الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعر صوفي وغناء في معرض الكتاب

شعر صوفي وغناء في معرض الكتاب
13 نوفمبر 2013 00:11
جهاد هديب (الشارقة) - أقامت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب في قاعة المؤتمرات بأرض المعارض «إكسبو الشارقة» حفلا غنائيا خاصا للمغنية والناقدة الموسيقية سحر طه اللبنانية من أصول عراقية، وذلك في إطار برنامج الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض في دورته الثانية والثلاثين. حمل الحفل العنوان: «صوفيات نسائية» قدمت خلاله الفنانة سحر طه العديد من القصائد الصوفية التي تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ الشعر الصوفي العربي بدءا من القرن الثاني الهجري عندما غنت: قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي لم أقضِ فيهِ أسى، ومِثلي مَن يَفي ما لي سِوى روحي ، وباذِلُ نفسِهِ، في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ فَلَئنْ رَضيتَ بها ، فقد أسْعَفْتَني؛ يا خيبة المسعى إذا لمْ تسعفِ يا مانِعي طيبَ المَنامِ ، ومانحي ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ عَطفاً على رمَقي ، وما أبْقَيْتَ لي منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ» رائعة المتصوف العربي الكبير ابن الفارض، وهي التي قدمها غير مغنٍ وقام بتلحينها أكثر من مؤلف موسيقي عربي، لكن سحر طه قد قدمتها بإحساس مختلف غناء وعزفا على نحو يشعر به المرء أكثر مما يدركه تماما. ربما ذلك الاختلاف من شيء ما يذكر بمطالع الأغنيات الأندلسية، غير أن الملحن هنا، وهي المغنية ذاتها والعازفة التي رافقت أصابعها وأحاسيسها الصوت، قد منحتها مسحة من الحزن جعلت من الأغنية مميزة. وموسيقياً، فإن الاختيارات تشير إلى قدرات العازف، أولاً والمغني ثانياً لكن سحر طه هنا لم تكتف بأن تجعل الموسيقى معادلاً موضوعياً للشعر والصوت بل أيضاً إحساساً مموسقاً بالكلام الشعري، خاصة في تلك الأغنيات الحديثة التي يغلب طابع التأويل فيها على القول الشعري مثل تلك التي مطلعها: «أعزف على الورد والورد جارح». كانت المرأة تحتضن العود كما تحتضن أم وليدها، بلباسها الذي بدا غريبا بعض الشيء وكأنه تصميم خاص تقدم به حفلاتها، لكنه أيضا كان جزءاً من الحفل الموسيقي أو الحضور الفني للأمسية. لقد غنّت المرأة فمنحت المكان فضاءه الآخر، الحميمي الذي يجعل الشعر والغناء قريبين من الوجدان الفردي لمن يراها، وأتاحت لمن يسمعها لأول مرة أن يصعب عليه نسيان الصوت الذي كان يتدفق أنوثة وحيوية وكذلك صورة صاحبته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©