الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بشير الخضرا: الجائزة شرف لكل المبدعين العرب

29 مارس 2007 02:22
حوار - خورشيد حرفوش: النجاح ·· كم هو جميل! والأجمل ·· أن تتاح فرصة رصد الفرحة الكبيرة، والسعادة الغامرة أمام حدث له قيمته، ولاسيما إن كان ثمرة عمل إبداعي خلاق· حظي صاحب ''الفرح'' الدكتور بشير محمد الخضرا ''من الأردن الشقيق'' بأن يكون أول من أبلغتهم ''الاتحاد'' بالظفر بجائزة ''الشيخ زايد'' للكتاب في الدورة الأولى ،200 فور إعلان أسماء الفائزين في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمجمع الثقافي ظهر أمس بدقائق معدودة عن فرع ''التنمية وبناء الدولة'' باسهامه الموسوم ''النمط النبوي الخليفي في القيادة السياسية العربية والديمقراطية''، والذي منح بموجبه درجة الدكتوراه في فلسفة الإدارة العامة من جامعة نيويورك عام ·1972 بادرنا بالاتصال بالدكتور الخضرا، وقطعنا على صاحب الفرحة تأهبه لتناول طعام الغذاء، فعاد من طريقه ليستقبلنا في مكتبه الكائن بمدرسة النهضة الوطنية في أبوظبي لنسجل ونعيش معه لحظات الفرحة، ويستقبلنا بابتسامة واثقة مشرقة، ويقول: تفاءلت باتصال ''الاتحاد''، ومما لا شك فيه أن فرحتي كبيرة بأن أحظى بهذا التقدير وأن أفوز بجائزة تحمل اسما كبيرا وقيمة كبيرة، وعلامة بارزة في التاريخ العربي والإسلامي، ويحتل موقعاً متميزاً من الاعتزاز والحب في قلب كل مواطن عربي، فاسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ''رحمه الله''، شرف لكل عربي، وشرف لكل المبدعين العرب أن يحملوا اسمه· كان وسيبقى ''رحمه الله'' رمزاً للعطاء والخير، ومما لا شك فيه أن الجائزة باسمها الكبير ستكون حافزاً قوياً ومؤثراً لكل المبدعين، وستملأ الجائزة ما كان شاغراً، وما كانت الساحة تفتقر إليه من اهتمام، وسيدرك أي مجتهد أو باحث أو مبدع أن هناك جهة ستقدر إبداعه لا محالة، كما أنها ستسد فراغاً هائلاً، وحاجة ملحة تتمثل في عملية التمويل حيث يعاني المثقف والباحث العربي من هذا النقص الكبير، ويصبح أمامه أمل، وأن عليه أن يضحي من أجله· نظرية عن القيادة أما عن الاسهام الفائز وهو كتاب ''النمط النبوي الخليفي في القيادة السياسية العربية والديمقراطية''، فقد أوجز الدكتور بشير الخضرا أطروحته بالقول: ''النمط النبوي الخليفي في القيادة السياسية العربية والديمقراطية كان رسالتي لنيل درجة الدكتوراه، ولكنني أجريت عليها كثير من التعديلات والاضافات حتى خرجت بهذه الصورة، وأقصد بالنمط النبوي الخليفي هنا، نظرية من تصوري الخاص، أنا تصورتها ووضعتها مجردة، وجردت فيها أنماط القيادة العربية القديمة والحديثة، وأظهرت فيها أن تراثنا العربي السياسي، وما به من نظريات إسلامية أو فقهية ونظريات الخلافة، والإمامة، واجتهادات علماء الاجتماع العديدة كابن خلدون، تصب في نمط واحد، هو النمط الذي أسميته ''النمط النبوي الخليفي'' حيث لا يزال نمطاً فاعلاً في حركية القيادة في العالم العربي، وما تحتويه من منافسات القادة، ومن حولهم، والمحيطين بهم، وعلاقات القادة بالاتباع، وآلية القيادة، وطرق حل