الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون إلى حسن تربية الأبناء وبر الوالدين

21 مارس 2009 02:50
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس الآباء والأمهات إلى حسن تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة وبر الوالدين كواجب ''يجنون ثماره في الدنيا والآخرة، وينفعهم وينفع آباءهم وأمهاتهم ومجتمعهم، وينشئ جيلا بارا رحيما منتجا بناء ومبدعا''· وشدد الخطباء على ضرورة وأهمية مراعاة الأبناء حقوق الوالدين والإهتمام بهم وعدم معاملتهم بجفاء وتجاهل أو إهمال أو إلحاقهم في مراكز العجزة، أو عدم التواصل معهم أو زيارتهم، لأنهم أحوج لرعاية أبنائهم من غيرهم ''فكم قدموا لهم في الصغر وبذلوا من أجلهم كل نفيس، والله تعالى يقول ''هل جزاء الإحسان إلا الإحسان''· وفي سياق آخر، دعا الخطباء عقب صلاة الجمعة الشباب المقبلين على الزواج إلى التواصل مع صندوق الزواج للإستفادة من خدماته التي تعود بالخير والنفع على المجتمع، في إطار الحملة التي أطلقها الصندوق للتعريف بخدماته تحت شعار ''في خدمتكم يا شباب'' خلال الفترة الممتدة من 17 ولغاية 26 مارس الجاري· وقال الخطباء إن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ''يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج''، منوهين بحرص صندوق الزواج على نشر التوعية والثقافة الأسرية والاجتماعية للشباب المقبلين على الزواج، بهدف بناء أسرة متماسكة مستقرة تحرص على قيم المجتمع الأصيلة· وحث أئمة المساجد في الخطبة الموحدة المسلمين على أن يكونوا من البارين بآبائهم وأمهاتهم ليبرهم أبناؤهم وبناتهم ويفوزوا ويغنموا في الدنيا والآخرة، تطبيقاً لأمر الله تعالى الذي أمر بطاعة الوالدين وجعل في رضاهما سعادة الدارين، كما قرن الإحسان بالوالدين بطاعته، وجعله سبيلا موصلا إلى رضوانه وجنته· وقد قال الله تعالى ''ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا''· وقال جلَّ وعلا ''وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا''· وقال سبحانه وتعالى ''يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا''· وأوضح الخطباء أن المتدبر لهذه الآيات، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم ''رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد''، يعلم أن الله عز وجل جمع بين عبادته وحده وبين الأمر بالإحسان إلى الوالدين، مؤكدين أن في هذا دلالة واضحة على عظيم حق الوالدين وفضل برّهما وخفض جناح الذل لهما· ولفتوا إلى أن الله تعالى أمر الأبناء ببذل المزيد من العناية والرعاية للوالدين عند الكبر والضعف والعجز، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه· قيل: من يا رسول الله؟· قال ''من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة''· وتابع الخطباء إن الحق سبحانه وتعالى ذكر لنا في كتابه الكريم نماذج بشرية كانت قمما عالية شماء في البر للوالدين، ليكونوا لنا أسوة حسنة تحرك في نفوسنا جوانب الخير، وتستنهض هممنا، وتدفعنا إلى الإحسان والبر بآبائنا وأمهاتنا، فهذا نوح عليه السلام يذكره الله نموذجا في الدعاء والاستغفار لوالديه قال ''رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات''· وأشاروا إلى أبي الأنبياء وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام الذي خاطب أباه بلطف شفاف، وإشفاق بالغ، وأدب جم، رغبة في هدايته ونجاته، كما أخبر الله عنه بقوله تعالى ''قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا''· وأشاروا إلى سيدنا إبراهيم الذي أكرمه الله تعالى جزاء بره بوالديه بابنه إسماعيل البار بوالديه، والذي ضرب أروع أمثلة البر في تاريخ البشرية عندما أخبره أبوه بما أمره الله تعالى في حق ابنه، قال تعالى ''فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين''· وأكد الخطباء أن حق الوالدين على الأبناء من أشد الحقوق، وإن القيام به على وجهه كما شرعه الله تعالى وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطلب إيمانا قويا وجهدا كبيرا وصبرا عظيما و''إنه مهما قدمنا لهما فلن نوفيهما حقهما· يقول صلى الله عليه وسلم ''لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه''· واعتبر الخطباء أن الثواب العظيم والفضل الكبير والجزاء الحسن والثمرات الجليلة في بر الوالدين تعين على ذلك ''ويكفي البار بوالديه أن الله تعالى يرضى عنه ويوفقه ويبارك له في رزقه وعمره وأهل بيته ويدخله الجنة· قال صلى الله عليه وسلم ''من أحب أن يمد له في عمره، ويزاد له في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه''· ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ''الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ على والديك أو اترك''· وأضاف الخطباء أن من الأمور التي تعين على البر النظر في عواقب العقوق، وما يجلبه من هم وغم، وحسرة وندامة، وآثار وخيمة على الفرد والمجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات''· وختم الخطباء بالقول: اعلموا أن حق الأم عظيم ولها من البر الكثير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه يوصيه بأمه ''إلزمها فإن الجنة تحت رجليها''· وعن الحسن قال: للأم ثلثا البر، وللأب الثلث· وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا يطوف بالبيت حاملا أمه، وهو يقول لها: أتريني جزيتك يا أمه؟ فقال ابن عمر: لا والله ولا طلقة واحدة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©