوب مرغوب، وعليه فإن البروكسي مهما كانت مستوياتها عالية وقوية، يمكن اختراقها، وفي اعتقادي أن الرقابة يجب أن تكون فردية، حيث يقوم الآباء بدورهم في تربية الأبناء بحيث يستفيدون من الشبكة، لأنه يستحيل مراقبة الانترنت· وهناك مواقع هي أخطر من المواقع الإباحية كتلك التي تحض على الإرهاب، وتحرض الناس للقيام بالأعمال الإرهابية· ويضيف: الإقناع هو الأساس وتوجيه الأطفال لعدم ارتياد المواقع المخلة بالآداب العامة، وغيرها، وينبغي إنشاء مواقع تعرض الفكر الصحيح، لمكافحة تلك المواقع المضرة· في الاتجاه المعاكس له، يقف جاد الكريم منصور عبد الكريم، مدير عام شركة ''جادتك'' المصرية، إذ يقول: الدولة هي بمثابة ولي الأمر، وهي توفر لهم الحرية، فإذا ما استغلت الحرية فيما لا يفيد، وجب عليها أن تضع القيود· إذا ما علمنا أن نحو 85 بالمائة من الناس يدخلون المواقع الإباحية، ويشاركون في الدردشة الفورية، وبعضها خارج عن الآداب العامة، توجب أن تقوم الدولة بواجبها، لمنع استغلال الحرية· ويقول: المراهقة هي أخطر مرحلة عمرية، ولا ينبغي أن نفتح أمام الأجيال الجديدة، أبواب الشهوات· نصيحتي هي أن يقوم الآباء أولا بالمهمة الرئيسية وهي أن يضعوا جهاز الكمبيوتر في غرفة الاستقبال لكي يكون الأبناء على مرأى ومسمع من أهلهم، فلا يقومون بما هو خارج عن الأصول· الرقابة ضرورية·· ولكن بحاجة لمراجعة هكذا نجد أن الرأي يكاد يكون منقسما حول هذه المسألة الحيوية، فماذا يقول الأكاديميون؟ د· خالد جاويش، ''برنامج اللغات والاتصال'' بجامعة الإمارات العربية المتحدة يقول: أتصور بداية أن رقابة شركة ''اتصالات'' على الإنترنت أمر ضروري خاصة بالنسبة للمواقع المنافية للآداب العامة ، حيث تشكل مانعا أوليا يحول دون توافر عدد كبير جداً من المواقع الإباحية، أما فيما يختص بالمواقع التي تخلو مما يتعارض مع الآداب العامة فهو أمر بحاجة إلى مزيد من المراجعة وإعادة النظر· ويضيف: قد يعارض البعض وجهة النظر هذه بدعوى أننا نعيش عصر السماوات المفتوحة من خلال فيضان القنوات الفضائية ولكن تظل رقابة أجهزة الدولة فيما يتعلق بحماية الأخلاق والقيم المجتمعية أمرا مطلوبا خاصة في البلدان العربية والإسلامية، بل وأتصور أنها من الأمور التي تلاقي استحساناً لدى الرأي العام حماية للأطفال والمراهقين من أن ينزلقوا في هذا الطريق· ولكن هذا المانع الأولي لا يجب بأي حال من الأحوال أن يقلل من أهمية الدور الملقى على عاتق المؤسسات الاجتماعية الأخرى مثل الأسرة والمدرسة ودور العبادة ووسائل الإعلام الأخرى التي يجب أن تقوم بدورها الاجتماعي وليس التقني في توعية الجيل الجديد بضرورة التمسك بالقيم الأخلاقية والدينية التي تقيه من شر الوقوع فيما لا يحمد عقباه· الأسرة مسؤولة عن التوعية والرقابة على الأبناء وألا تتركهم يبحرون عبر الإنترنت بدون قيود أو أوقات محددة مع ضرورة الرقابة من آن لآخر ، والمدرسة مسؤولة عن شغل الأوقات التي يمضيها التلاميذ مع الإنترنت فيما يفيد من واجبات وبحوث مدرسية وتوجيههم إلى ما ينمي مهاراتهم ومعلوماتهم من مواقع كثيرة وأيضاً غرس القيم الدينية والأخلاقية