حزن القوافي

حدَّقتُ في القلب يومَ الظعنِ فانكسر اما مـتَّ وحـدك موتـى بعـدك الشعرا ما سرتَ وحدك لكن جـُزت موكبنا فكلنا في زحام الصفِّ قد حُشرا موتى هـم الناسُ فوقَ الأرضِ قاطبةٌ تحيا وتحـت ثراها الصيتُ قد قـُبرا محمدٌ الطيب لا أبكيكَ من فزعٍ قـد أيقظَ الخوفُ في أعصابي الخدرا وأرتدَ جمراً فهل ساندتَ أخيلتـي أم أن حزنُ القـوافـي أيقظَ الصورا *** ناسٌ على الأرض تمشي دونما أثرٍ وأجملُ الناسِ يُبقي خلفه الذِّكرا كأنما الحـبُّ نهرٌ فـي مسيرته يـجري وينثرُ من أكمامهِ الشجرا أو أنه الغابةُ الصغرى ويتبعه ثقافةُ الحرِّ كيما يحصدُ الظفرا والموتُ يا صاحبي مثل الصديقِ غدا يختارُ صحبتَه إن غادروا حـضرا *** حدَّقتُ في الصحبِ لم أبصرْ سوى وجلٍ وهـيبةُ الموتِ مدَّت حولنا الذِكرا وغَـصَّ بالريقِ قلبي مُذْ رأى «خَلَفاً» بصمتهِ غاب أو في صمتهِ استترا قد عشتَ في الأفقِ كالأقمارِ مرتـفعاً ونحن في اللَّحدِ جئنا ندفنُ القمرا ما يومُ دفنكَ إلا دفنُ فرحتنا فاغفرْ لكفٍ تُهيلُ الرملَ والحجرا واغفر لحزنٍ بدا خبأته خجلاً كي لا تطيلَ على أحزاننا النظــرا وكان حزنك أن تلقى أخا حزنٍ يستكتبُ الحزنَ أو يستنطقُ السيَرا حتى إذا جاءَ مذعوراً وثبتَ له كيما تـُقيل الخطى إن مالَ أو عثرا *** قد كانت الدارُ أغلى ما وصفت لنا وكانت الدارُ في تاريخكَ القـدرا أعـطيتَ للدارِ ما أعطـتكَ فاتحدت مـشيئتانِ وحبٌّ قطُّ ما فترا تذودُ عـنها بما أوتيت من سعةٍ في القول فيها بما من صدرك انهمرا وها رحلتَ عن الأصحابِ مكتفياً بما قضيتَ بعمرٍ مرَّ واندثرا كأنما الموتُ صيادٌ بمخلبه يمشي بعدته جهراً ومستترا وحطَّ فوقَ بلادِ الخيرِ معطفه وخاطَ فيها كميناً يُربكُ البشرا واختارَ بالحقِ من مالت قوادمُه فصادَ منا الثمينَ الماجدَ الحَذِرا لا أسألُ الله إلا رحمةً وسعتْ إلى الشقيقِ الذي قد أزمعَ السفرا