الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكمي والنوعي في الميزان

الكمي والنوعي في الميزان
13 نوفمبر 2013 20:42
تختتم بعد غد السبت (16 نوفمبر) فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب «الدورة 32» الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مركز المعارض «إكسبو» وبمشاركة 1010 دار نشر جاءت بنحو 405 آلاف عنوان، كما شهد المعرض العديد من الفعاليات المهنية والأنشطة المخصصة لفئات عمرية مختلفة ونحو 113 فعالية ثقافية وفكرية وأدبية. واحتفى المعرض هذه السنة بدولة لبنان كضيف شرف، وذلك بحضور وزير الثقافة اللبناني غابي ليون والعديد من الأسماء الإبداعية والإعلامية النشطة في بيروت؛ كما استقبلت إدارة المعرض للمرة الأولى جناحاً موسعاً للتعريف بالثقافة الإيطالية. ومن أبرز ما شهدته الأيام الأولى للمعرض الذي انطلق في السادس من نوفمبر توقيع كتاب «حديث الذاكرة- الجزء الثالث» لصاحب السمو حاكم الشارقة، إضافة إلى الإعلان عن الفائزين بجوائز معرض الشارقة للكتاب و»جائزة اتصالات لكتاب الطفل» والعديد من الفعاليات الأخرى التي عرفت حضوراً جماهيرياً ملحوظاً وواكبتها. ظواهر بلا شك أن كل نشاط ثقافي يجري تنظيمه يتيح لمتابعه ليس فقط أن يرى أو يتكلم أم ينصت إلى مبدعين ومفكرين من هنا أو هناك، على ما في ذلك من أهمية؛ بل يمكن أن نأخذ أي مناسبة للوقوف على ظواهر ومؤشرات وشواغل هذا المشهد الثقافي أو ذاك، وذلك انطلاقاً من نبض الفعاليات التي تقام أو عناوينها أو اختياراتها من الضيوف والأعلام أو ما تخرج به من تعليقات وتوصيات وملاحظات، وحين ننظر من هذه الزاوية إلى النسخة 32 من معرض الشارقة للكتاب نخرج بالآتي: مؤسسة والمتابع لمعرض الشارقة الدولي للكتاب ينتبه إلى أنه عرف اهتماماً رسمياً مكثفاً منذ بداياته، ومن هنا نجح في التقدم لأكثر من ثلاثة عقود زمنية ولم يكن تقدمه تقدماً كمياً، بل نوعياً إذ إن كل سنة جديدة من سنوات المعرض كانت جديدة معنى وشكلاً، ويجد أحمد بن ركاض مدير المعرض دائماً أن بمقدوره الحديث عن أثر حقيقي لتجربة المعرض الماضية في ذاكرة النشر الثقافي محلياً وعربياً، وهو يقول: إن علينا أن نتذكر دائماً أن هذا المعرض كان الملهم بتفعيل «اتحاد الناشرين العرب» وتأسيس «ملتقى الناشرين العرب لكتب الأطفال» وتأسيس «الملتقى الإلكتروني» وتأسيس «جمعية الناشرين الإماراتيين» وتأسيس «مجلس كتب اليافعين» وانطلاق مشروع «ثقافة بلا حدود» وتأسيس «رابطة مديري معارض الكتب بدول مجلس التعاون» إلخ.. وإلى جانب دور المعرض في كل ما سلف، سيكون بمقدور بن ركاض أن يتكلم دائماً عن الأثر الإيجابي الذي أحدثه معرض الشارقة للكتاب في تسويق الكتاب وحمايته، والاحتفاء بالكتّاب وما إلى ذلك. كما سيكون ممكناً له الكلام عن المبادرات التشجيعية التي بذلتها الشارقة لحض وحفز دور النشر العربية على المشاركة، سواء عبر التخفيضات المتعلقة برسوم المشاركة أو من خلال حفلات التكريم والمنح التي ينظمها المعرض سنوياً. وقد لمسنا من تجولنا في المعرض تقدير العديد من الناشرين لتجربته وطريقة تعاطيه الاداري والفني مع المشاركين، كما كان واضحاً أن العديد منهم ينتظر حلول موعد المعرض سنوياً، لأنه يمثل فرصة ثمينة للتوزيع والبيع، إذ تتزاحم الأطياف المختلفة من البشر على شراء الكتب، كما تسهم العديد من المكتبات والمؤسسات الثقافية في حركة الشراء هذه. كتب.. بلا حدود وفي هذا الباب، نلفت إلى تجربة مؤسسة «ثقافة بلا حدود» التي خصصت مليون دولار لشراء كتب لنحو 12 ألف أسرة في مدينة الذيد، وهذه التجربة ملفتة من جانبين، فهي من جهة فرصة مهمة للناشرين وللكتّاب لتوزيع كتبهم، كما أنها من جهة أخرى تبرز الاهتمام المخصوص الذي توليه الشارقة لتعزيز ثقافة القراءة والاطلاع. إلى جانب ذلك ثمة مكتبة الشارقة العامة وأفرعها المنتشرة، والتي تشارك سنوياً بشراء نسبة كبيرة