التي تحميهم، أما دور العبادة فيجب أن يتغير خطابها الموجه للشباب الصغير بما يتناسب مع معطيات الواقع والتقنيات الحديثة حتى لا يشعر الجيل الجديد أن رجال الدين يتحدثون بلغة لا يفهمونها أو يتناولون موضوعات بعيدة عن الواقع الذي يعيشونه، لذلك يجب التطرق بلغة الشباب إلى هذه الموضوعات الجديدة وببساطة وبمعايشة لأحاسيس ومفاهيم الشباب· أما وسائل الإعلام الأخرى -خاصة التليفزيون- فعليها أن تلعب دوراً في تحديد أجندة الإنترنت للشباب من خلال برامج فعالة وتعليمية تجتذب من حيث الشكل والمضمون أذواق واهتمامات الجيل الجديد، وتناقش الاستخدامات المتنوعة للإنترنت وتشجع الشباب الصغير على الإبحار في مواقع مفيدة وجذابة يستطيعون من خلالها التعلم والتمتع في آن واحد· استطلاع الاتحاد أجرت صحيفتنا استطلاعاً للرأي عبر موقعها: http://www.alittihad.co.ae، طرحنا فيه السؤال التالي: ''هل تؤيد فرض الرقابة المسبقة على الإنترنت ''البروكسي؟''· استمر طرح السؤال (7) أيام، وشارك فيه (3353) زائراً، انقسمت آراؤهم على النحو التالي: بلغت نسبة الذين قالوا (نعم) يؤيدون الرقابة 31 بالمئة، أما نسبة الذين قالوا (لا) فقد شكلت 67 بالمئة، أي أكثر من ضعفي نسبة الموافقين· فيما حيّر السؤال 2 بالمئة ممن شاركوا في الاستفتاء وزوار موقعنا، واختاروا الإجابة الثالثة: ''لا أدري''· أين وسائل الإعلام؟ د· مختار الكيال: الموضوع جد خطير ويحتاج لمناقشة وحوار هادئ واتساع صدر لكل الآراء حتى يمكن أن نصل إلى كلمة سواء في قضية المنع أو الإتاحة، وحتى يحدث ذلك لماذا لا نعمل من الآن على إعداد وبث برامج إثرائية لفكر الأفراد بأجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بديلا لتلك البرامج التافهة التي تغطى ساعات ذروة المشاهدة والمتابعة دون فائدة ذات قيمة؟ ولماذا لا نعد مواقع إلكترونية جادة عربية الفكر والثقافة تكون أكثر جذباً للفرد من تلك المواقع الموبوءة، حتى نقدم لأبنائنا البديل الهادف والجاد؟ ما هي البروكسي؟ جرت العادة أن يردد الناس كلمة ''بروكسي'' للدلالة على حجب المواقع، ولكن البروكسي من الناحية التقنية لها دلالات أخرى· البروكسي برنامج (سوفتوير) يتم تركيبه على الكمبيوتر الخادم، أي الكمبيوتر الذي يوفر الخدمة كخدمة الإنترنت للناس· وأهم وظائف البروكسي: التخزين Caching وهذه الوظيفة الأساسية للبروكسي· بحيث يقوم بتخزين المواقع والصفحات، حسب ما تم تخصيصه عليه، وتقديمها للمستخدم· وهذا من شأنه أن يجعل التصفح أسرع· التصفية (Filtering): وهذه العملية يقوم بها البروكسي بشكل جانبي بالإضافة للعملية الأساسية وهي الـcaching. بحيث يقوم بحجب المواقع غير المرغوب فيها، والسماح لغيرها بالمرور· والتحويل Redirection وهو أن يقوم بتحويل بعض طلبات المواقع إلى جهات أخرى· د·الكيال: ليس بالمنع وحده ننشئ الفرد دكتور مختار أحمد الكيال، استاذ علم نفس التعلم المساعد بجامعة الامارات العربية المتحدة، يقول: قد تختلف الآراء حول قضية المنع أو الإتاحة لمصادر المعلومات المختلفة ومنها الانترنت وما تعرضه من معلومات متنوعة ومتباينة ثقافيا