الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محبو صور «سيلفي».. مضطربون عقلياً

محبو صور «سيلفي».. مضطربون عقلياً
13 نوفمبر 2015 00:07
هناء الحمادي (أبوظبي) كشفت دراسة عن مفاجأة مدوية لمحبي الـ «سيلفي»، حيث أشارت إلى أن انتشار ظاهرة التصوير الذاتي تُعد مؤشراً على الإصابة باضطراب عقلي لدى مَن يمارسها، وذكرت الدراسة التي أجرتها الرابطة الأميركية للطب النفسي أن مصطلح «سيلفي» يدل على الاضطراب العقلي المُشار إليه، ويوصف بأنه انعكاس لرغبة جامحة للشخص في تعويض انعدام الثقة بالنفس وفجوة في علاقاته الإنسانية القويمة. وقسّمت الدراسة حالات «سيلفي» على 3 مستويات: «الخفيفة» وتتمثل في التقاط الصور بعدد لا يقل عن 3 مرات لكن من دون نشرها في مواقع التواصل الاجتماعية.. «الحادة» وتعني التقاط الصور أكثر من 3 مرات، لكن مع نشر هذه الصور في المواقع.. «المزمنة» وتشخص حالة ناشط يفقد السيطرة على رغبته في تصوير نفسه على مدار الساعة، ونشر الصور في المواقع 6 مرات في اليوم على الأقل. وتيرة سريعة ولم تقدم الرابطة الأميركية للطب النفسي حتى الآن حلولاً لتجاوز هذا الاضطراب العقلي، الذي تفشى بوتيرة سريعة في السنوات القليلة الأخيرة، بفضل اتساع رقعة انتشار أجهزة الاتصال الذكية التي سهلت عملية التقاط الصور الذاتية ورفعها خلال لحظات إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضح محللون أنه منذ أن قرر موقع جوجل إضافة كلمة «selfie» إلى مفردات اللغة الإنجليزية عام 2013، حتى أصبحت هذه الكلمة موضة العصر الحديث فلا تخلو منها برامج التلفاز ولا مواقع التواصل الاجتماعي وانتشر «الهوس» بين الشباب والفتيات لتنتقل بعد ذلك بين النجوم وحتى السياسيين لتصبح صور «السلفي» مهنة بعض الهواة والباحثين عن الشهرة وتوثيق الأحداث في مختلف المناسبات تحت شعار «لحظة، لحظة بصور سيلفي». والـ «سيلفي» تظل ظاهرة تسيطر على شرائح كبيرة ومتنوعة في المجتمع، إذ إن بعضهم يقوم بحركات خطر على حياته، عندما يرغب بالتقاطها من مواقع عالية أو يضعف نفسه في موقف صعب، من أجل الحصول على صورة غريبة، لغرض نشرها والحصول على نسب مرتفعة من الإعجاب والتعليقات. وترى الشاعرة وكاتبة القصص وسيناريو أفلام قصيرة شهد العبدولي أن حياتنا أصبحت مكشوفة للعلن، فالبيوت من دون جدران وأصبح الوضع كالعيش في برنامج تلفزيوني يظهر حياة الأشخاص وينبش أدق تفاصيلها وغاب احترام المناسبات وأصبح المرافق في السراء والشراء هو ذلك الجهاز الذي تحولت وظيفته من الاستقبال والإرسال إلى الفضح والنشر في الفرح والحزن، مشيرة إلى أن الخصوصية يجب أن تكون أبرز صفات أي علاقة، وأساسيات الأمور التربوية التي تعلمنا، بدلاً من اختلاط «الحابل بالنابل»، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، ولا يعني ذلك رفض الثورة التكنولوجية لكنه تحديد الاستخدام في الاستفادة منها، من دون الوقوع في تلك الأخطاء التي قد تغير مسار الحياة. توثيق الذكرى أما مصممة الأزياء رانيا البستكي فتقول: «من واقع العمل نحتاج إلى توثيق لحظات عروض الأزياء بتصوير الـ «سلفي» مع كبار المصممين والشخصيات التي تشاهد العروض، من دون أن يصل الأمر إلى حالة إدمان لدى البعض، ففي كل صغيرة وكبيرة يمسك الكثيرين بعصا الـ «سيلفي» ويوثق تفاصيل حياته وكأنه ألبوم صور مفتوح أمام الجميع، بتحول علاقتنا بالـ «سيلفي» من العادة إلى الهوس وفي بعض