الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحيب».. ناصع البياض حلو المذاق من خيرات الشجرة المباركة

«الحيب».. ناصع البياض حلو المذاق من خيرات الشجرة المباركة
5 نوفمبر 2012
هناء الحمادي ( الفجيرة) - أم راشد تستهويها زيارة سوق الجمعة على طريق جبال الساحل الشرقي في الطريق المؤدي إلى الفجيرة، والذي يقع بين سلسلة من الجبال والوديان التي يتميز بها الساحل الشرقي، فتتوقف لعدة دقائق لشراء مجموعة من الحاجيات المنزلية والأواني الفخارية والفواكه الطازجة التي تملأ أرفف المحلات المتراصة بجانب بعضها البعض، حينئذ يدفعها حبها للنخلة إلى شراء «الحيب» من البائع الذي كان يلوح بيديه للمارة ليتوقفوا أمامه ويشتروا خيرات تلك الشجرة التي تنعم علينا بفوائد كثيرة غير الرطب والتمر الذي تمنحه طوال العام، حتى حينما تتعرض للإهمال وينخرها السوس يظل جوفها يغري كل متذوقيها لما يسمى بـ«الحيب». وعن ذلك يقول المزارع خميس سعيد الكعبي: تعد النخلة من الأشجار التي تنعم على الإنسان بالكثير من الفوائد، حيث تظل تجود بخيراتها لسنين قد تصل لأكثر من سبعين عاماً. وأوضح أن «الحيب» يقبل الناس على أكله لا سيما في الجو البارد، حيث تزداد حلاوته، مبيناً أن مدة صلاحيته لا تتجاوز اليومين، ثم يتحول لونه للأسود لغناه بالحديد والفيتامينات الأخرى. وأضاف أن «لبّ النخلة»، يتم استخراجه بعد قطعها بطريقة معينة، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يتطلب مهارة وخبرة لا يجيدها الكثيرون، حيث يُستخرج من النخلة المعدة للقطع في المناطق الزراعية، مشددا على أنه لا أحد يقطع النخلة المثمرة في المناطق الزراعية بغرض استخراج الحيب. واستطرد الكعبي قائلاً: «يُعرف الحيب بأنه قلب النخلة وهو الجزء الذي يغذي النخلة، ويتوافر الحيب حاليا في الكثير من الأسواق الشعبية مثل سوق الجمعة وسوق البدية وشرم ومسافي بالفجيرة، ويتراوح سعر الحيب بين35 و50 درهما حسب حجم اللب المستخرج والجهد المبذول لاستخراجه. ونوه الكعبي إلى أن للحيب أنواعا، منه الحلو ومنه المر، وهذا بدوره يعتمد على طبيعة الشجرة الأم، فإذا تم ريها وتسميدها بعناية يكون حيبها ناصع البياض حلو المذاق، أما إذا كانت مهملة فيكون حيبها مراً. وينصح الكعبي بضرورة تجنب تحييب الأنواع الممتازة من فسائل النخيل حتى لا يخسرها المزارع وأن يقتصر التحييب علـى الأنواع غير المرغوبة. لافتا إلى أن أجود أنواع الحيب هو المستخرج من أصناف النخيل الجيدة مثل الخلاص والبرحي والشيشي. بينما المستخرج من الفحل «ذكر النخيل» هو أجودها على الإطلاق. منوهاً إلى ضرورة تخزين الحيب في الثلاجة فور جمعه حتى لا يتغير طعمه ولونه. ومن جانبه، يلفت المزارع الخمسيني أبوعلي إلى كيفية جمع وتخزين الحيب قائلا: «يفضل جمعه من فسائل النخيل الصغيرة في حين يجمع من أشجار النخيل المثمرة إذا انتفت الحاجة إليها فيتم تكريب رأس شجرة النخيل «إزالة قواعد السعف مع الليف»، بعدها يظهر اللب الأبيض ويقطع بالسكين لنأخذه لأهلنا كهدايا، وعندما يزورني أبنائي في المزرعة أجمع لهم كميات من الحيب ليأخذونها للأقارب والجيران. ووصف أبو علي شعوره وهو يجمع الحيب، بأنه شعور الفرح بموسم تبادل المحبة والعطاء بين الإنسان والشجرة المباركة والأرض الطيبة. بدوره يفرح مبارك اليماحي عندما يزور الأسواق الشعبية وخاصة التي يباع فيها الحيب، ويقول «أكثر ما يلفت انتباهي رؤوس الفسائل المتراصة بجانب بعضها البعض، حيث يجذب شكلها أنظار المارة فيشترونها ويقبلون عليها يتلمسون لبها الأبيض الرطب اللذيذ فينزل في الأحشاء برداً وسلاماً بل وفيها منافع أخرى للناس». مؤكدا أنه يشتري مجموعة كبيرة من الحيب لإهدائه للأهل والجيران، وأنه مازال يحرص على هذه العادة حتى يومنا هذا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©