الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا وتحذيرات «فولر»

17 نوفمبر 2011 13:54
"روبرت فولر" يعتبر في كندا والأمم المتحدة خبيراً وحجة في الشأن الأفريقي خاصة في منطقة ما اصطلح على تسميتها منطقة الساحل الأفريقي. فسيرته الشخصية المهنية تؤهله ليصبح خبيراً وحجة في الشأن الأفريقي، بدأ حياته العملية بوزارة الخارجية الكندية وتدرج في المناصب الدبلوماسية حتى أصبح سفيراً، وانتقل منها إلى العمل في وزارة الدفاع ووزير الدولة للشؤون السياسية.. وفي سيرته أيضاً أنه عمل مستشاراً خاصاً لعدد من رؤساء وزراء كندا للشؤون الأفريقية خاصة أفريقيا جنوب الصحراء التي عمل فيها دبلوماسياً في عدد من البلدان في غرب أفريقيا والمغرب العربي. بهذه الخبرة الطويلة اختاره الأمين العام للأمم المتحدة ممثلاً شخصياً له وأوكل في مهمة في النيجر عام 2008. في الرابع عشر من شهر ديسمبر عام 2008 جاءت الأخبار أن ممثل الأمين العام "فولر" ومساعده الكندي "لويس جاي" قد اختطفا وهما في الطريق إلى مهمة خارج ناي (عاصمة النيجر)، ولم تُعلن (وقتها) عن أنها قد قامت بعملية الاختطاف. وتحركت المنظمة الدولية والخارجية الكندية بسرعة وفتحت "الخطوط السرية" وقام "وسطاء" قيل إنهم من المغرب لحل المشكلة بين الخاطفين والمنظمة الدولية وكندا. ونجحوا في مهمتهم وأعلن بعد أربعة أشهر من بدء عملية الاختطاف أن الخاطفين أطلقوا سراح "فولر" ومساعده وأنهما قد وصلا إلى كندا بصحة جيدة. وانتشرت الشائعات حول فدية مالية أنكرتها كندا والمنظمة الدولية. لسنوات ظل "فولر" صامتاً ورافضاً عقد لقاءات صحفية مع الصحفيين وعُرف فيما بعد أنه كان منهمكاً في إعداد كتاب عن تجربتهم مع الاختطاف والخاطفين الذين وصفهم بأنهم (مجموعة من صبية ورجال). الأسبوع الماضي عقد "فولر" مؤتمراً صحفياً تمهيداً لصدور كتابه وتحدث في المؤتمر الصحفي حديثاً خطيراً وأنذر وحذَّر أن بلدان الساحل الأفريقي ستكون هي مسرح العمليات الإرهابية، وأن الخطر القادم قد أصبح قريباً بعد سقوط نظام القذافي. وفي معلوماته الموثقة أن "المرتزقة الأفارقة" - خاصة من النيجر ومالي وغيرهما - الذين كان القذافي جنَّدهم قد هربوا من ليبيا ومعهم كميات هائلة من الأسلحة التي وصفها بالحديثة والخطيرة، وتشمل صواريخ متقدمة وألغاماً أرضية بلا عدد إلى جانب آليات عسكرية وذخائر، وخبرة وتجربة عسكرية اكتسبوها من العمل مع القذافي الذين زودهم بأموال كثيرة ومعلومات مهمة، وأطلقهم ليعودوا إلى بلدانهم وغيرها ليكملوا "مشروعه الإرهابي عندما أدرك أن نهاية حكمه وحياته قد دنت". وحذر السفير الكندي الغرب من الاعتقاد بأن المهمة قد اكتملت بنجاح برحيل القذافي وسقوط نظامه وتحرير ليبيا، والنتيجة قال مستطرداً: "إن غرب أفريقيا وشمالها والإقليم المعروف بالساحل أصبح اليوم يفيض بأسلحة ثقيلة ومتقدمة وبكميات لم تعرفها أفريقيا من قبل"، ودعا بكلمات حارة وقوية الولايات المتحدة وكندا ودول المغرب التي تهمها أفريقيا إلى القيام بالعمل الوحيد المطلوب، وهو أن يوجهوا الضربة الأولى إلى ما سماه الإرهاب الأفريقي القادم قبل أن تنمو الحركة ويشتد ساعدها. وقال إن ضرب حركة الإرهاب الأفريقية وإجهاضها قبل أن تنمو مهمة عاجلة ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق الولايات المتحدة وكندا(ولا ندري لماذا كندا بالتحديد؟) وبقية الدول الغربية. وأنها (الضربة الأولى) ستجد الترحيب والتأييد من الحكومات والشعوب الأفريقية.. لقد حققنا جيداً في ليبيا وأن عملية مثل تلك يجب أن تكون تحت النظر في الصحراء. وأكد "فولر" أن البلدان والحكومات الأفريقية المعنية ضعيفة وفقيرة ولن يكون في إمكانها محاربة الإرهاب القادم، وأن على الحكومات الغربية (مرة أخرى) الولايات المتحدة وكندا أن تقدم لها المساعدات العسكرية والفنية والمالية، وأن تساعده بالخبرة والمعلومات حتى لا يصبح الإقليم "أفغانستان أخرى". إحدى الصحف الكندية وضعت عنواناً خبيثاً لحديث فولر هذا(الضربة الاستباقية) تذكيراً بعبارة بوش عندما قرر غزو العراق. ولكن أهم ما جاء على لسان فولر - في رأيه- وختم به حديثه هو قوله: "إننا اعتدنا في كندا والغرب قراءة ما يسمى بالربيع العربي من زاوية ماذا يعني ذلك لنا نحن؟. ولم نفكر ماذا يعني ذلك للشعوب الأخرى (العربية)؟ وماذا يعني لأفريقيا جنوب الصحراء؟ وحقاً هو سؤال مهم جداً. عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©