دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السودان وجنوب السودان إلى عدم استخدام القوة لمعالجة الخلافات بينهما، وألقى باللائمة على الخرطوم للقصف الذي وقع الأسبوع الماضي في معسكر وأوقع 12 قتيلا بجنوب السودان. وأعلن المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أن “الأمين العام يدين القصف الذي قامت به في 10 نوفمبر القوات المسلحة السودانية بمنطقة ييدا” على طول حدود جنوب السودان مع السودان.
داخلياً، أكد فاروق أبو عيسى أحد زعماء المعارضة السودانية أمس الأول، أن بلاده قد تشهد “الثورة العربية” التالية بسبب اشتداد مشاعر الغضب والاستياء من الأزمة الاقتصادية، وأن القمع الحكومي أسوأ مما كان عليه الحال في مصر قبل إطاحة حسني مبارك، في حين قال رئيس “الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال” مالك عقار إن “الجبهة الثورية” لإسقاط النظام السوداني التي أعلن عن تشكيلها بين 3 فصائل متمردة مؤخراً، لن تكون محصورة في الحركات الثلاث وإنها ستشمل المعارضة السودانية بأكملها.
وقال أبو عيسى رئيس رئيس الهيئة العامة لـ”تحالف قوى الإجماع الوطني” التي ينضوي تحت لوائها أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان، “النظام مصيره الفشل.. واتفقنا نحن المعارضة على أنه لا سبيل إلى إصلاحه”. وشهد السودان سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في العاصمة الخرطوم وشرق البلاد احتجاجاً على الزيادات الحادة في أسعار الغذاء، ولكن سرعان ما تم قمعها بالقوة. ويكافح الرئيس عمر البشير أزمات اقتصادية طاحنة منذ استأثر جنوب السودان بمعظم إنتاج النفط بعد الانفصال. وتفاقمت الأزمات بسبب المعارك مع المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين، إضافة إلى منطقة دارفور المضطربة.
واحتجز أبو عيسى لفترة قصيرة الشهر الماضي بعد ما قال مسؤولون، إنه حاوله تنظيم احتجاجات بمساعدة جهة أجنبية وهو اتهام ينفيه. وقال أبو عيسى في مقابلة، إن الحزب الحاكم يقول إن السودان لا يتأثر بالربيع العربي. وأضاف “كيف يمكن أن يكون السودان استثناء؟ السودان مرشح أقوى مما كان عليه الحال في مصر وتونس”. وأضاف أن حجم الفساد أكبر كثيراً مما كان في بلدان شهدت ثورة. وأضاف “فيما يتعلق بالقمع وغياب الاحترام لحقوق الإنسان والقيود على الحقوق السياسية الأخرى، فإن الوضع في السودان أسوأ.. هنا يتبع القضاة الحزب الحاكم 100%”. ويعتزم تحالف المعارضة الذي يضم الزعيم الإسلامي حسن الترابي، عقد مؤتمر لوضع برنامج حكم بديل ودستور.
من جانبه، أبلغ عقار حاكم النيل الأزرق الذي أقيل، قناة “الجزيرة” بقوله إن التحالف العسكري السياسي الجديد المناوئ للنظام، ستتعامل مع نظام الخرطوم عبر منهجين هما الحرب التقليدية وحرب العصابات المنظمة. وطالب بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين في المناطق التي تتعرض للقصف من قبل الطيران السوداني واللاجئين في دولتي جنوب السودان وإثيوبيا. وكانت أربع حركات سودانية متمردة أعلنت تشكيل تحالف باسم “الجبهة الثورية السودانية”، وذلك لإسقاط نظام البشير. ويضم التحالف الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال”، وثلاثاً من حركات دارفور المسلحة.
عدد اليوم
