الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتفالات «الغدير» تُثير مخاوف صراع مسلح في اليمن

احتفالات «الغدير» تُثير مخاوف صراع مسلح في اليمن
4 نوفمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - احتفل آلاف من أنصار جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، أمس السبت، بما أسموه “عيد الغدير”، وذلك في تجمعات عامة أُقيمت للمرة الأولى في العاصمة صنعاء ومدن أخرى، وسط استنفار مسلح لأتباع حزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين السنية في هذا البلد. و”عيد الغدير” مناسبة دينية مذهبية يحتفل بها كل عام هجري في الثامن عشر من شهر ذي الحجة. وبدأت احتفالات “الحوثيين”، الليلة قبل الماضية، بإشعال النيران وإطلاق المفرقات والأعيرة النارية، خصوصا في سماء مدينة صعدة (شمال)، المعقل الرئيس لهذه الجماعة المذهبية منذ تمردها على الحكومة المركزية في صنعاء في العام 2004. وبالتزامن، حذرت وزارة الداخلية اليمنية من إطلاق المفرقات والأعيرة النارية في المناسبات، لما لها من “نتائج سلبية على المواطنين والسكينة العامة”. ودعت الوزارة، في بيان، الأجهزة الأمنية في مختلف المدن اليمنية بـ”ضبط المخالفين وإحالتهم للقضاء”. وشارك زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، في احتفال كبير أُقيم، صباح السبت، في مدينة صعدة، حسبما أفاد تلفزيون “المسيرة”، المملوك لهذه الجماعة. وتجمع آلاف من أنصار جماعة الحوثي، أمس السبت، في ساحة عامة، في حي “الجراف”، شمال العاصمة صنعاء، للاحتفال بـ”عيد الغدير”، الذي كان الشيعة في اليمن يحتفلون به في تجمعات غير معلنة إبان حكم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح. ونصب المحتفلون خياما كبيرة في الساحة العامة، وأدوا رقصات تقليدية وأهازيج شعبية، وهتفوا “علي ولي الله”، و”الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام”، وهو الشعار الخاص بجماعة الحوثي، التي خاضت ست حروب ضد القوات الحكومية خلال الفترة ما بين 2004 و2009. وفي بلدة “حزيز”، جنوب صنعاء، أدى آلاف اليمنيين طقوسا مماثلة ابتهاجا بهذا اليوم الذي يطلقون عليه اسم “يوم الولاية”. وقد أثارت هذه الاحتفالات استياء حزب الإصلاح الإسلامي، أبرز مكونات تكتل “اللقاء المشترك”، الشريك في الحكومة الانتقالية منذ مطلع ديسمبر الماضي. واستحدث مسلحون من حزب “الإصلاح”، ليل الجمعة السبت، نقاط تفتيش، في العديد من البلدات والمدن اليمنية، لمنع الحوثيين من الوصول إلى أماكن احتفالاتهم. وذكر حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الذي يرأسه الرئيس السابق، إن مسلحين من حزب الإصلاح “انتشروا” في الأحياء السكنية المجاورة لشارع الستين الشمالي، حيث منزل الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي. وقُتل اثنان من جماعة الحوثي، عندما اعترض مسلحون يشتبه بأنهم من حزب الإصلاح، قافلة سيارات كانت تقل “حوثيين” من بلدة “نهم”، إلى ساحة الاحتفال في بلدة “حزيز” جنوب صنعاء، حسبما ذكرت مصادر صحفية يمنية متعددة. وقال بشر حاتم، وهو قيادي محلي في حزب الإصلاح بمحافظة ذمار، إن العشرات من المسلحين القبليين منعوا “الحوثيين” من إقامة طقوس احتفالهم في بلدة “احلال”، وسط ذمار، 99 كم جنوب صنعاء. وأضاف لـ(الاتحاد):” رفضنا أن يأتي الحوثيون من خارج البلدة للاحتفال”، الذي اعتبره “منكرا “، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق “بعد مفاوضات مطولة” بين الطرفين على أن يقام الاحتفال في بلدة أخرى. واتهمت وسائل إعلام موالية لجماعة الحوثي، “مجاميع” من حزب “الإصلاح” بإطلاق نار على المشاركين في احتفال أقيم في بلدة “وضرة” بمحافظة حجة، شمال غرب البلاد. وذكر تلفزيون “المسيرة”، أن قوات الأمن، المرابطة عند المدخل الغربي للعاصمة صنعاء، منعت عناصر من جماعة الحوثي من الدخول إلى العاصمة، وأنها اعتدت على بعضهم. وحذر المحلل والسياسي اليمني، عبدالغني الماوري، من اندلاع حرب أهلية في اليمن، في حال تعثرت عملية انتقال السلطة في هذا البلد، التي ينظمها اتفاق “المبادرة الخليجية” منذ أواخر نوفمبر العام الماضي، وحتى فبراير 2014. وقال الماوري، لـ(الاتحاد)، :”الوضع في اليمن لم يستتب بعد. هناك احتمال قائم بأن ينزلق البلد إلى أتون حرب أهلية سواء كانت طائفية أو دينية”، مشيراً إلى أن “تحركات الحوثيين تستهدف مناطق جديدة، وهذا الأمر سيؤدي إلى اشتباكات ومواجهات مسلحة”. لكنه لفت إلى أن جماعة الحوثي “تدرك جيدا بأنها ستخسر أي حرب قادمة”، خصوصا بعد سقوط نظام الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الذي درج على اتهامها بمحاولة الانقلاب عن النظام الجمهوري. وقال إن نشوب حرب أهلية مرهون بـ”مدى التقدم في العملية السياسية الانتقالية، وتحديداً مؤتمر الحوار الوطني”، المزمع إطلاقه أواخر العام الجاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©