النزاع المتصل بالاختلاف على السلطة، والنزاع عليها، ووجدت أن النمط القديم لايزال موجوداً لم يتغير· فالنظرية التي أسوقها تعد أول نظرية يضعها عربي تساعد في فهم المجتمع العربي، ولأن الدراسات الموجودة حول مجتمعنا العربي، وحول النظم السياسية والقيادة السياسية في مجملها نظريات غربية أو أنها تعتمد على نظريات غربية لم يعش أصحابها في المجتمع العربي، ولا يمثلون ثقافاته ولا تراثه ولا موروثه الحضاري والتاريخي، ومن ثم فإن هذه النظرية التي بين أيدينا تكمن أهميتها في أن صاحبها عربي، قادر على فهم المجتمع وقادر على أن يربط بين تراث أمته الزاخر وبين حاضره· الشخصية الملهمة يلخص الدكتور الخضرا نظريته في أربعة عناصر رئيسية، الأولى تكمن في أن الإنسان العربي يأخذ من مجتمعه صفتين رئيسيتين أطلقت على الأولى ''الذاتية'' أو''الشخصانية''، والثانية هي صفة الفردية، فالشخصانية تتعلق باعتبار أن الفرد نفسه مصدر الحقيقة بغض النظر عن باقي الحقائق الموضوعية، أما الفردية، فهي عبارة عن علاقة الفرد بالجماعة، واتخاذ القرارات بشكل فردي، لكنهما وجهان لعملة واحدة ووجودهما في ديناميكية القيادة وحركتيها يؤديان إلى عامل أو عنصر ثالث هو ''اللامؤسسية'' ونعرفها بأنها: ''عدم وجود طرق معينة لحل مشاكل القيادة، أو وجود هذه الطرق ولكن لا يلتزم بها، وإذا وجد النظام لا نلتزم به، أما العنصر الرابع، فيتمثل في ''أهمية الرجل العظيم، أو الملهم، وصاحب ''الكاريزما''، ونحن كعرب لدينا استعداد كبير للبحث عن هذا الملهم أو هذا الرجل العظيم واللحاق به، وتسليمه أمرنا دون سؤال أو جواب··· ومن ثم فإنه يكون المحصلة النهائية للجوانب الثلاثة الأولى، ونلغي كل برامجنا وخططنا، ونلغي كل شيء أمام هذه الشخصية المهلمة· ويضيف الخضرا: لكن التاريخ لا يبعث دائماً برجال عظام، ووددت أن أوجز أن الرجل العظيم يمكن أن نضعه بين حالتين، رجل عظيم أو رجل غير عظيم، أسميتها كتجريد فكري ''النمط النبوي'' وإن كان شخصاً عادياً فإنه يندرج تحت مسمى ''النمط الخليفي''، وعندما يتوفر النمط الأول يكون هناك التماسك والتناسق والنجاح والانطلاق نحو الهدف، أما في حالة الثاني، فنجد الاختلافات والصراعات والنزاعات، والانحراف عن الهدف، والتركيز ينصب حول الصراع على السلطة· رسالة ويوجز الدكتور الخضرا رسالته في أن هذا النمط يبعدنا عن الديموقراطية في الوقت الذي نحن في أشد الحاجة إليه في كل تفاصيل حياتنا اليومية، ومعالجة الفردية والذاتية تحتاج المزيد من عمليات التدريب على العمل الجماعي، والعمل النسبي، وقبول الاختلاف، وقبول الرأي الآخر واحترامه، وأن الأمور العامة لا يوجد بها حقائق مطلقة، وقد توصلت إلى أن الإنسان العربي حتى من ينطوي تحت فئة ''النخبة'' بعيد تماماً عن الفكر الديمقراطي، والممارسة الديمقراطية على مستوى العمل والسياسي ، حتى في المدارس والجامعات وكل التجمعات الإنسانية، فنحن في حاجة إلى عمل جماعي ناضج وديمقراطي، وأن تكون له الأولوية في كل مقدرات حياتنا اليومية دون الاعتماد على فرد واحد، وفكر واحد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©