الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تنفي مسؤوليتها عن إفشال المحادثات النووية

إيران تنفي مسؤوليتها عن إفشال المحادثات النووية
13 نوفمبر 2013 08:56
أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - نفت طهران أمس اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي حمل إيران مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق أثناء المفاوضات النووية في جنيف، وألمحت إلى خلاف داخل مجموعة (5+1)، مؤكدة أن تفقد مفاعل أراك من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يتم قبل 11 ديسمبر المقبل وجولة المباحثات الجديدة بين إيران والوكالة على مستوى الخبراء. كما رفضت روسيا بدورها اتهامات كيري، مؤكدة أن طهران غير مسؤولة عن عدم التوصل إلى اتفاق. فيما أعلن كيري أن الدول الكبرى كانت قريبة للغاية من اتفاق نووي مع إيران في محادثات جنيف الأخيرة، وأرجأ المشرعون الأميركيون اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات صارمة جديدة على إيران إلى ما بعد الاستماع لإفادة كيري أمام المجلس هذا الأسبوع. وكان كيري صرح أمس الأول أن إيران مسؤولة عن غياب الاتفاق بعد ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني. ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر ملمحا إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “السيد وزير الخارجية، هل هي إيران من غير نصف النص الأميركي الخميس وأدلى بتصريحات متناقضة صباح الجمعة?”. وقلل ظريف من أهمية تصريحات كيري، وقال “إذا أردنا أن نكون عادلين فإن تلك التصريحات أحيانا تهدف إلى معالجة مخاوف ما أو مخاوف الدولة المضيفة”. وأكد أن إيران ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق، مضيفا أنه لن يتراجع عن “الخطوط الحمر” التي وضعتها بلاده وهي حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها والإبقاء على برنامجها النووي خصوصا مفاعل أراك الذي سيحل يوما مكان مفاعل طهران لإنتاج النظائر المشعة لمرضى السرطان. لكن فرنسا تحديدا طالبت بوقف الأشغال لبناء مفاعل أراك الذي يفترض أن يبدأ تشغيله في غضون سنة وقد ينتج أيضا البلوتونيوم الممكن استخدامه في صنع القنبلة الذرية. وحرص ظريف أيضا على طمأنة الدول العربية في المنطقة القلقة من بداية الانفراج بين واشنطن وطهران. وقال إن “هذه المفاوضات تتناول المسألة النووية الإيرانية وليس العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، لا أعرف لماذا قلقت بعض الدول المجاورة في الخليج فجأة”. وأضاف “عليهم أن يكونوا راضين لسعي إيران إلى تسوية المشاكل الإقليمية”. وتابع “أن النظام الصهيوني هو ضد المفاوضات لأن مصالحه ووجوده مرتبطان بخلق التوترات في المنطقة”، ملمحا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض أي اتفاق مع إيران. من جهته نسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قوله إنه قد تتم زيارة أراك قبل 11 ديسمبر. وأضاف أنه لا توجد مشكلة مع الوكالة الذرية حول سرعة العمل، لكنه يتعين إبلاغنا بالمعلومات الدقيقة لكي نقوم بإزالة الغموض. وحول محادثات رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي مع المدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو أمس الأول في طهران، قال إنه بعد الاتفاق على البيان المشترك، تمت الاستفادة من فرصة حضور الخبراء للبحث كيفية تنفيذ هذا البيان. وأضاف أنه تم التوصل إلى تفاهم واتفاق ثنائي حول كل جزء من البيان. وحول ملحق البيان المشترك الذي وقع أمس بين إيران والوكالة، قال إن الهدف هو إزالة الغموض حول نشاطات إيران النووية السلمية في أقل من عام لإقناع الوكالة، وحل القضايا المتبقية. وفي الشأن