السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحرير دارفور من إسرائيل

6 مارس 2008 00:48
للذين تابعوا نشاطات حركة تحرير السودان جناح ''عبد الواحد محمد نور'' في الخارج واتصلوا بها عن قرب في مواكبها التي سيرت لنصرة ''دارفور'' فى عواصم العالم الغربي وكبريات مدن أميركا الشمالية خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يفاجأوا بافتتاح مكتب للحركة التحريرية ''الثورية في إسرائيل، فالحركة التي تزعمها خريج كلية القانون في جامعة الخرطوم حاولت أن تميز نفسها عن سواها من الحركات الدارفورية المسلحة بألوان من'' الطلاءات التقدمية ''والمواقف المتشددة إزاء السلطة السودانية، فمن جانب أعلنت أنها حركة علمانية تقاتل من أجل إقامة دولة علمانية لشعب يمثل الإسلام والطريقة التيجانية عمق حياته الروحية، ومن جانب آخر فإن مواقفها المتشددة ورفضها غير الموضوعي محاولات جمع الفرقاء الدارفوريين وتوحيدهم، والجلوس معهم على مائدة التفاوض -التي ترعاها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وليبيا وإريتريا ومصر، وسواهم من الدول وحكومة السودان- قابلتها حركة ''عبد الواحد'' ليس بالرفض فقط، بل واتهام كــل هذه الأطراف بصورة أو بأخرى بأنها معاديــة لقضية ''دارفور''· بينما كان هذا هو موقف الحركة اليسارية المتشددة، كان هنالك موقف آخر للحركة تتحرك به في الفضاء العالمي -خاصة الأميركى الشمالي- وهي تنشط أو تُنشط وسط جماعات الطلبة والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين أسسوا لهم علاقات متينة مع الروابط اليهودية المنتشرة هناك· المهاجرون والمغتربون يتحدثون باستحياء عن إنسانية المنظمات اليهودية، وعن مبادراتها السخية دعما لحركتهم، وتأييدا لها إلى الحد الذي كنت تجد فيه، أنه على رأس كل موكب كانت لافتات الروابط والاتحادات اليهودية تتقدم المواكب، كما يشغل ناشطوها المقاعد الأولى، وهم أعلى المتحدثين صوتا وأكثرهم جرأة في الحديث عن مآسي شعب ''دارفور'' الأفريقي!! ثم بدا الحديث الذي كان يدور على استحياء، ترتفع وتيرته تدريجيا ليصبح هجوا ساخرا ليس على عرب ''دارفور'' والسودان فحسب، ولكن على العرب والمسلمين عموما -الذين لم يتقاعسوا فقط عن تدعيم العون والسند الإنساني لأهل دارفور كما زعموا- بل يشاركون أيضا حكومة السودان في حرب الإبادة ضدهم، ولم يفاجأ أحد بالدعوة التي صدرت عن بعض أعوان عبد الواحد، لإقامة جمعية الصداقة السودانية -الإسرائيلية!! إن حركة تحرير السودان جناح ''عبد الواحد محمد نور'' قد خطت الخطوة الأخيرة التي يصفها البعض بالخطأ المميت، وأعلنت افتتاح مكتب لها في ''تل أبيب''، والى جانب كل ما نشر في نقد هذه الخطوة المميتة وروج عنها في كبريات الصحف السودانية من هجوم، وما أعلنته الحكومة من سعادتها بانكشاف أمر ''عبد الواحد'' أخيرا كعميل للصهيونية والإمبريالية -كما قال متحدث رسمي- فإن هناك اكتشافا آخر -لا يدعو للسعادة بقدر ما يدعو للأسى والحزن- كشفت عنه خطوة الزعيم الثائر الدارفوري، وما يمثله في المحيط السياسي، فإن يذهب ثائر علمانى بقدميه ليمد يده إلى الدولة العنصرية -باعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعوى أنها نصيرة لشعب يكافح من أجل حقوقه الإنسانية ضد مضطهديه العنصريين، أمر لا يكشف فقط عن ضحالة وسطحية وحسب، بل عن حماقة سياسية ستقضي عليه سياسيا، ليس في الخرطوم فحسب بل ووسط أهله في ''دارفور'' الذين يعلم موقفهم الاعتقادي الراسخ تجاه دولة اليهود، بل وسط كل القوى الثورية الأفريقية، التي من موقفها هذا قد أبدت وساندت حركة تحرير دارفور، فالأفارقة الذين يهز سيفهم في وجه الآخرين قد جددوا موقفهم ورؤيتهم لإسرائيل، ولصراعها ضد العرب الفلسطينيين منذ زمن بعيد، وتلك هي العقدة التي لا يوجد لها حل· عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©