كلمات·· كلمات·· كلمات·· أيامنا ولحظاتنا عبارة عن كلمات·· نزخرف بها حواراتنا المتكررة وصراعاتنا اليومية، أو نحتفظ بها كذكرى خاصة في دفاترنا المخبأة في الأدراج أو تحت وسائدنا·· فإن كانت كلماتي جميلة وألفظها بالشكل المقبول والمناسب يتقبلني الآخرون وقد أصبح من المقربين للبعض وأنال الحظوة عند أصحاب الكلمة والقرار·· وإن خرجت عن القاعدة، أعتبر شاذة فكرياً ومنهجياً، وأبعد بكل المقاييس عن واقع الحياة·· هكذا يحكم علينا الآخرون دون إدراك منهم أننا خليط متجانس من المشاعر الإيجابية والسلبية وقد تسيطر علينا مشاعر الهدوء والراحة فترة من الزمن وتهجم علينا مشاعر الغضب فترة أخرى··
وفي أحيان ليست بالقليلة قد نصبح بركانا هائجا من خليط المتناقضات، فهمسة أو كلمة قد تحول هذا البركان إلى حمم تتساقط بكل اتجاه دون رقيب أو حسيب·· وتشل حينها مداركنا وحواسنا الطبيعية، فنصبح مجرد كلمات تخرج وتلقى وتقذف·· وبعد هدوء العاصفة وتسرب الأوكسجين لتلك الرئة التي غدت كالكهف المهجور، يبدأ القلب ينبض بهدوء، بعد أن تضاربت دقاته، فما عاد يدري أيهما خرج قبل·· حينها فقط تتضح لنا الرؤيا ويتلاشى دخان الغضب وندرك أين نقف والخطوط التي تعديناها أو ألغيناها·· والحل··!! أتدرون ما هو··؟! إنه نفس وسيلة الخطأ·· الكلمات·· كلمات ليست كالكلمات·· فبها نداوي الجروح بعد أن ارتكبناها، ونلملم شتات القلوب بعد أن فرقناها، وبها نرد الحق بعد أن ألغيناه، ونعدل الموازين بعد أن عكسناها، وبها نتراجع أو نرتقي·· وهذا حق وثمن لا بد لنا من دفعه وتسديد فواتير أصحابه·· أليست هذه هي وسيلتنا لإيصال الغضب والحب·· أليست هذه هي الكلمات·
فوزية الجنيبي
عدد اليوم