نفسه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حوار خاص مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس “كنا قريبين جدا، للغاية من اتفاق”. وأعرب عن اعتقاده بأن “ما يفرقنا أربع أو خمس صياغات مختلفة لمفاهيم معينة”، مستبعدا أن يحول ذلك دون التوصل إلى اتفاق. واعتبر أن حل الخلافات بين بلاده وإيران سيستغرق وقتا، غير أنه أشار إلى أن البلدين تحدثا في غضون 30 ساعة من اجتماعات جنيف الأخيرة، أكثر من حديثهما خلال الأعوام الـ30 الماضية. وشدد كيري على ضرورة أن يتيقن العالم من أن إيران لا تسعى لتطوير سلاح نووي، وأن المفاوضات حول التخصيب لا تزال مستمرة. واتهم طهران بالانسحاب من اتفاقية محتملة في اليوم الأخير من المحادثات، وأوضح “كنا متفقين السبت على مقترح وضع أمام الإيرانيين، غير أنهم شعروا بأن عليهم التراجع عنه”. وقال إن “أملنا للمستقبل القريب هو بطبيعة الحال أن يعم السلم والاستقرار منطقة الشرق الأوسط”، مؤكدا على أن العمل على حل الخلافات الصعبة للغاية سيتطلب وقتا. بدورها رفضت موسكو أمس تحميل واشنطن لطهران مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق في مفاوضات جنيف بين إيران والسداسية الدولية ، وقالت أن تصريحات الجانب الأميركي بهذا الشأن تشوه الواقع. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أمس عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله إن الإيرانيين ليسوا مسؤولين عن هذا الفشل. وأضاف أن إيران وافقت على مشروع الاتفاق، لكن الأطراف المشاركة في المفاوضات النووية لم تتمكن من الاتفاق عليه في النهاية، لأن ذلك تطلب اتخاذ القرار بالإجماع. وكان مساعدون في مجلس الشيوخ الأميركي قالوا أمس الأول إن المشرعين الأميركيين لن يتخذوا قرارا بشأن فرض عقوبات صارمة جديدة على إيران إلا بعد الاستماع لإفادة كيري أمام المجلس هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يقود كيري أحدث جهود حكومة أوباما لمنع فرض مزيد من العقوبات على إيران، مع أنها تواجه مشاعر قلق متزايدة في الكونجرس ومن جماعات موالية لإسرائيل، خشية أن تقدم الولايات المتحدة تنازلات كبيرة في المفاوضات مع طهران. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين بعد عودة كيري من جولة شملت توقفا في جنيف لحضور المحادثات مع إيران، إن كيري سيطلع اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأميركي اليوم الأربعاء على ما آلت إليه المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي. وقال مساعد في اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ إن السناتور تيم جونسون رئيس اللجنة لن يتخذ أي قرار بشأن الخطوات التي سيمضي فيها المجلس، إلا بعد ذلك الاجتماع المغلق. غير أن عددا من أبرز المشرعين يطالبون بالفعل بتشديد العقوبات في أعقاب أحدث جولة من المفاوضات على الرغم من إصرار البيت الأبيض على أن مثل هذه الخطوات ستضر بالجهود الدبلوماسية. وقال مصدر في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) وهي أكبر جماعة ضغط موالية لإسرائيل وأكثرها نفوذا، أن الجماعة “ما زالت تساند جهود مجلس الشيوخ لتغليظ العقوبات”. وحثت رابطة مكافحة التشهير وهي أيضا جماعة يهودية أميركية أخرى، على فرض عقوبات إضافية على طهران. وقال بعض المشرعين إنهم يهدفون إلى تشديد العقوبات لضمان ألا تقدم حكومة أوباما تنازلات كبيرة في المحادثات مع إيران. وقال مساعد آخر في مجلس الشيوخ “الموقف الآن يتمثل في الاستماع إلى ما سيقوله كيري، وبعد ذلك ستكون هنك فرصة طيبة للمضي قدما بشأن مشروع قانون العقوبات، ما لم تكن هناك ثقة كبيرة في أننا سنجعل الإيرانيين يوافقون على شيء أقوى”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©