من الكتب عبر لجنة متخصصة. ناشرون وفي خط نشر الكتاب ذاته، بدا لافتاً بالنسبة لنا أن أجنحة المعرض ضمت مؤسسات نشر حديثة وعديدة لإماراتيين عرفوا بوصفهم كتاباً وشعراء؛ فإلي جانب عبد الحميد أحمد وجمال الشحي وعائشة الكعبي ثمة علي الشعالي إلخ.. ويبدو هذا الأمر ملفتاً ليس فقط لأن هؤلاء الكتّاب معظمهم من الشباب أو بسبب ما تعانيه تجربة النشر الثقافي العربي من مشكلات وخصوصا في هذا الوقت، ليس لكل ذلك، ولكن لكثرة دور النشر الثقافية في الإمارات، فهناك إلى جانب دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ثمة وزارة الثقافة ومؤسسات مثل اتحاد الكتّاب ومؤسسة سلطان العويس إلخ.. ولقد ظلت هذه المؤسسات تسهم في طرح الكتب الإماراتية منذ سنوات طويلة؛ فما الذي حمل هؤلاء المبدعين الشباب إلى التوجه لتأسيس دور نشر بديلة؟ حضور مؤسساتي ولمناسبة الحديث عن مؤسسات الثقافة داخل فضاء المعرض لا بد ان نشير إلى الحضور المميز لمؤسسات ثقافية مثل «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات» و»جائزة الإمارات للرواية» و»الهيئة العربية للمسرح» وسواها، ولقد ضمت أجنحة هذه المؤسسات منشورات ومطويات معرفة بدورها، إضافة إلى بعض الكتب والمجلات التي أصدرتها، كما نظمت جلسات حوار حول تجاربها وبرامجها. للعرض فقط على أن الحال مع المؤسسات العربية المماثلة التي حضرت إلى المعرض بدا مختلفاً، إذ ضمت أروقة أجنحة هذه المؤسسات العربية كتباً مهمة، إلا أنها كانت للعرض فقط وليست للبيع، وهو أمر قد يبدو غريباً للعامة بخاصة أن معظم المشرفين على أجنحة هذه الدور لا معلومات لديهم عن طريقة أو إمكانية الحصول على عنوان ما من العناوين المعروضة؟ الحضور اللبناني بالنسبة لروائي وصحفي لبناني شارك في المعرض كان يمكن لوزارة الثقافة اللبنانية أن تقدم صورة أكثر وضوحاً وألقاً للمشهد الثقافي في البلاد التي عُرفت بحيويتها الثقافية العالية. ثمة العديد من الأسماء الثقافية النشطة والمهمة في بيروت غابت عن الضيافة الشرفية للبنان. اتسمت معظم الندوات الثقافية التي شهدها المعرض بحضور قليل للجمهور، وهو أمر أرجعه بعضهم إلى تزامن عدد من الندوات على ميقات واحد فيما رأى البعض الآخر أن المشكلة أعمق وتعود إلى أمور مثل ضعف علاقة الجمهور العربي بالإبداع الأدبي، وخاصة أن معظم الندوات كانت أدبية وروائية على وجه التحديد. لكن ما كان ملفتاً لنا هو اتفاق العديد من المتحدثين في الندوات، على الالتباسات المفهومية للعناوين المقترحة للنقاش، وتمنى البعض ممن جرى استطلاعهم لو أن الكتّاب والنقاد تكلموا عن تجاربهم الشخصية مع الكتابة والنقد بدلاً من الحديث تحت عناوين مثل «السرد بوصفه حياة» و»الإبداع والتواصل الإنساني» وغير ذلك من عناوين، كما اقترح البعض الآخر أن تقتصر الندوات على اثنين من المتحدثين كأقصى حد بدلاً من أربعة أو ثلاثة. جوائز وحضرت الجوائز الأدبية بنجومها في العديد الأنشطة الثقافية الموازية للمعرض؛ فإلى جانب أن اليوم الأول شهد حفل تكريم الفائزين بـ «جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب» والتي تضم جائزة الشخصية الثقافية، وجائزة فئة أفضل دار نشر محلي وعربي وأجنبي، وجائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع، وجائزة أفضل كتاب إماراتي مترجم عن الإمارات، وجائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات، وجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات، وجائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية، إضافة إلى تلك الجوائز وحفلاتها، خصصت إدارة المعرض ندوة حول جائزة البوكر العربية تحت عنوان «ماذا أضافت الجائزة العالمية للرواية العربية؟»، كما نظمت ندوة تعريفية خاصة بـ «جائزة الشارقة للإبداع العربي»، و»جائزة الشيخ زايد»، و»جائزة سلطان العويس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©