وعقائديا، فمن يعتقدون فيما يسمى بنظرية المؤامرة على المجتمعات وثقافتها قد يرون فى المنع سبيلا لخلاص أفراد المجتمع من كل ما يمكن أن يشوش فكرهم ويؤثر فى تنشئتهم تنشئة موجهة نحو عادات وتقاليد وقيم وتراث المجتمع، أما من لا يعتقدون فى مثل هذه النظرية، فقد يرون أن الإتاحة تثري معرفة الفرد وفكره ''باعتبار أنه ليس كل ما يعرض غثاً ومن ثم يمكن الاستفادة بثمينه''، ومن ثم استقلاليته الفكرية ومشاركته إيجابيا فى تطور المجتمع علميا وثقافيا· وفى رأيي أن الأهم من قضية المنع والإتاحة التي قد تختلف حولها الآراء هو قضية التنشئة بصفة عامة سواء كانت داخل الأسرة أو المؤسسات التعليمية، فليس بالمنع وحده يُنشأ الفرد الصالح، فهل سنمنع كل مصادر المعلومات سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية والتي تعج بالكثير من هذه المعلومات والأفكار أم ماذا؟ إننا في حاجة ماسة إلى إعادة النظر فى أساليب تنشئتنا لأولادنا سواء داخل الأسرة أو فى مؤسساتنا التعليمية، نحن في حاجة إلى أن نعطي لأولادنا الفرصة للنمو الطبيعي فكرياً بحيث نُنشئهم تنشئة دينية سليمة قوامها الالتزام والانتماء والإيثار والتضحية وتقبل الآخر والتسامح والتعاون معه من خلال النمذجة السلوكية للآباء والمربين حيث لا يقتصر الأمر على افعل أو لا تفعل، بل على التوجيه السليم لسلوك الابن من خلال سلوك الآباء والمربين كنموذج يحتذى· نُنشئهم تنشئة علمية سليمة قوامها غرس قيم حب العلم والحوار الجاد البناء الهادئ واحترام فكر الآخر وحسن مجادلته والتعبير الحر عما يفكر فيه دون خوف من النقد أو العقاب، عندئذ سيكون لدى الآباء الفرصة لتصحيح المفاهيم الخاطئة أولا بأول، وأيضاً تنمو لدى الفرد مهارة التفكير الناقد لكل ما يعرض عليه من آراء أو أفكار ويستطيع التمييز بين الخبيث والطيب، أو الغث والثمين، فينتقي منه ما يثري فكره ويُعظم ثقافته ويترك ما خبث منه· ومن هنا يصبح المنع ذاتياً بمعنى أن يمنع الفرد ذاته بذاته من البحث عن هذه الأفكار الهدامة أو زيارة هذه المواقع الاباحية التي تتنافى مع القيم والعادات والتقاليد، وهذا هو الأهم من وجهة نظري ''أن نُنشئ الفرد المتشح بالقيم الدينية الباحث عن المعلومات المعالج والناقد والمقوم لها والمشتق منها والمضيف إليها من نتاج فكره· ومن ثم يصبح عضوا فاعلا فى المجتمع مشاركاً مشاركة إيجابية فى تطور المجتمع، وليس الفرد الخانع المستقبل للأوامر آلي السلوك، عديم القدرة على اتخاذ القرار والذي يسهل انقياده والتأثير عليه· فهل نفعل ذلك؟ أم نسلك الطريق الأسهل وهو المنع القسري فيصبح الفرد عرضة لما يسمعه من الآخرين أو يقرأه خلسة بدافع حب الاستطلاع والفضول المعرفي ولا نكتشف أفكاره المغلوطة إلا بعد فوات الأوان؟ أشهر برامج الفلترة برنامج Net Nanny على الموقع www.netnanny.com وثمنه 40 دولارا أميركيا وقد صدرت منه النسخة الجديدة 5,5 برنامج Cyber Patrol وثمنه 40 دولارا www.cyberpatrol.com برنامج Webroot Child Safe وثمنه 40 دولارا www.webroot.com/consumer/products/childsafe
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©