أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بريطانيا ستستضيف مؤتمراً دولياً العام المقبل حول مواجهة الاضطرابات في الصومال وحماية السفن من القرصنة في خليج عدن.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني الصومال أمس الأول، بأنها “دولة فاشلة تهدد مباشرة المصالح البريطانية”، مشيراً إلى هجمات تستهدف السائحين وعمال الإغاثة ودفع جماعات إسلامية متشددة لها جذور في المنطقة، شباناً بريطانيين إلى التشدد. وأعلن كاميرون الشهر الماضي أن السفن التجارية البريطانية التي تبحر قبالة ساحل الصومال، سيكون بها حراس مسلحون لصد هجمات القراصنة لتحذو بذلك حذو دول أخرى كثيرة.
وقال في كلمة ألقاها في مأدبة لتكريم رئيس بلدية لندن الجديد “قراصنة الصومال ليسوا محصنين.. هم رجال يتسمون بالعنف والفوضى يركبون قوارب صغيرة وحان الوقت للتصدي لهم بشكل سليم”.
وذكر كاميرون في الكلمة في سياق يمثل عادة مناسبة لتحديد أولويات السياسة الخارجية، “لكن هناك حاجة حقيقية وملحة لحشد الجهود الدولية.. لهذا ستستضيف بريطانيا مؤتمراً كبيراً في لندن العام المقبل”.
وأضاف كاميرون أن المؤتمر الذي سيتناول الصومال سوف “يركز على حماية السفن التجارية التي تمر عبر خليج عدن ومواجهة القراصنة والضغط على المتطرفين ودعم الدول في المنطقة وعلاج أسباب الصراع والاضطرابات في الصومال”. ولم يعلن عن موعد محدد للمؤتمر.
من جانب آخر، رأى محللون سياسيون، أن نوايا كينيا في إقامة “منطقة عازلة” حدودية بجنوب الصومال تسمى “أزانيا” تعززت من خلال توغلها السعكري منذ الشهر الماضي محذرين من مغامرة سياسية بالغة المخاطر. وبينما أعلنت نيروبي أنها أرسلت جنودها ودبابات للأراضي الصومالية لملاحقة مسلحي حركة “الشباب” المرتبطة بـ”القاعدة”، يعتقد المحللون أن نواياها الحقيقية ترمي لإقامة إدارة في إقليم يدين لها بالولاء.
وقال جي بيتر فام من مركز “ اتلانتيك كاونسيل” البحثي إن الحكومة الكينية تريد منطقة عازلة بين أراضيها وما يجري من فوضي في الصومال عامة وتشدد حركة “الشباب” بصفة خاصة.
وأضاف أن إيجاد وضع مستقر نسبياً على المنطقة الحدودية بين البلدين من شأنه أن يوفر لكينيا مبرراً قوياً لإعادة الأعداد الضخمة من اللاجئين الصوماليين بما في ذلك معسكر داداب الذي يعد الأكبر لجهة قاطنيه من اللاجئين في العام.
من جهة أخرى، أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، تفشي بؤر لوباء الكوليرا في معسكر داداب بكينيا الذي يسكنه نحو 500 ألف لاجئ من الصومال.
وذكرت المفوضية أن تدهور الوضع الأمني بداداب عقب خطف موظفي إغاثة دوليين، يعوق توصيل المساعدات الإنسانية والطبية رغم نشر السلطات الكينية 100 شرطي إضافي بالمعسكر الشهر الماضي. وأوضحت متحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي بجنيف أمس، تسجيل 60 حالة إصابة بالكوليرا بينها 10 حالات مؤكدة مختبرياً، إضافة لوفاة أحد اللاجئين بالمعسكر. ميدانياً، أصيب أمس 6 أشخاص بانفجار عبوة مزروعة، بجانب أحد الطرقات جنوب العاصمة مقديشو، وكانت تستهدف مسؤولاً رفيعاً في الشرطة، وذلك بعد ساعات من شن مسلحين لحركة “الشباب” هجوماً على المدينة. ونجا محمد عبد الرحمن قاسم نائب رئيس شرطة مقديشو من الهجوم الذي استهدف سيارته بالمنطقة.
وقال اندريه ماهيسيتش المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في إفادة صحفية أمس، إن من المعتقد أن التفشي بدأ بين اللاجئين الذين وصلوا حديثاً من الصومال حيث يتوطن المرض مضيفاً أنه يحتمل أن يكونوا قد أصيبوا بالعدوى في الطريق من خلال شرب مياه غير آمنة من مناطق تعرضت لأمطار غزيرة.
وذكر ماهيسيتش أن مفوضية شؤون اللاجئين ووكالات إغاثة أخرى تقيم مراكز لعلاج الكوليرا في المخيم للحالات الشديدة وتعمل على نشر العادات الصحية الآمنة. ويمكن التغلب على معظم الحالات باستخدام محاليل معالجة الجفاف التي تعطى عن طريق الفم.
وقال ماهيسيتش “نحن نتحدث عن وضع مضطرب جداً على طول الحدود مع عدم تحسن الوضع في الصومال”. وخفضت مفوضية شؤون اللاجئين بالفعل عملياتها بحيث باتت تقتصر على الخدمات الأساسية وهي توزيع الطعام والمياه والرعاية الصحية وعلقت خدمات التعليم وغيرها من الأنشطة.
وفي تطور آخر، بدأت أمس أمام محكمة الجنايات في باريس، أول محاكمة لقراصنة صوماليين في فرنسا، بمثول 6 متهمين باحتجاز رهينتين فرنسيين في سبتمبر 2008 على متن المركب الشراعي “كاري داس” بخليج عدن.
ووافقت المحكمة على حضور محامين للمتهمين في بداية الجلسة لكن المحاكمة ستجرى في جلسات مغلقة.
ويلاحق المتهمون الذين تتراوح أعمارهم اليوم بين 21 و35 سنة ويقول معظمهم إنهم صيادو سمك، بالخطف واحتجاز رهائن في عصابة منظمة وبقوة السلاح، وهو ما يعاقب عليه القانون بالسجن مدى الحياة.
عدد اليوم
