الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهرجانات أولاً..

المهرجانات أولاً..
16 نوفمبر 2011 23:00
يجمع النقاد والسينمائيون في المغرب أن السينما المغربية تعيش أزهى أوقاتها،‏ بعد أن ارتفع انتاج الأفلام، وتعددت المهرجانات السينمائية وظهرت وجوه جديدة حصلت على جوائز مهمة في مهرجانات عالمية، إضافة الى توافد مشاهير الفن السابع لتصوير أعمالهم بالمغرب أو للمشاركة في المهرجانات السينمائية، وهو ما يعد إنجازاً كبيراً عجزت عن تحقيقه الكثير من الدول العربية، ورغم الطفرة التي تعيشها السينما المغربية بفضل هذه العوامل إلا أن استمرار إغلاق قاعات العرض وضعف التوزيع الخارجي وسيطرة الافلام الفرنكفونية على السينما المغربية استنزف جهود المسؤولين عن المشهد السينمائي من أجل الإقلاع بالسينما المغربية نحو آفاق أوسع. ووسط تفاؤل مهنيي الفن السابع بمستقبل السينما المغربية وقدرتها على استقطاب المنتجين، وجلب المشاهدين، وتحقيق مداخيل محترمة، لمواجهة اغلاق دور السينما، خصوصاً في ظل وفرة الإنتاج، وبروز جيل من المخرجين الشباب، يطالب النقاد بإنتاج أفلام تعالج هموم المغاربة، وتعكس الواقع الحقيقي دون تأثر بالسينما الفرنسية والبحث عن الإثارة والمواضيع الشائكة. وفرة الإنتاج استفادت السينما المغربية من التمويل الذي يقدمه صندوق الدعم السينمائي الحكومي، ما انعكس إيجاباً على حيوية الإنتاج السينمائي فارتفع عدد الأفلام المنتجة سنوياً الى 18 فيلماً طويلاً مع تسجيل رقم قياسي في إنتاج الأفلام القصيرة التي تجاوز عددها مئة فيلم قصير. ويرجع النقاد السبب الرئيسي للطفرة النوعية التي حققتها السينما المغربية في السنوات الخمس الأخيرة إلى المركز السينمائي المغربي الذي انتهج سياسة تشجيع الإنتاج السينمائي والرفع من معدل النمو، لكن من دون أن تفرض شروط جودة صارمة على نوعية الفيلم، ما جعل الإنتاج في هذا المجال يتكاثر كماً على حساب النوع. ومن بين التدابير التشجيعية التي يتخذها المركز السينمائي لتطوير وتنمية الإنتاج السينمائي منح تسبيق على المداخيل المحصلة قبل الإنتاج وبعده والمساهمة المالية في كتابة وإعادة كتابة السيناريو وتخصيص منحة للأفلام ذات الجودة، وعقد ثلاث دورات سنوياً للجنة الدعم بدل دورتين. وشكل إحداث صندوق دعم الإنتاج السينمائي خطوة مهمة أسهمت في انتقال المغرب خلال فترة قصيرة من بلد ينتج فيلمين أو ثلاثة في السنة إلى بلد يشكل الإنتاج السينمائي نشاطاً فنياً أساسياً لديه، مما أسهم في بروز جيل جديد يواصل رحلة التعبير بالصوت والصورة وتعويض غياب الرواد، كما أسهمت تنمية الإنتاج السينمائي في رجوع الجمهور الى دور العرض والحد نسبياً من التراجع المخيف لعدد القاعات السينمائية، ما سمح للمنتجين بتحقيق هامش ربح كبير. ويحاول حالياً المسؤولون عن قطاع الدعم إخراج قانون جديد يسمح للسينمائيين بالاستفادة من قروض مصرفية من أجل إنتاج أفلامهم. دور المهرجانات انتشار المهرجانات السينمائية بالمغرب عامل آخر لا يقل أهمية عن الدعم، فهذه التظاهرات تعرض كل ما أنتج في المغرب من أفلام وتتيح للمهنيين إلقاء نظرة شاملة على هذا الإنتاج، والتعرف إلى المواضيع التي شغلت اهتمام السينمائيين وإقامة الترابط بين واكتشاف المواهب السينمائية ومنح فرصة الاحتكاك بالممثلين والتقنيين والسينمائيين الآتين من شتى أنحاء العالم للمشاركة في المهرجانات. وأسهم تعدد وتنوع المهرجانات السينمائية في تشجيع ودعم السينما، وشكل عنصراً إيجابياً ميز مشهد الفن السابع بالمغرب، وساعد على خروج مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة التي تعبر عن تيارات ومدارس متنوعة الى الوجود. ويعترف الكثير من السينمائيين المغاربة بدور المهرجانات في الحركية التي عاشتها السينما المغربية في السنوات الخمس الأخيرة، ويعتبرون أن تناسل المهرجانات وتنوعها بمعدل مهرجان كل شهر يعد مظهراً إيجابياً يعكس دينامية سينمائية تميز ساحة الفن السابع بالمغرب. ويفوق عدد المهرجانات الدولية في المغرب نظيره في أي دولة عربية وافريقية، فمدينة طنجة لوحدها تستضيف ثلاثة مهرجانات هي الفيلم القصير المغربي، والقصير المتوسطي، ومهرجان السينما المغربية، وفي مراكش هناك مهرجان عالمي يحضر ثلة من نجوم الفن السابع، بينما تحتضن تطوان مهرجان سينما البحر المتوسط، وفي سلا هناك مهرجان فيلم المرأة، وفي الرباط مهرجان سينما المؤلف، بينما تحتضن خريبكة مهرجان الفيلم الافريقي، بينما تنظم فاس مهرجان أفلام المرأة، وتنظم أصيلة مهرجان الأفلام الأوروبية، والناضور مهرجان السينما العالمية، الى غير ذلك من المهرجانات والفعاليات السينمائية كمهرجان مارتيل ومكناس وزاكورة. أفلام ناجحة دفع هذا الكم الكبير من المهرجانات دفة الحركة السينمائية، وتضاعف عدد الأفلام المغربية الطويلة والقصيرة خلال السنوات الخمس الماضية، فظهرت أفلام ميزة وأخرى حققت نجاحات جماهيرية استثنائية مثل “يا لهذا العالم العجيب” لفوزي بن سعيدي و”في انتظار بازوليني” لداود أولاد السيد و”كازانيكرا” لنور الدين لخماري، و”حجاب الحب” لعزيز السالمي، و”كل ما تريده لولا” لنبيل عيوش و”أولاد البلاد” لمحمد إسماعيل و”نامبر وان” لزكية الطاهري، و”قصة حب” لحكيم نوري و”امرأتان على الطريق” لفريدة بورقية و”الراقد” لياسمين قصاري و”سميرة في الضيعة” للطيف لحلو. واذا كانت العوامل السابقة ساعدت في رفع وتيرة إنتاج الأفلام وتحقيق الإقبال المتزايد للشباب المغربي على الفن السابع، فإن السينما المغربية لاتزال تعاني من بعض العوائق التي تشغل بال السينمائيين مثل ضعف التوزيع في السوق الداخلي، وعدم تسويق الأفلام المغربية في الخارج إضافة الى القرصنة وتراجع عدد القاعات السينمائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©