سعدت ومعي كل الزملاء الذين أتوا من كل البلدان العربية بالدعوة التي تلقيناها من اللجنة المنظمة العليا لكأس العالم لمنتخبات أقل من 17 سنة، لحضور الفصل الختامي لملحمة رياضية أبدعت في تصميمها الإمارات جرياً على عادة تأصلت، باحتضان كبريات الأحداث الرياضية العالمية بإبداع تنظيمي قل نظيره.
بالقطع لن أضيف شيئاً إذا قلت إن أبناء الإمارات نالوا العلامة الكاملة للتنظيم إلى الحد الذي جعلنا نتصور أننا نعيش أجواء كأس العالم للكبار، فقد سبقني للبصم على شهادة الاعتراف كل من أسعفه الحظ بأن يحضر الحدث العالمي إما مشاهداً، وإما مواكباً إعلامياً، وإما منتدباً فنياً من «الفيفا»، ولكن عندما يجمعك الحدث في شوطه الأخير تحت سقف واحد مع إعلاميين، وفنيين، ونقاد رياضيين، ووكلاء أعمال من دول أوروبية وآسيوية وأميركية لاتينية، وتستقي ما يجمع عليه هؤلاء برغم اختلاف اللغات وزوايا التقييم من إشادة كبيرة بانسيابية التنظيم ومن البهجة التي أبداها أبناء الإمارات في احتضان كل هذه الأجناس، ومن كل ما أبدعته لجنة التنظيم ليظل الحدث عالقاً بالذاكرة لمدد زمنية طويلة، عندها فقط نشعر بالفخر أننا عرب نتقاسم مع إخواننا بالإمارات الكثير من مشتركات الدين واللغة والمصير، ومن الإرادة الفعلية لننصع صورتنا في عيون الآخرين.
وعندما لا يكون حدث كأس العالم للناشئين إلا واحداً من مئات الأحداث التي تستضيفها الإمارات سنوياً بإصرار كبير على النجاح، وعلى الاستثمار الذي يعم البلد، ومن يقيم فيه من مواطنين ووافدين بالخير العميم، ندرك جيداً الإضافة الفكرية والحضارية تم الرياضية التي تأتي بها كل هذه الاستضافات، فهناك ثقافة تنظيم تترسخ وتتقوى، وهناك ألف فائدة وفائدة تدعم المشروع الإماراتي الضخم المخطط له بحكمة بليغة، مشروع تقديم رؤية إماراتية وعربية تتوسط عقد الرؤى العالمية التي تنهض بالإنسانية في عمومها.
إن ما سجلته الإمارات من نقاط ثمينة وهي تبرع في استحداث أنماط جديدة للنجاح التنظيمي الذي هو مفتاح طبع الأحداث الرياضية في الذاكرة، لا بد وأن يكون مصدر فخر لنا كعرب، ولا بد أن يكون لنا أيضاً حافزاً لكي نغير منظورنا لتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، ولو اقتضى الحال أن نستنسخ التجربة الإماراتية بروحها وجوهرها، فليس متاحاً دائماً البحث عن الاستفادة المالية العينية إذا ما كان ممكناً تحقيق الربح المعنوي الذي يدعم بقوة مشروع الانفتاح على العالم، وتصدير ثقافة وحضارة البلد لجني الثمرات على المدى البعيد.
بالرياضة نستطيع أن نرتقى درجات في سلم العالمية، وبتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى نستطيع أن نربح الكثير من الأميال في سباق العولمة، ذلك ما قالته لنا بطولة «الإمارات 2013».
drissi44@yahoo.fr
عدد اليوم