الأحيان إلى مرض لدى البعض، حتى أصبحت حياة الكثيرين مكشوفة للجميع برضى من صاحبها، مؤكدة أن الأمر وصل إلى مواقع التواصل التي تنتشر فيها الصور بسرعة البرق ويراها آلاف المتابعين في لحظة. ندم السيلفي المغامرة مريم الحمادي، التي وصلت في مغامرتها الثانية إلى جبال الهيمالايا، تشعر بالاستياء من توثيق لحظات النجاح والإنجاز الذي حققته على هذه القمة، حيث لم تستطع تصوير «سيلفي» من أعلى القمة نتيجة نقص الأوكسجين في هذا المكان الشاهق.. وتقول عن هذه اللحظة: النجاح من أجمل اللحظات التي شعرت بها في هذا المكان، وكنت أتمنى أن أوثق هذا الإنجاز من خلال التقاط مجموعة من صور مزهوة بتحقيق نجاح جديد خلال رفع علم الدولة على أعلى القمم الجبلية في سلسلة الهيمالايا، مؤكدة أنها لديها النية حالياً بإعادة المغامرة رغم ما تحمله من صعاب ومشقة، لالتقاط الـ «سيلفي» من أعلى تلك القمة. أما الفارسة مزنة العامري فتشعر بالفرح والسعادة حين تلتقط صوراً «سيلفي» مع الشخصيات المهمة في الفعاليات والمهرجانات، فأصبح المتابعون ينتظرون الصور التي تضعها على إنستجرام. وقال الدكتور عبدالله المغني أستاذ علم التربية: أصبح الكثيرون يعيشون ما يعرف بسيطرة «هوس الصورة»، وهناك حالة من الاستغراق بين التصوير والشخص، وأصبح ذلك النشاط من الحياة اليومية للفرد، وملأت تلك الاستخدامات الفراغ في حياة الناس، بما جعلها تؤثر على أنشطة أخري تقليدية ذات أبعاد اجتماعية، موضحاً أن عملية اتخاذ صور «سيلفي» تنتهك خصوصية الآخرين، الذين يشاركون من دون أن يأخذ رأيهم، وهو ما يعرف بالتصوير السلبي، وأن عمليات التقاط الـ «سيلفي» ونشرها تعكس وجود شخصية غير مستقرّة تجري خلف لفت الأنظار إليها واسترعاء الانتباه، ومن جهة أخرى تكشف عملية إدمان تحميل صور الـ «سيلفي» على درجة عالية من النرجسية أو بالأحرى من حبّ النفس والغرور، وذلك من خلال صورة تخترق حالات خاصة وربما لا تهم أحداً غير صاحبها مثل حالة الموت أو الحوادث أو أداء مناسك الحج والعمرة أو المرض، وغير ذلك مما يكشف عن انتهاك خصوصية الفرد والمكان. وأشار إلى دراسات علمية عن التأثير النفسي والاجتماعي لتلك الظاهرة، سلطت الضوء على عزله الفرد وقلقه النفسي ونمو مشاعر عدم اليقين والغرور وشدة الإعجاب بالنفس والاغتراب، فالشخص قد يكون له آلاف المعجبين، ولكن ما هم بمعجبين وآلاف الأصدقاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكنهم ليسوا أصدقاء بالفعل، موضحاً أن ظاهرة الـ «سيلفي» أخذت تتزايد وتنتشر على حساب دور الأنشطة الاجتماعية التي من شأنها أن تعزز من التلاحم الاجتماعي والفهم الإنساني والروابط الفعلية بين البشر أو الفشل العاطفي أو العزلة أو ضعف الإنجاز الشخصي. «سيلفي الحشرات» ظهر مؤخراً، «سيلفي الحشرات»، وهو تصوير من نوع خاص، حيث قام ماركس دي زينو بالتصوير مع الحشرات تحت الميكروسكوب، وأرجع السبب إلى أن خوفه من الحشرات في مرحلة الطفولة هو الذي دفعه لتنفيذ هذا المشروع بعد احترافه للتصوير. .. ومع الأموات وصل تصوير الـ «سيلفى» إلى القبور، حيث بعض صور أشخاص التقطت مع الأموات على مواقع التواصل الاجتماعي، منها الغريبة أو المضحكة، ومنها حارس للمقابر، كسر كل القواعد إذ نبش قبر أمه ليرى كيف أصبحت والتقط صورة «سيلفي» معها، وأكد أن سبب ذلك اشتياقه لأمه، وأنه أراد الاطمئنان عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©