عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
تكبدت الأسهم المحلية خسائر فادحة غير متوقعة خلال تعاملات الأمس بلغت قيمتها 14,5 مليار درهم، متأثرة بعمليات نقل ملكيات لمحافظ استثمار مؤسساتية أجنبية من أسهم الشركات الثلاث إعمار، والخليج الأول، ودبي الإسلامي، قبيل تفعيل قرار رفع أوزانها في مؤشر مورجان ستانلي للأسواق العالمية الناشئة.
واستحوذت الأسهم الثلاثة على 69% من إجمالي تداولات الأسواق التي شهدت أكبر حجم تداول يومي خلال 6 أشهر اقترب من 3 مليارات درهم، منها ملياري درهم للأسهم الثلاثة.
وعلى غير المتوقع، وبينما كانت التوقعات مع موجة صعود قوية بقيادة سهم إعمار بعد إقرار الجمعية العمومية أمس الأول توزيعات نقدية بقيمة 9 مليارات درهم، تعرضت الأسواق بعد مرور فترة من الصعود إلى عمليات بيع مكثفة غير متوقعة طالت الأسهم القيادية في قطاعي العقارات والبنوك.
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1,7%، محصلة تراجع قوي لسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 2%، وسوق دبي المالي بنسبة 1,4%.
وأرجع وليد الخطيب مدير شركة ضمان للاستثمار التراجع القوي إلى عمليات بيع قامت بها محافظ استثمارية ومكاتب وساطة إلى صناديق ومحافظ استثمار مؤسساتية أجنبية استهدفت رفع حصصها من أسهم إعمار، ودبي الإسلامي والخليج الأول، قبيل التفعيل الرسمي لقرار رفع أوزانها في مؤشر مورجان ستانلي.
وأضاف أن سهم إعمار تفاعل مع قرار توزيعات الأرباح النقدية منذ ثلاث جلسات ماضية وحتى بداية جلسة الأمس، حيث ارتفع إلى 11,60 درهم، لكن بدا عند هذا السعر موجة بيع منطقية ولها مبرراتها، موضحاً أن بقية الأسهم تراجعت بسبب عدم وجود محفزات تساعدها على الصمود، فضلاً عن أن أسعارها لا تزال مرتفعة وغير مبررة.
وأفاد بأنه من المتوقع أن يتدخل الاستثمار المحلي خلال جلسة اليوم خصوصاً الراغبين في الاستفادة من أرباح إعمار التي تعطي عائدا مغرياً يصل إلى 12%، مؤكداً أن الفترة الحالية تفتقد إلى المحفزات التي تساعد الأسواق على التماسك.
ومن جانبه، قال أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين- بريطانيا، إن المؤشرات الفنية شهدت تداولات سلبية، لكنها لم تتعرض بعد لمستويات دعم ذات قيمة، حيث تحتفظ باتجاه صعودها على خرائط اتجاهها للمديين المتوسط والطويل، ويعطي تداولها مؤشرات إيجابية. وأضاف أن سهم إعمار احتفظ بإيجابية في المستويات الحالية، وسط احتمالات قوية لتواصل موجات صعوده على خرائط اتجاهه للمديين المتوسط والقصير، مما يجعل تراجعات مؤشر سوق دبي المالي، غير ذات قيمة من الناحية الفنية، ولا تعبر عن توجه هبوط حقيقي للمؤشر، خصوصاً أنه لم يتعرض حتى الآن لمستوى الدعم عند 4375 نقطة، ويعبر استهدافها من جديد عن تجدد المخاطر.
وقال العشري:«ننصح بعدم التسرع بالإفراط في التشاؤم، حيث لم تأت المؤشرات بأسباب فنية تبرر التشاؤم، فما حدث من تراجع يعكس انسحاباً من العديد من الأسهم في كلا السوقين للدخول في سهم إعمار المتوقع صعوده، بدعم من الرغبة في الاستفادة من توزيعات الأرباح»
وعلى صعيد الأداء أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 5092.21 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية إلى 800,92 مليار درهم.
وارتفعت التداولات إلى 2,9 مليار درهم من تداول 640 مليون سهم من خلال 11269 صفقة. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 62 شركة من أصل 124 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 9 شركات ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 40 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، بتداولات قيمتها 1,48 مليار درهم موزعة على 129,23 مليون سهم من خلال 2384 صفقة.
وجاء سهم «بنك الخليج الأول» في المركز الثاني بتداولات قيمتها 343,76 مليون درهم موزعة على 18,22 مليون سهم من خلال 520 صفقة.
وحقق سهم «مصرف الإمارات الإسلامي» أكبر نسبة ارتفاع سعري، بنحو 14,7% إلى 1,32 درهم من خلال تداول 2000 سهم بقيمـة 2640 درهم، وجاء فـي المـركـز الثانـي سهـم «الهلال الأخضر للتأمين» بنسبة 6,1% إلى 0,86 درهم من خلال تداول 1000سهم بقيمة 860 درهم.
وسجل سهم «الإسمنت الوطنية » أكبر انخفاض سعري بالحد الأقصى 10% إلى 4,50 درهم من خلال تداول 31,61 ألف سهم بقيمة 142,23 ألف درهم، تلاه سهم «المؤسسة الوطنية للسياحة» بنفس النسبة 10% إلى 6,12 درهم من خلال تداول 11,16 ألف سهم بقيمة 68,33 ألف درهم.
عدد اليوم
