الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبح «داعش» يلاحق الأفغان !

25 نوفمبر 2014 22:56
نفدت الذخيرة من 18 جنديا أفغانيا حاصرهم متمردو طالبان في موقع جبلي على مبعدة 50 ميلا جنوبي العاصمة كابول لم يكن أمامهم من باب خروج إلا الاستعانة بالأميركيين. وطلب الأفغان الدعم الأميركي فحلقت في السماء طائرات الأباتشي الهلكوبتر وطائرات إف-19 المقاتلة وطائرات من دون طيار. ولم تطلق القوات الأميركية طلقة واحدة لكن مجرد وجودها أجبر مقاتلي «طالبان» على الفرار وسمح للجيش الأفغاني بإرسال تعزيزات. وقائد القوات التي حوصرت قبل أسبوعين اعترف بأن القوات الأميركية أنقذت جنوده الذين «لولا الدعم الجوي للقوا حتفهم». والحادثة توضح السبب الذي جعل قادة الشرطة والجيش الأفغانيين في أكثر المناطق اضطرابا في البلاد يرحبون بالتقارير التي أشارت إلى اعتزام إدارة أوباما توسيع الدور العسكري الأميركي في البلاد العام المقبل. والقرار يسمح للقوات الأميركية بتنفيذ عمليات ضد قوات «طالبان» والجماعات المتمردة الأخرى. وسيواصل الجيش الأميركي تقديم الدعم الجوي لقوات الأمن الأفغانية إذا تعرضت لهجمات من متمردي «طالبان» أو غيرهم. وكانت الخطة الأصلية تركز على إبقاء 9800 جندي أميركي يقتصر دورهم على تدريب القوات الأفغانية وتقديم النصح لهم وتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب. ورغم أن الكثير من القادة الأفغان كانوا يريدون بشدة الدعم العسكري الأميركي، لكن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي قلص الضربات الأميركية الجوية والمداهمات المشتركة، ورفض التوقيع على اتفاق أمني ثنائي من شأنه إبقاء قوات أميركية بعد نهاية العام. لكن الرئيس الجديد أشرف عبد الغني عزز العلاقات مع واشنطن، ووقع على الاتفاق الأمني على الفور بعد توليه المنصب. وأقر قائد عسكري أفغاني بارز بأنه «عندما لا يكون لدينا الدعم الجوي الملائم، يستهدف العدو قواتنا بالمدفعية الثقيلة من الجبال ويدمر مواقعنا.. ومهما بلغت قوتنا فحصولنا على المساعدة من الأجانب يجعلنا أقوى ويشعرنا بالقدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو». وكثفت جماعة «طالبان» هجماتها في العاصمة، وفي عدد من الأقاليم خاصة في الشمال منذ تولي عبد الغني مهام منصبه قبل شهرين تقريبا. وذكر الجنرال «جون كامبل» قائد القوات الأميركية في أفغانستان الشهر الماضي أن حصيلة القتال هذا العام تراوحت بين سبعة وتسعة آلاف بين قتيل وجريج من الجنود الأفغان. وذكر مسؤول أفغاني بارز مقرب من الرئيس أن عبد الغني ومستشاره للأمن الوطني اتفقا على تعزيز الدور العسكري الأميركي ويرجع هذا في جانب منه إلى المخاوف من تزايد أعداد الضحايا. ويعتقد المسؤول أن مسؤولي إدارة أوباما والبنتاجون يخشون من أن تسلك أفغانستان نفس الطريق التي سار فيها العراق الذي انتزعت فيه قوات «داعش» السيطرة على مساحات كبيرة من البلاد من الجيش المهلهل بعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأميركية. ويرى مسؤول أفغاني أن ترك قوات الجيش والشرطة دون الدعم الملائم سينعكس سلبا على الأميركيين، الذين قدموا الدعم للحكومة الأفغانية لمدة 13 عاما. ومضى يقول «إننا نقود كل العمليات العسكرية لكن عدد الضحايا يتزايد مع الافتقار للدعم الجوي والعتاد الملائم». وأضاف المسؤول أن السبب الآخر لهذا التحول يرجع إلى قلق في واشنطن وكابول من احتمال أن «يتحول» المتشددون في المنطقة سواء كانوا من «طالبان» أو «القاعدة» أو الجماعات الأخرى بسهولة إلى حلفاء لـ«داعش». ورغم الحماس العلني الذي أظهرته قيادات الجيش الأفغاني لتعزيز الدور القتالي الأميركي، سعت حكومة عبد الغني للتقليل علنا من شأن التغير في الاستراتيجية. والمسؤولون يخشون أن يعتبرهم بني وطنهم أتباعا للولايات المتحدة، وهي الصورة التي من شبه المؤكد أن يستخدمها «طالبان» في دعايتهم. لكن نظيف الله سالار زاي المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية أكد هذا الأسبوع على أن التصدي لـ«طالبان» مسؤولية الأفغان. وفي رسالة بالبريد الالكتروني كتب سالار زاي «القوات الأفغانية مسؤولة عن أمن الشعب الأفغاني والدفاع عنه... نحن نعتمد على دعم ومساعدة شركائنا الدوليين في مكافحة الإرهاب الدولي وتدريب قواتنا الأمنية الوطنية». سودارسان راجافان * * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©